الحُطَيئَة
? - 45 هـ / ? - 665 م

جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية.

شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه.

وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.

ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني

وأبا بنيك فساءني في المجلس

ولقد رأيتُكِ في النساءِ فسُؤْتِني

رهط ابن جحشٍ في الخطوب الحوّس

إنّ الذليلَ لمن تزور ركابه

يَوْمَ المُجَيْمِر جَارَهُمْ من فَقْعَسِ

قَبَحَ الإلهُ قَبِيلَة ً لَمْ يَمْنَعُوا

لؤمٌ وأنّ أباهمُ كالهجرس

أبلغ بني جحشٍ بأنّ نجارهم

ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أنْ رأى رَجُلاً

ذا حاجة ٍ عاش في مستوعرٍ شاس

ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أنْ رأى رَجُلاً

و ابْعَثْ يَسَاراً إلى وفْرٍ مُذَمَّمَة ٍ

جاراً لقومٍ أطالوا هون منزله

و جَرَّحُوهُ بأنْيَابٍ وأضْرَاسِ

مَلُّوا قِراهُ وهَرَّتْهُ كِلابُهُمُ

و اقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي

دع المكارم لا ترحلْ لبغيتها

 أعلى الصفحة

والله ما راموا امرأًَ جنبا

من آل لأي بن شمّاسٍ بأكياس

والله ما راموا امرأًَ جنباً

في بائِسٍ جاءَ يَحْدُو آخِرَ النَّاسِ

ما كَانَ ذَنْبُ بَغِيضٍ لا أبا لكُمُ

يَومَاً يجيءُ بها مُسْحِي وإِبْسَاسِي

لَقَدْ مَرَيْتُكُمُ لَو أنَّ دِرَّتَكُمْ

كيما يكون لكم متحي وإمراسي

و قد مَدَحْتُكُمُ عَمْداً لأُرْشِدَكُمْ

كَفَارِكٍ كَرِهَتْ ثَوْبِي وإلْبَاسِي

فما ملكت بأن كانت نفوسكم

و لَمْ يَكُنْ لِجِرَاحِي فيكُمُ آسي

حتى إذا ما بَدَا لي غَيْبُ أنفسِكم

ولن ترى طارداً للحرِّ كالياس

أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم

ذا فاقة ٍ عاش في مستوعرٍ شاس  

ً

أعلى الصفحة

طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً

يا حسنهُ مِن قوام ما ومُنتقبا

طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً

حَمْشِ اللَّثاثِ ترى في غربه شنبا

إذ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضهُ

و كذّبَتْ حبَّ ملهوفٍ وما كذبا

قد أخلقت عهدها مِن بَعْدِ جِدَّتِهِ

ويُصْبِحُ المرءُ فيها نَاعِساً وصِبَا

بِحَيْثُ يَنْسَى زِمَامَ العَنْسِ رَاكِبُها

أيدي المَطِيِّ به عَادِيَّة ً رُغُبا

مُسْتَهْلِكِ الوِرْدِ كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَت

يأوي إليه ويَلْقى دونه عَتَبَا

يَجتازُ أجوازَ قفْرٍ من جوانِبِه

لم يَنْبُ عنها وخاف الجَوْرَ فَاعتَتَبَا

إذا مَخارمُ أَحْناءٍ عرَضْنَ له

عَدْوَ القرينين في آثارنا خببا

و الذّئب يطرُقُنا في كلِّ منزلة ٍ

إنَّ العَزاءَ وإنَّ الصَبْرَ قد غُلبا

قالت أمامة لا تَجزعْ فقلتُ لها

ما لا نعيش به في الخرجأ نشبَا

هلاّالتَمَستِ لنا إنْ كنتِ صادقة ً

من آل لأيٍ وكانوا سادة ً نجبا

حتى نُجازيَ أقواماً بسعيهمُ

برملِ يبرين جاراً شدَّ ما اغتربا

إن امرأً رَهْطُهُ بالشام مَنْزِلُهُ

و لن يَبِيتَ سِوَاهُمْ حِلْمُهُمْ عَزَبَا

لن يَعْدَمُوا رائحاً من إرْثِ مَجْدِهِمُ

يومَ اللقاءِ وعِيصاً دونهم أشِبا

لا بُدَّ في الجدِّ أن تلقى حفيظتهم

غَبْرَاءَ ثُمَّتَ يَطْوُوا دونه السَّبَبا

رَدُّوا على جار مولاهمْ بمتلفة ٍ

و الأَكْرَمين إذا ما يُنْسَبُونَ أبا

سيري أُمامَ فإنَّ الأكثرين حصَى ً

و منْ يسوِّي بأنف الناقة ِ الذّنبا

قومٌ همُ الأنفُ والأذاب غيرهمُ

شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فوقه الكَرَبا

قَوْمٌ إذا عَقَدوا عَقْداً لِجَارِهِمُ

جهدَ الرِّسالة ِ لا ألتاً ولا كذبا

أَبلِغْ سَرَاة َ بني سعدٍ مغلغلة ً

في بائسٍ جاء يحدو أَيْنُقاً شُسُبَا

ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ لا أَبَا لَكُمُ

حَصَّاءُ لم تَتَّرِكْ دون العَصَا شَذَبا

حَطَّتْ به من بلاد الطَّوْدِ عارية ٌ

عيشاً وقد كان ذاق الموت أو كربا

ماكان ذَنْبُكَ في جارٍ جَعَلْتَ له

أَلْقَاهُ قَوْمٌ جُفَاة ٌ ضَيَّعُوا الحَسَبَا

جارٍ أبيتَ لعوفٍ أن يُسبَّ به

لَو لم تُغِثْهُ ثَوَى في قَعْرِهَا حِقَبا

أَخْرَجْتَ جارَهُمُ من قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ

أعلى الصفحة