الشماخ الذبياني
? - 22 هـ / ? - 642 م

الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني.
شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من طبقة لبيد والنابغة.
كان شديد متون الشعر، ولبيد أسهل منه منطقاً، وكان أرجز الناس على البديهة. جمع بعض شعره في ديوان.
شهد القادسية، وتوفي في غزوة موقان. وأخباره كثيرة.
قال البغدادي وآخرون: اسمه معقل بن ضرار، والشماخ لقبه.

ثَلاثُ غَماماتٍ تَنَصَّبْنَ في الضُّحى

طوالُ الذرى هبتْ لهنَّ جنوبُ

ثَلاثُ غَماماتٍ تَنَصَّبْنَ في الضُّحى

صَدوقٌ ، وبعضُ الناعتين كَذوبُ

فتلكَ اللواتي عندَ جونة إنني

وَحَرْفٍ قدْ بَعثتُ على وَجَاها

تباري أنيقاً متواتراتِ

وَحَرْفٍ قدْ بَعثتُ على وَجَاها

بأرحلِنا سبائبَ تالياتِ

تَخالُ ظِلالَهنَّ إذا استقلّتْ

تُرِكْنَ بِها سَواهِمَ لاغِباتِ

لهنَّ بكلَّ منزلة ٍ رذايا

أَراحُوا خَلْفَهنَّ مُردَّفاتِ

تَرى كِيرانَ ما حَسَروا إِذا ما

عيوناً قد ظهرنَ وغائراتِ

ترى الطيرَ العتاقَ تنوشُ منْها

إذا ارتحلتْ تجاوبُ نائحاتِ

كأنَّ أنينَهُنَّ بكلِّ سَهْبٍ

صنيعُ الجسمِ من عهدِ الفلاة ِ

كأنَّ قُتودَ رَحْلي فَوْقَ جأْبٍ

لواقحَ كالقِسيِّ وحائِلاتِ

أشذَّ جِحاشَها وخَلا بِجُونٍ

صِياماً حَوْلَهُ مُتَفالِياتِ

فظلَّ بها على شرفٍ وظلتْ

على ما يرتئي متقابعاتِ

صواديَ ينتظرنَ الوردَ منهُ

لَهُ مِثْلَ القَنا المتأوِّداتِ

فوجهها قواربَ فاتلأبتْ

كما عَضَّ الثِّقافُ على القَناة ِ

يَعَضُّ على ذَواتِ الضَّغْنِ منها

وتأبى أنْ تتمَّ إلى اللهاة ِ

بِهمْهَمَة ٍ يردِّدُها حَشاهُ

فأوردها أواجنَ طامياتِ

وقد كُنَّ استَتَرْنَ الوِرْد منهُ

تُشبِّهها مَشاقِصُ ناصِلاتِ

على أَرْجائِهِنَّ مِراطُ رِيشٍ

بطيَّ صفائحٍ متسانداتِ

فَوافَقَهنَّ أَطْلَسُ عامِريُّ

غدا منهنَّ ليسَ بذي نباتِ

أبو خمسٍ يطفنَ بهِ صغارٍ

تلوحُ بها دماءُ الهادياتِ

مخفاً غيرَ أسهمهِ وقوسٍ

ْماً يؤُمُّ بهِ مَقاتلَ بادِياتِ

فَسَدَّدَ إذْ شرْعنَ لهُنَّ سَه

وعضَّ على أناملَ خائباتِ

فلهفَ أمهُ لما تولتْ

ترى منهُ لهنَّ سرادقاتِ

و هنَّ يثرنَ بالمعزاءِ نقعاً

إذا ما جدَّ واستذكى عليها

أثرنَ عليهِ من رهجٍ عصارا

إذا ما جدَّ واستذكى عليها

لِيوردَها شَريعة َ أوْ سِرارا

نَحاها قارِباً وأَرَنَّ فيها

عليْهِ الموتُ يُحْتَضَرُ احْتضارا

فأوردها معاً ماءً رواءً

فأعجلها وقد شربتْ غمارا

فلما شرعتْ قصعتْ غليلاً

أعلى الصفحة