إبن الحداد الأندلسي
? - 480 هـ / ? - 1087 م

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله.
شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم.
أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه.

ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده.
وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية.
له كتاب (المستنبط في العروض).

أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟

ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟

أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟

وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟

وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟

فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟

وقد هوت بهوى نفسي مها سباء

لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ

كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه

ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا

فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا

وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا

إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا

لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا

لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا

يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا

وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ

للب منحسن واللحظ منخسأُ

أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ

للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ

وفي سناه ومسناه ونائله

ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ

جلالة لسليمان وملتمح

وليس تشتبه العيدان والحفأُ

وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ

ومن زكا فله بالحق منزكأُ

والكل معترف بالسابقات له

وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ

مملك هو من سمت الهدى ملك

وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ

يقل أن يطأ العيوق أخمصه

فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا

حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ

وللقلوب لمثوى حبه لطأُ

ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ

فكلما دنأت أحداثه دنأوا

والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ

فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا

والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به

وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟

وكيف يلقى قناة الدهر قائمة

كأنما في شخصه دنأوا

وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ

يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ

فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً

فللأقاويل منهار ومنهرأُ

فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ

وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ

وتلك أنباء غيب لا يقين لها

إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا

وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ

وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ

تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ

وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا

سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ

كأنهم قربة في حجره نشأوا

فكم أناس أقاص عنده نبهوا

للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟

وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ

مضى به منتأى عنه ومنتبأُ

وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ

وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ

وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ

حدا جحافلك التأييد والحدأُ

وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ

فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ

فلا تضع مربأ للجيش تنهده

ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ

تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً

عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ

فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ

وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ

وويلهم إن شآبيب القنا همأت

كما به في ثغور البيض منكمأُ

والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ

وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ

وقد بدا من عرانين الظبى شمم

وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ

وللقنا منهوى فيهم ومنسرب

بنان قوم إليهم بالردى ومأُ

كأن سمرك والأقبال يعطفها

ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ

وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً

فسال منهزم منهم ومنهزأُ

وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ

قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ

وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ،

وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ

هناك يبغون لو يلقونه لجأ

لليث من سمعه روع ومجتنبأُ

وكم لبأسك فيهم من مصال وغى

لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ

وكان في ذالهم ود ومتعظ

فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ

هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ

وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا

راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ

درء ومن صافنات الخيل مندرأُ

والآن قد آن من شهب الصفاح لهم

كأنه قتر للأسد أو برأُ

تهوي لقلب أعاديه مكائده

وراية الشهب ما في سيرها خطأُ

مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ

والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ

وهمة فوق ما ظن الغواة به

وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ

وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ

أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا

ولو يروم نزال الطود يبلغه

والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا

وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ

فحسب كل الملوك الهون والجزأُ

مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ

وما كمثل النجوم النقع والحبأُ

نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ

فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ

تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ

فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ

إذا صمادحه أبدى وعامره

يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا

مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا

إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا

فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ

فكلما سئلوا من معوز سلأوا

وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا

متى سيبا من وبله متأوا

لولاهم ما يصوب المزن مستهما

فهم مياسير من حمد الورى تكأُ

وَبَيْتُ وَفْرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ

يروعنا مجتلى منهم ومختلأُ

أقمار ملتئم آساد ملتحم

وليس إفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأُوا

وما صوارِمُهُمْ إبَلاً وقد سَرَحُوا

ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا

ولا عوامِلُهُمْ غِيداً وقد وَمَقُوا

وليس بالجالِهِ الهَيّابَة ِ الخُبأ

وَمِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إذا حَمَلُوا

أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا

إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوجَ ما رَكِبُوا

وليس للأسد بالسيدان معتبأُ

لا يَعْبَأَوْنَ بمَكْرٍ في مُقاوِمِهِمْ

وللخطوب بها مسرى ومنسرأُ

إذا خَطُوْا وَتَرُوا في الأرْض شانِئَهُمْ

وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا

فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا

وقد مَضَتْ هِنأٌ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ

والخلق من ملكات الظلم في ظلم

وَمُرْتَمٍ فيه للعَلْياءِ مُرْتَمَأُ

وَمُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ

علا الغزالة من قسطاله صدأُ

إذا جلا النصر من خرصانه وضح

إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يَرَأُ

مِنْ كُلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ

أَصَمُّ كالأرقم النَضْناضِ إذْ يَجَأُ

يجيءُ كالهَصرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً

في جدول يتحامى ورده الظمأُ

وللمَنُونِ بِيُمْنَاهُ عُيُونٌ دِمَا

راحا لها بالقنا العسال مستبأُ

فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ

على الجِيادِ، وللأجنادِ مُنْهَدأ

في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ

بحسنها فأستوى العقبان والجدأُ

وتلك عَنْقَاؤنا وافَتْكَ مُغْرِبَة ً

تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حَكَأَوا

بدع من النظم موشي الحلى عجب

فمنه للرُّوحِ رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ

وكل مخترع للنفس مبتدع

كأنّها للنُّفوسِ الخُرَّدُ النَشَأُ

أنشأتها للعقول الزهر مصبية

وحق عنها أن يخبأوا عنها كما خبأوا

لم يأتِ قبلي ولن يأتيْ بها بَشَرٌ

وغير بدع من الضرغام مجترأُ

قبضت منها ليوث النظم مجترئا

والقومُ حَوْزٌ بمرعى البَهْمِ قد جَزَأُوا

وفي القريض كما في الغيل مأسدة

ولو منوا بمبانيها إذا ودأوا

وجمع بعض قوافيها يؤودهم

ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إذا قَرأوا

أشجى مسامعهم تيها بما سمعوا

أعلى الصفحة