البربير (القحف)

 

من الأسر البيروتيّة المعروفة ،أصلها من الحجاز، وقطنت مصر فترة طويلة، برز بعضها في الميادين السياسيّة والإجتماعيّة، في مقدمة هؤلاء مفتي بيروت الشيخ أحمد أبو العباس شهاب الدين البربير الشامي البيروتي، من مواليد دمياط في مصر، هو إبن عبد اللطيف بن أحمد بن محمد، عاد الشيخ أحمد إلى بيروت، ثم توجه إلى دمشق، ثم عاد إلى بيروت، فأكرهه الأمير يوسف الشهابي حاكم الجبل على توليه القضاء في بيروت، فقام بأعبائه، ثم إستعفى منه لورعه وتقواه، ثم عاد إلى دمشق وسكن في الصالحيّة، كان أديباً وفقيهاً وعالماً وشاعراً، من تلامذته مفتي بيروت الشيخ عبد اللطيف بن علي فتح الله، كما كان له تلامذة كثر في دمشق ، توفي الشيخ البربير في دمشق ودفن بسفح جبل قاسيون في مدفن بني الزكي في جوار الشيخ الأكبر .

تولى عدد من آل البربير منصب عمدة التجار في بيروت ، ومنهم أيضاً مصباح بن محمد بن أحمد البربير العالم الأديب واللغوي الذي تتلمذ على الشيخ عبد الرحمن النحاس والشيخ عبد الله خالد، والشيخ إبراهيم البربير، وكان بشير البربير مدير بوستة الإتحاد العثماني وأحد مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، كما كان الشيخ محمد البربير أحد علماء بيروت وعضو جمعية بيروت الإصلاحيّة، ومن علماء بيروت أيضاً الشيخ محمود البربير .

 

أما لفظ بربير فهو ليس كما كان يظن مشتقة من اللفظ الأجنبي  Barber أوBarbier أي (حلاق) فالحقيقة أن العرب إستخدموا لفظ بربير كثيراً وأطلقوها على أوراق البردى المصريّة وقد إستعملها المؤرخ والجغرافي إبن حوقل عندما تحدث عن بالرمو عاصمة صقلية بقوله وفي ظلال أراضيها بقاع قد غلب عليها البربير وهو البردي المعمول منه الطوامير، ولا يُعلم لما بمصر من هذا البربير نظيراً على وجه الأرض ، إلا ما بصقلية منه، وأكثره يُفتل حبالاً لمراسي المراكب وعلى هذا فإن لفظ بربير أطلق على المشتغل بهذه الصنعة .