جَرير
28 - 110 هـ / 648 - 728 م

جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ

لطولِ تباينٍ جرتِ الظباءُ

عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ

وَمنهُمْ مَنْ يَقُولُ هوَ الجَلاءُ

فمِنْهُمْ مَن يَقولُ نوى ً قَذوفٌ؛

و عندَ اليأس ينقطع الرجاءُ

أحِنُّ إذا نَظَرْتُ إلى سُهَيْلٍ،

أشَذّتْهُ عَنِ البَقَرِ الضِّراءُ

يَلُوحُ كأنّهُ لَهَقٌ شَبُوبٌ،

و أني يومَ واقصة َ العزاءُ

وَبَانُوا ثُمّ قِيلَ ألا تَعَزّى ،

بِنا صَبْرٌ، فهَلْ لَكُمُ لِقاءُ

سنذكركمْ وليسَ إذا ذكرنمْ

إذا اخْتَلَفَا وَفي القَرْنِ التِوَاءُ

وَكَمْ قَطَعَ القَرينَة َ مِنْ قَرِينٍ

جَسُورٌ بالعَظائِمِ وَاعتِلاءُ

فماذا تنظرونَ بها وفيكم

ـرّعِيّة ِ، إنْ تُخُيّرَتِ الرِّعاءُ

إلى عبد العزيز سمتْ عيونُ

عمادُ الملكِ خرتْ والسماءُ

إليه دعت دواعيهِ إذا ما

عَلَيْنَاالبَيْعُ إذْ بَلَغَ الغَلاءُ

وَقالَ أُولو الحكومَة ِ من قُرَيشٍ

ومَاَ ظَلَمُوا بذاكَ وَلا أساءُوا

رأوا عبد العزيز وليَّ عهدٍ

أمِيرَ المُؤمِنينَ، إذا تَشَاءُ

فَزَحْلِفْهاَ بأزْفُلِهاَ إلَيْهِ،

أكفهمْ وقد برحَ الخفاءُ

فانَّ الناسَ قدْ مدوا إليهِ

لَقامَ القِسْطُ وَاعتَدَالَ البِنَاءُ

و لو قدْ بايعوكَ وليَّ عهدٍ

بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى

فلقدْ نسيتُ برامتينِ عزائي

بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى

صدعَ الفؤاد وزفرة َ الصعداءِ

إنّ الأمِيرَ بذي طُلُوحٍ لمْ يُبَلْ

و يحبهنَّ صداى في الأصداءِ

قلبي حياتي بالحسانِ مكلفٌ

ما بَعضُ حاجَتِهِنّ غَيرُ عَناءِ

إنّي وَجَدتُ بهِنّ وَجْدَ مُرقِّشٍ،

كالظلَّ حينَ بفىء للأفياءِ

و لقد وجدت وصالهنَّ تخلبا

و منازلاً بقشاوة ِ الخرجاءِ

بالأعْزَلَينِ عَرَفْتُ مِنها مَنزِلاً

يُرْحَلْنَ حَيْثُ مَواضِعُ الأحنْاءِ

أقرى الهمومَ إذا سرتْ عيدية ً

عَمِقُ الفِجاجِ، مُنَطّقٌ بعَمَاءِ

وَإذا بَدَا عَلَمُ الفَلاة ِ طَلَبْنَهُ،

و يخدنَ وخدَ زمائم الحزباءِ

يرددن إذْ لحقَ الثمايلَ مرة َ

حَتى بَرَأنَ، وَكُنّ غَير بِراءِ

داويت بالقطرانِ عرَّ جلودهم

وَيُبَصْبِصُونَ إذا رَفَعْتُ حُدائي

قرنتهمْ فتقطعتْ أنفاسهمْ

بارزتهمْ وتركتَ كلَّ ضراءِ

و المجرمونَ إذا أردتَ عقابهمْ

وَالبَارِقيُّ وَراكِبُ القَصْوَاءِ

خزي الفرزدقُ والأخيطلُ قبلهُ

وَلِتَيْمِ بَرْزَة َ قَدْ قَضَيْتُ قَضَائي

وَلأعْوَرَيْ نَبْهانَ كأسٌ مُرّة ٌ

حَطِمَ القَوائِمِ داميَ السِّيساءِ

وَلَقدْ تركْتُ أبَاكَ يا ابنَ مُسَحَّبٍ

أمْسى َ بِألأمِ مَنزْلِ الأحْيَاءِ

و المستنيرَ أجيرَ برزة َ عائذاً

فشفيتُ نفسيِ من بني الحمراءِ

و بنو البعيث ذكرتُ حمرة َ أمهمْ

بُعْدَ الَمدَى ، وتَقاذُفَ الأرْجاءِ

فسل الذينَ قدفت كيفَ وجدتمُ

وَاسألْ قُفَيرَة َ كيفَ كانَ جِرَائي

فارْكُضُ قُفَيرَة َ يا فَرَزْدَقُ جاهداً

في المسلمينَ لئيمة َ الآباءِ

وجدتْ قفيرة ُ لا تجوزُ سهامها

عيصٌ تفرعَ معظمَ البطحاءِ

عبدُ العزيزِ هوَ الأغرُّ نما بهِ

و الأبطحُ الغربيُّ عندِ حراءِ

فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَة ِ كُلّهَا

وكَفَيْتَ حاجَة َ مَنْ ترَكتُ وَرائي

أنجحتَ حاجتنا التي جئنا لها

و قرى السديفَ عشية َ العرواءِ

لحَفَ الدّخيلَ قَطائِفاً وَمَطارِفاً،

أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،

هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا

أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ،

مِنَ الجَوْزاءِ يَلتَهِبُ التِهابَا

فكَلّفْتُ النّواعِجَ كُلّ يَوْمٍ

حَديدُ الأقْولَينِ بهِ لَذابَا

يُذيبُ غُرُورَهنّ، ولَوْ يُصلَّى

عَشِيّة َ خِمسِهِنّ لَهُ ذُنَابَى

و نضاح المقذَّ ترى المطايا

خَواضَعَ وَهوَ يَنسَلِبُ انسلابَا

نَعَبْنَا بجانِبَيْهِ المَشْيَ نَعْباً،

فأمْسَى لا سَفِيرَ وَلا عِتَابَا

بَعَثتُ إلَيكُمُ السّفَراءَ تَتْرى َ

وَقد حَذّرْتُ لَوْ حَذرُوا العِقابَا

وَقَدْ وَقَعتْ قَوَارِعُها بتَيْمٍ

و لا حلمَ ابنِ برزة َ مستثابا

فَما لاقَيْتُ مَعذِرَة ً لِتَيمٍ،

حقيقاً أنْ يجدعَ أو يعابا

لقَدْ كانْ ابنُ بَرْزَة َ في تَميمٍ

لتَيْمٍ غَيرَ حِلْفِهِمُ نِصابَا

أتشتمنيِ وما علمتْ تميمٌ

و قدْ كانوا همُ الغرضَ المصابا

أتمدحُ مالكاً وتركتَ تيماً

نُخالَتَهُمْ، وَغٍيرَهُمُ اللُّبَابَا

و إذا عدَّ الكرام وجدتَ تيماً

أرَابَ سَوَادُ لَونِكُمُ أرَابَا

أبُوكَ التّيْمُ لَيسَ بخِنْدِفّي

و بينَ سوادِ أعينهمِ كتابا

تَرَى لِلّؤمِ بَينَ سِبَالِ تَيْمٍ،

وَفي صَنْعاءَ خَرزَهُمُ العِيَابَا

عرفنا العارَ من سبأٍ لتيمٍ

و فيِ الحيَّ الذينَ علا لهابا

فأنْتَ على يَجُودَة َ مُسْتَذَلّ

قُرَاسِيَة ٌ نُذِلّ بهِ الصّعَابَا

ألمْ ترَ أنَّ زيدَ مناة َ قرمٌ

وَمَنْ تَرْعى بقَوْدهمُ السّحابَا

أتكفرُ منْ يجيركَ يا بن تيمٍ

وما تَيْمٌ تَرَبّبَتِ الرِّبَابَا

وما تَيْمٌ إلى سَلَفَيْ نِزارٍ

أطَاعَ القَوْدَ وَاتّبَعَ الجِنَابَا

وَمَا تَيْمٌ لضَبّة َ غَيرُ عَبْدٍ،

و جاهمُ غيرَ أطرقهمُ العلابا

وَما تَدْري حُوَيْزَة ُ مَا المَعَالي

وَذُدْنَا يَومَ ذي نَجَبٍ كِلابَا

وَيَومَ بَني رَبيَعة َ قَدْ لحِقْنَا

فتدعي يومَ ذلكَ أو تجابا

وَيَوْمَ الحَوْفَزانِ، فأينَ تَيْمٌ

لُيُوثاً عِندَ أشْبُلِهَا غِضَابَا

وَبِسْطامٌ سما لَهُمُ فَلاقَى

وَلا في الخَيْلِ يَوْمَ عَلَتْ إرَابَا

فما تيمٌ غداة َ الحنوِ فينا

مِنَ الغَوْرَينِ تَطّلِعُ النِّقَابَا

سَمَوْنَا بالفَوارِسِ مُلجِميهَا

و لمْ يتركنَ منْ صنعاءَ بابا

دخلنَُ حصونَ مذحجَ معلمات

و تعجلُ زبدَ أيسر أنْ يذاهبا

لَعَلّ الخيَلَ تَذْعَرُ سَرْحَ تَيْمٍ

أعلى الصفحة