إبن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة .وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود .ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
له (ديوان شعر) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون)  وغيرها.

شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا

وصبّ ما لهُ في الصبر راء

شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا

فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا

وصحبٌ إن غروا بملام مثلي

كأن دموع عيني بيرُ حاء

وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ

له من صبوتي ميم وهاء

ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ

يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء

ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ

فحيثُ الانتهاء الابتداء

كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي

أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا

بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ

هي الغلمانُ كانت والإماء

بهم أيامُ عيشي والليالي

فجاء بنوء أجفاني الشتاء

تولى من جمالهم ربيعٌ

فيا عجباً وفي الفم منه ماء

وبث صبابتي إنسان عيني

صديق إن دنوا ونأوا سواء

على خدي حميم من دموعي

وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء

فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي

فما فرجي اذاً الاَّ البكاء

كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ

كراها والأحبة والهناء

بعين الله عينٌ قد جفاها

كأنَّ حنينهُ فيها حداء

لفكرته سرى ً في كل وادٍ

قباب قبا كما لمعت ذكاء

ذكتْ أشواقه فمتى تراها

وحيث سنا النبوة ِ والسناء

بحيثُ الأفقُ يشرقُ مطلعاهُ

لقاصدهِ نجاحٌ أو نجاء

وباب محمد المرجوّ يروي

من العملِ الرديّ والاملياء

تلوذ بجاههِ الفقراء مثلي

وأما مقتر فروى عطاء

فأما واجدُ فروى رباحٌ

غداة غد يعنعنه الوفاء

لنا سند من الرجوى لديه

مجابٍ قبل ما وقع النداء

وترتقب العصاة ُ ندى شفيعٍ

على مثواه والسحبُ البطاء

سلامُ اللهِ اصباحاً وممسى

عليه الآنَ يسفحُ ما يشاء

كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ

قلوبٍ شفها للعشقِ داء

ألا ياحبذا في الرسل شافي

يعفى الداءُ بادره الدواء

فمرسلة ٌ لها سحب العوافي

وعنها الأرض تفصحُ والسماء

وما انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ

ويجري من يديه ندى ً وماء

فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي

حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء

على ساق سعت شجرٌ وقامت

وفي الأخرى لنا الحوض الرواء

ففي الدنيا لنا بحداه ساق

لأنفسهم بها ولها انطفاء

وفي نار المجوس لنا دليل

ينادي ما على صبح غطاء

وفي الأسرى وصبحته فخار

جحيماً أننا منكم براء

فقل للملحدين تنقلوها

لعرضِ محمدٍ منكم وقاء

وأن أبي ووالدهُ وعرضي

وجنهمو لنعليه فداء

وأن محمداً لحبيبُ أنس

جمال الشمس يجلوها الضحاء

نبيّ تجمل الأنباء عنه

سناه لما ألمَّ بها بهاء

وأين الشمس منه سناً ولولا

لهُ والشمسَ ضرجها حياء

كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ

لمنطقه وللضاد اختباء

سريّ في حروف اللفظ سرّ

وقامت خدمة للضاد ظاء

ألم تر أنها جلست لفخر

بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء

يولد فضل مولدهِ سعوداً

وللهادين نور يستضاء

لمبعثه على العادين نار

وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء

فخير ينعمُ السعداء فيه

وينصب في مكارمه الثراء

يجر على الثرى ذيل اتضاع

سطوراً ما لأحرفها هجاء

ويكتب بالنصال غداة روع

ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء

ممدحة ثلاثتها لضر

تقر له العدى والأولياء

فيالك من أخي صول ونسكٍ

لها في كل معركة مضاء

سهام دعا وسهامُ رأيٍ

و ما يدريه ما صنع الدعاء

درى ذو الجيش ما صنعت ظباه

حياءً إن شيمتك الحياء

وقال الجود بعد الحلم حسبي

ونعم القطبُ ان دارَ الثناء

فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ

ونعم العونُ ان دارَ الرجاء

ونعمَ الغوث ان دهياء دارت

نجومُ النيراتِ لهم كفاء

ونعمَ المصطفى من معشر ما

على سعد السعودِ له حباء

تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ

وآدمُ بعدها طينُ وماء

ضفت حلل الثنا وصفت لديه

هوى بيتُ القريضِ ولا بناء

فلولا معربُ الأمداحِ فيه

وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء

ولولاه لما حجت وعجّت

فقدماً قد تلته الأنبياء

فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ

بروضتهِ أعد لي يا رجاء

أعد لي يا رجاءُ زمانَ قرب

كأن شذاه في نفسي كباء

ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ

من اللاتي يمدّ بها العناء

وشكوى كربة فرجت وكانت

و ما لوعود توبتها وفاء

ونفس ذنبها كالنيل مدّا

ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء

مشوقة متى وعدت بخير

من النيران نعمَ الأكفياء

ولكن حبها وشهادتاها

بحبك من عقائدنا الصفاء

صفيّ الله يا أزكى البرايا

فلا عجبٌ له منا الولاء

ويعتقنا المشفع من جحيم

صلاة في الجنان لها أداء

عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ

مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء

وامداح بألسنة الورى في

له وقفٌ عليها وابتداء

اذا ختمت تعاد فكل تال

 أعلى الصفحة

ليلُ وصل معطرُ الإرجاء

لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء

ليلُ وصل معطرُ الإرجاء

ر فجلى غياهبَ الظلماء

زارني من هويته باسمَ الثغ

فكأني ما نلتُ طيبَ اللقاء

التقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي

فح غنمناهُ قبلَ يومِ التنائي

ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس

ودجاهُ كاليومِ في الاضواء

نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ

عيلَ ربِّ العلى وربِّ الوفاء

فكأني بالأمن في ظل إسما

نسي الناس فيه ذكر الثناء

ملك أنشرَ الثنا في زمان

دَ كهجران واصل للراء

هاجرٌ حرفَ لا اذا سئل الجو

وجُ قصادَهُ إلى الشفعاء

يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح

فهو كالمسكِ فاحَ بالاخفاء

شاعَ بالكتمِ جودُ كفيه ذكراً

لا يذوقون لذة ً للحباء

جاد حتى كادت عفاة حماهُ

لائمٌ عادَ جودهُ في ابتداء

كلما ظنَّ جودهُ في انتهاء

فنداه نصبٌ على الاغراء

عذلوهُ على النوال ِفأغروا

ملِ فيهِ طوائفَ الشعراء

وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ

في اقتدار وهيبة ٌ في حياء

شرفٌ في تواضع واحتمالٌ

دَ على إثر ضامر وجناء

رب وجناء ضامر تقطعُ البي

قُ سرى فهو خافقُ الأحشاء

في قفار يخافُ في أفقها البر

من أليمين الرحلِ والبيداء

رتعت في حماك ثم استراحت

سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء

وظلام كأن كيوان أعمى

فسروا بالأفكار في الأضواء

ذكر السائلون ذكركَ فيهِ

في بحار مسفوحة ٍ من دماء

وحروبٍ تجري السوابحُ منها

رُ وتطفى حرارة ُ الشحناء

من ضراب تشبّ من وقعهِ النا

يت دجاها بالبأس والآراء

يئس الناس اذ تجلى فجلَّ

كلَّ يوم في غارة ٍ شعواء

فأجل عني حالاً أراني منها

في زماني هذا من الأدباء

فكفى من وضوحِ حالي أني

ضيعة َ السيفِ في يدٍ شلاّء

ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي

قد بنيت الرجا أتم بناء

غيرأني على عماد المعالي

يافريدَ الأجوادِ والكرماء

ليت شعري من منك أولى بمثلي

قاهرَ البأس فارجَ الغماء

دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا

ولشانيك ما اختشى من فناء

لمواليك ما ارتجى من بقاءٍ

أعلى الصفحة