الراعي النُمَيري
? - 90 هـ / ? - 708 م

عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.

إنَّا وَجَدْنَا الْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً

منَ القفعِ أذناباً إذا ما اقشعرّتِ

 

إنَّا وَجَدْنَا الْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً

ودويّة ً ظمأى إذا الشّمسُ ذرّتِ

 

تنالُ جبالاً لمْ تنلها جبالها

إذا سمعتْ أصواتها الجنُّ فرّتِ

 

مهاريسُ في ليلِ التّمامِ نهته ؟

بِنَسْءٍ حَمَتْ أغْبَارُهَا وکزْمَهَرَّتِ

 

إذَا اكْتَحَلَتْ بَعْدَ اللِّقَاحِ نُحُورُهَا

على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ

صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ

على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ

مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ

فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ

بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ

شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ

أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ

تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ

يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ

علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ

مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ

ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ

ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ

أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ

عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ

ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ

سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ

كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ

مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ

تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها

مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ

نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ

بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ

تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا

وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ

عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ

بِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ

لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍ

عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ

قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا

بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ

ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ

سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ

غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً

سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ

إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ

وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ

فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ

عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ

كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها

بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ

رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ

أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ

ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي

بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ

وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ

أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ

وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ

تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ

ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ

دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ

تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ

دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ

شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ

لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ

فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً

كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ

عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ

بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ

ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ

عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ

فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ

حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ

إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ

منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ

رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ

وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ

فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ

وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة

وَمِنْهُ نَجِيَّانِ وَأَحْزَمُهَا الْفَرْدُ

وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ

إلى الفرصِ اللاّتي ينالُ بها الجدُّ

وأفضلُ منها صونُ سرّكِ كاتمًا

ٌ

أعلى الصفحة