اللاذقية/ الجزء الثاني 

* الفتح الإسلامي:

تم فتح اللاذقية في سنة 15 هجري 637 م على يد القائد عبادة بن الصامت، وبعد فتح المدينة ضمت إلى أجناد حمص، ولكن هناك فترة من تاريخ اللاذقية غارقة في الظلام هي الفترة الممتدة ما بين 15هجري 637م إلى سنة 249 هجري 863 م لا يعرف عن اللاذقية إلا النذر اليسير .

ففي سنة 100هجري 718م في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز تعرضت المدينة إلى هجوم من قبل الروم فهدموها فأمر الخليفة بإعادة بنائها وتحصينها في سنة 162هجري 778م قدوم أم السلطان ابراهيم بن الأدهم ووفاتها .


في سنة 245هجري  809م تعرضت المدينة لزلزال عنيف فلم يبقى باللاذقية منزل إلا وهدم فوق أصحابه ولم ينجي إلا اليسير.

 

* الإمارة التنوخية:
في سنة
249هجري 863م قامت الإمارة التنوخية في اللاذقية فكانت معاصرة للأمارة الحمدانية في حلب في سنة 357هجري شعر العلويين بالتشكيلات العسكرية والإدارية عندما استولى الروم على محيط إمارتهم، فاغتنموا الفرصة فأعلنوا الحرب على الروم، فكان القائد حسين بن إسحاق الضليعي العلوي التنوخي فانتصر على الروم واستقل باللاذقية وبعد وفاته حكم ابنه محمد بن الحسين. ففي هذه الفترة حافظت اللاذقية العلوية على استقلالها إلى حين مجيء الصليبيين فتم انقراضها في سنة 477هجري 1082م .


*
خضوع اللاذقية للروم:

تدخل مرحلة جديدة من حياتها وبقيت بيد الروم مائة عام حتى مجيء أبو الفتح ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي سنة 476هجري 1083م فاستخلصها من الروم وسلمها إلى الأمير عز الدولة أي المرهف بصر بن علي بن المنقذ الكناني صاحب شيزر سنة 479 هجري  1086 م .


*
في عهد الملك تاج الدولة:

 تتش بن ألب أرسلان سنة 487 هجري 1094م سلمها الأمير باغي سيان صاحب إنطاكية ولكن سرعان ما سقطت هذه المدينة بيد الصليبيين سنة 496 هجري 1102 م، ففي نفس السنة هاجمها صاحب إنطاكية نسيبه ((تتكريد)) فحاصرها مدة ثمانية أشهر، ففي عام 1106م احتلها فأباد عدداَ كبيراَ من سكانها المسلمين فسكن فيها عدد كبير من التجار الأجانب من البندقية وجنوا .فسميت هذه المدينة باسم مدينة التجار .

في سنة 530هجري 1135م هاجمها أتابك زنكي صاحب حلب فلم يفلح، ولكن في سنة 552 هجري 1157م ضربها زلزال شديد فلم يبقى من المدينة إلا كنيستها فبقيت المدينة بيد الصليبيين أكثر من 90 عاماَ من سنة 489هجري 1095م إلى 584هجري 1188م حتى تم تحريرها على يد القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين التي جرت في 4 تموز من عام 1187 م، ولما رأى صلاح الدين آثار الخراب الذي أصاب اللاذقية أمر بعمارتها ومن ثم سلمها إلى مملوكه سنقر الخلاطي.
*
في سنة 590 هجري  1193 م:

دب الخلاف بين أولاد صلاح الدين بعد موته، فآلت اللاذقية إلى الملك الظاهر.


*
في سنوات 599 هجري 1202 م:

 600 هجري 1203م تعرضت المدينة لهجوم الإفرنج ولكن لم يفلحوا في فتحها.

 

* في سنة 613 هجري 1216م:

 آلت مدينة اللاذقية لحكم حسام الدين أمير التركمان بعد موت الملك الظاهر ، وبعد سلسلة من الأحداث انتقل الحكم من البيت الأيوبي إلى السلاطين المماليك عام 948 هجري 1250 م فتبعت اللاذقية لحكم المماليك حتى مجيء العثمانيين عام 1516م.
*
في سنة 740 هجري 1339 م:

زار ابن بطوطة اللاذقية وأهم ما لفت انتباهه دير الفاروس والميناء، فقال عن الدير أعظم دير بالشام يسكنه الرهبان، ويقصده النصارى من الآفاق.

*في سنة 922 هجري  1516 م:

إحتل العثمانيون بلاد الشام على إثر معركة مرج دابق بعد انتصارهم على المماليك وقائدهم قانصوه النوري، في هذه الفترة كانت تعيش اللاذقية أسوأ فترة من تاريخها خرائب لا يسكنها أحد كأنها غير المدينة التي بهرت بجمالها وتنظيمها العماد الكاتب الأصفهاني قبل ثلاثة مائة سنة، فتبعت هذه المدينة ولاية طرابلس، فحكمها آل عسًاف حتى عام 1590 م . 

في عام 1606م انتقل لواء اللاذقية لحكم فخر الدين المعني ولكن في عام 1717م أغار القراصنة على لواء اللاذقية وأسروا عددا من أهلها وباعوهم في الجزائر .

* في عام 1831 م:

آلت اللاذقية للحكم المصري إبان حكم ابراهيم باشا المصري على بلاد الشام فأظهر اهتماماَ كبيراَ بأمر المدينة فاتخذها قاعدة لعساكره وبعد انسحاب الجيش المصري من بلاد الشام آل لواء اللاذقية للحكم العثماني .

*في سنة 1864 م:

صدر قانون الولايات الجديد فظهر إلى الوجود ولاية سورية فضمت سنجق اللاذقية لولاية سورية فكان يضم هذا السنجق أربعة أقضية:

Ø    قضاء اللاذقية

Ø    قضاء صهيون

Ø    قضاء جبلة

Ø    قضاء المرقب

ولكن بعد سقوط السلطان عبد الحميد الثاني 1909 م على يد جماعة الإتحاد والترقي وانتهاجها سياسة التتريك , تنامى الوعي القومي لدى الولايات العثمانية في سوريا .


في سنة 1916 م قامت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين على الوجود العثماني في بلاد الشام فتم دحر العثمانيين من كافة الأراضي السورية تحت إمرة الأمير فيصل بمساعدة الإنكليز ففي عام 1918 م تم قيام الحكومة السورية تحت حكم الملك فيصل، ففي تلك الأثناء في الخامس من تشرين الثاني من نفس العام نزل الفرنسيون بقيادة الملازم دو لاروش مدينة اللاذقية ورفع العلم الفرنسي على سراي الحكومة. ولكن ثورة المجاهد صالح العلي اندلعت سنة 1919 م لم تمكن القوات الفرنسية من الثبات، ولكن بعد احتلال الجنرال غورو مدينة دمشق في 24 تموز من عام 1924 م وانطفاء ثورة المجاهد صالح العلي دخلت اللاذقية مرحلة جديدة من تاريخها السياسي. فعند تقسيم سوريا إلى دويلات تم تأسيس الحكومة العلوية مع الساحل السوري تحت سيطرة الانتداب الفرنسي , ليسهل عليهم السيطرة على سوريا.


ولكن في سنة 1933 م بدأت الحياة السياسة تظهر في اللاذقية وبصورة ملموسة وبخاصة بعد ظهور الكتلة الوطنية التي كان لها وزنها على مسرح الأحداث في سوريا، مما لفت أنظار الوطنيين في اللاذقية فتوجهوا إليها بقلوبهم وعواطفهم ففتحوا لها فرعاَ في اللاذقية وبعد نيل الاستقلال للجمهورية العربية السورية في السابع عشر من نيسان عام 1947 م اعتبرت اللاذقية من المحافظات السورية الهامة لوقوعها على الساحل فبدأ يدب فيها النشاط العمراني والثقافي والاجتماعي مساهماَ في تطوير سورية.


*
قلعة صلاح الدين:

تمتلك هذه القلعة أهمية استراتيجية بسبب موقعها، وقد تم بناؤها في عهد الغزوات الصليبية ووصفت بأنها أكثر القلاع مناعة وقوة في الشرق.. وعظمتها أنها تقوم على صخرة شاهقة ملساء الحواف ليس لها سوى ممر صخري واحد فقط فوق الخندق الطبيعي المحفور في الصخور والوحيد الذي استطاع السيطرة عليها هو صلاح الدين .لذلك سميت القلعة باسمه.

* المناطق السياحية :

Ø    القرداحة: تبعد عن مدينة اللاذقية 30 كم، من أجمل المناظر الطبيعية في محافظة اللاذقية وفيها سد السفرقية الذي حولها إلى منتزه حقيقي فيها فندق من الدرجة الممتازة (فندق القرداحة).

Ø    صلنفة: تبعد 50 كم إلى الشرق عن مدينة اللاذقية وترتفع عن سطح البحر 1200 م وتعد من أجمل المصايف السياحية في سورية.

Ø    كسب: تبعد 65 كم شمال مدينة اللاذقية وترتفع عن سطح البحر 800 م وتعد من أجمل المصايف السياحية في سورية وأغلب سكانها من الأرمن.

Ø    سلمى: تبعد عن صلنفة 12 كم، وترتفع 800 م عن سطح البحر .