مَجنون لَيلى

 مَجنون لَيلى
? - 68 هـ / ? - 687 م

قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.

وقالوا لو تشاء سلوت عنها

فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ

وقالوا لو تشاء سلوت عنها

كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ

وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي

فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ

لها حب تنشأ في فؤادي

وفي زجر العواذل لي بلاء

وعاذلة تقطعني ملاماً

ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ

ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ

ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ

لمشتهر بالواديين غريب

أحب هبوط الواديين وإنني

ولا صادراً إلا علي رقيب

أحقاًعباد الله أن لست وارداً

من الناس إلا قيل أنت مريب

ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ

إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ

وهل ريبة في أن تحن نجيبة

إلي وإن لم آته لحبيب

وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى

حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ

ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر

لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم

لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم

هل فرجت عنكم مذ متم الكرب

لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي

لكن نار الهوى في القلب تلتهب

جفت مدامع عين الجسم حين بكى

وإن بالدمع عين الروح تنسكب

فؤادي بين أضلاعي غريب

يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ

فؤادي بين أضلاعي غريب

تقارعه الصبابة والنحيب

أحاط به البلاء فكل يوم

فقلبي مذ علمت له جلوب

لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي

فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ

فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي

 أعلى الصفحة

ذكرتك والحجيج لهم ضجيج

بمكة والقلوب لها وجيب

ذكرتك والحجيج لهم ضجيج

بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ

فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ

عملت فقد تظاهرت الذنوب

أتوب إليك يارحمن مما

زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ

فأما من هوى ليلى وتركي

أتوب إليك منها أو أنيب

وكيف وعندها قلبي رهين

إن الغواني قتلت عشاقها

ياليت من جهل الصبابة ذاقها

إن الغواني قتلت عشاقها

ما من لسعن بواجد ترياقها

في صدغهن عقارب يلسعننا

كَالْخيْزُرَانة ِ لا نمَلُّ عِناقَهَا

إن الشقاء عناق كل خريدة

من عاجة حكت الثدي حقاقها

بِيضٌ تُشبَّهُ بِالْحِقَاقِ ثُدِيُّهَا

يُكْسَيْنَ مِنْ حُللِ الْحرِيرِ رِقَاقَهَا

يدمي الحرير جلودهن وإنما

إ ني أحب من الخصور دقاقها

زَانَتْ رَوَادِفَهَا دِقاقُ خُصُورِهَا

ما كنْتُ زائِرَهَا ولا طرَّاقَهَا

إنَّ الَّتِي طَرَقَ الرِّجَالَ خَيَالُهَا

سأبكي على ما فات مني صبابة

وأندب أيام السرور الذواهب

سأبكي على ما فات مني صبابة

وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ

وأمنع عيني أن تلذ بغيركم

رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

وخير زمان كنت أرجو دنوه

فصبراً على مكروهها والعواقب

فأصبحت مرحوما ًوكنت محسداً

وعَهْدِي بها عَذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِبِ

ولم أرها إلا ثلاثاً على منى

بَدَا حاجِبٌ مِنْها وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ

تبدت لنا كالشمس تحت غمامة

 أعلى الصفحة

أحجاج بيت الله في أي هودج

وفي أيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمُ قَلْبي

أحجاج بيت الله في أي هودج

وحادِيكُمُ يَحْدو بقلبي في الركْبِ

أأبْقى أسِيرَ الحُبِّ في أرضِ غُرْبة ٍ

وقد غاب عنه المسعدون على الحب

وَمُغْتَربٍ بِالمَرْجِ يَبْكِي بِشَجْوِهِ

تَنَفَّسَ يَسْتَشْفِي بِرَائِحة الرَّكْبِ

إذا مَا أتَاهُ الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ أرْضِهِ

عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي

فإني وإن لم تجزني غير عائب

عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي

وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب

عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة

وما خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَى بِتائِبِ

يقولون تُبْ عن ذِكْرِ لَيْلى وحُبِّها

ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا

إذا جَمَشَتْهُ الْعَيْنُ عاد بَنَفْسجَا

ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا

فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا

شَكَوْتُ إليها طُولَ لَيْلِي بِعِبْرة ٍ

أداوي بها قلبي فقالت تغنجا

فَقُلْتُ لها مُنِّي عَلَيَّ بِقُبْلَة ٍ

يُجَاذِبُ أعْضَائِي إذا ما تَرَجْرَجَا

بُلِيتُ بِرِدْفٍ لَسْتُ أَسْطِيعُ حَمْلَهُ

أعلى الصفحة