إبن شهيد الأندلسي
323 - 393 هـ / 935 - 1003 م

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي أبو مروان.
وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها.
ولد ومات بقرطبة.
له (تاريخ) كبير يزيد على مائة جزء، بدأه بعام الجماعة (40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين .وجمع ما وجد من شعره في (ديوان)

أحللتني بمحلة الجوزاء

ورويت عندك من دم الأعداء

أحللتني بمحلة الجوزاء

حالي وبلغني الزمان شفائي

وطعمت لحم المارقين فأخصبت

تحتي كأنهم بنات الماء

ورأيتني كالصقر فوق معاشر

مما رفعتهم نجوم سماء

ولمحت إخواني لديك كأنهم

عبثت بطاعته يد الأهواء

لا يرحم الرحمن مصرع مارق

نكد وقد أودى أخو السفهاء

ألحق به إخوانه فحياتهم

بخلوا فنالوا خطة البخلاء

ساعد بذاك ودع مقال معاشر

للشمس يرقبها مع الحرباء

من لم يفدك سوى الرماح فخله

ومفاخر الآباء للأبناء

ودع القلانس في السحاب يشقها

في كل معنى شبهوا بنساء

إن الرجال إذا تأخر نفعهم

للسان هذي الحية الرقشاء

أنا صلهم عند الخصام فخلهم

لا تبكين من الليالي أنها

حرمتك نغبة شارب من مشرب

لا تبكين من الليالي أنها

يستل من شعر القذال الأشيب

فأقل مالك عندها سيف الردى

وفناء طيبك في الزمان الأطيب

ورحيل عيشك كل رحلة ساعة

زجل الجناح يمر مر الكوكب

فإذا بكيت فبك عمرك إنه

ما قرأنا مثلها في الكتب

وتأمل آية معجزة

وبكى فابتل ثوب الأكؤب

ركع الإبريق من طاعته

وتطربت فأعيا طربي

ولول المزهر ينفي كربي

كالرشا أرضع بين الربرب

وربيب قام فينا ساقيا

فأتت غيداء في شكل الصبي

ظبية دون الصبايا قصصت

وحماه صدغها بالعقرب

فتح الورد على صفحتها

مشية العصفور نحو الثعلب

فمشت نحوي وقد ملكتها

تترع الأفق بدمع صيب

وغمام باكرتنا عينه

جرمه من لؤلؤ لم يثقب

مثل بحر جاءنا من فوقنا

يمسح الأرض بفضل الهيدب

فدنا حتى حسبنا أنه

حشوه العين بمرأى معجب

فسألناه وقد أعجبنا

كفه النفحة كفا درب

أنت ماذا قال مزن علمت

رحمة منه بأقصى المغرب

سامني بالشرق أن أسقيكم

قال هل يخفى ضياء الكوكب

فسألناه ابن ذاك لنا

عامري المنتمى والمنصب

ملك ناصب من خالفكم

ورث الجود أبا بعد أب

فعلمنا أنها نفحة من

ولها بسط الندى من كثب

لك كف بالثريا فيضها

أشرقت بالماء عقد الكرب

كقليب دلوها مترعة

قمر السرج وشمس الموكب

تبصر العينان منه إن بدا

نزلوا للمجد أعلى الرتب

أنجبته للمعالي أسرة

في جسوم بضة من حسب

بنفوس من سناء غضة

ضاحكات في وجوه الكرب

ووجوه مشرقات أومضت

في عداهم داعيات الحرب

لم أيام حرب كثرت

لا ولا عمرو بن معد يكرب

لم يطق عامر قدما مثلها

للوغى في ظل نقع أشهب

سحبوا من ذيل مجد إذ هم

جد قول يشتهى كاللعب

يا ابن أم المجد خذها عبرة

زان صدر المهر حلي اللبب

من بنات اللب زانتك كما

قطعت نحوك عرض السبسب

خمرة من طيبها قد سبيت

لو شئت مما نلت كل علا

وهتكت كل كثيفة السجف

لو شئت مما نلت كل علا

وأبحت لبدك صهوة الردف

لرمحت فينا بالسماك ضحى

أعلى الصفحة