حيدر الحلي
1246 - 1304 هـ / 1831 - 1886 م

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.
شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.
مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.
شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.
له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم)، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.
له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان)، و (دمية القصر في شعراء العصر).

أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا

قم، فهني الأرض فيها والسماءا

أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا

عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا

طبق الأرجاء منها أرج

قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا

بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها

ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا

قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي

ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا

فهنيئاً : فتح الخير بمن

ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا

وأتى أكرم مبعوث قد اخ

مَن بعلياهُ أتى «الذكر» ثناءا

سيد الرسل جميعاً "أحمد"

للورى ظلماؤها كانت ضياءا

"مبعث" قد ولدته ليلة

كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا

بوركت من ليلة في صبحها

راقت العالَم زهواً واجتلاءا

خلع الله عليها نضرة

راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا

كلما مرَّت حلت في مرِّها

عطف نشوان ويختال ازدهاءا

واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً

أحكم الله به منها البناءا

فلتهنّ «الملة ُ الغرّاءُ» مَن

ولتباه اليوم فيه العلماءا

ولتباهل فيه أعداء الهدى

وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا

ذو محيا فيه تستسق السما

كاد أن يقطر منه البشرماءا

رق بشراً وجهه حتى لقد

وجد الناس إلى الرشد اهتداءا

فعلى نور الهخدى من وجهه

فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا

فهو ظل الله في الأرض على

وَلدته لمزاياها وعاءا

فكفى هاشم فخراً أنَّها

وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا

فلها اليومَ انتهى الفخرُ به

وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا

حيّ فيها المرفد الأسنى وقل:

تتشكى من محليها الجفاءا

زانَ سامرا وكانت عاطلاً

وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا

وغدت أفناؤها آنسة

زادك الله بهاءً وسناءا

جعل الله السما فيهم بناءا

إنما أنت فراش للألى

كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا

ماحوت أبراجها من شهيها

ودت الشمس لها تغدو فداءا

قد توارت فيك أقمار هدى

وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا

أبداً تزدادُ في العليا سنًى

طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا

ثم نادي القبة َ العليا وقل:

وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا

بمعالي العسكريين اشمخي

فبك العالم- لافيها- أضاءا

واغلبي زهر الدراري في السنا

لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا

خطك الله تعالى دارة

أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا

وبنا عرِّج على تلكَ التي

هو للأعين قد كان الضياءا

حجب الله بها الداعي الذي

للورى تهبط صبحاً ومساءا

وبها الأملاك في ألطافه

ومن العينينِ فانضجها دماءا

قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ

حسرة ً كانت هي الداء العياءا

يا إمامَ العصرِ ما أقتلها

وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا

مطلننا البرء في تعليلها

من أناس منك قد أضحوا براءا

برئت ذمّة ُ جبارِ السما

كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا

فمتى تبرد أحشاء لنا ؟

سيفها منك يد الله انتضاءا

ونرى يا قائم الحق انتضت

نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!!

أفهل نبقى - كما تبصرنا- ؟

قلت الروح لمولاها : فداءا

لا رأى الرحمة َ من قال رياءا:

 أعلى الصفحة

بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ

أهدي إليك طرائف البِشرِ

بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ

حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر

وبطلعة منه مباركة

زمناً تنمقها يد الفخر

وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت

عن عطف مجدك آخر العمر

هي من طراز الوحي لا نزعت

قدسية النفحات والنشر

وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت

أرجِ النبوّة ليس من عطر

فحبتك عطراً ذاكياً وسوى

وفم الأمامة باسم الثغر

الآن أضحى الدين مبتهجاً

حفَّت به البُشرى إلى الحشر

وتباشرت أهلُ السماءِ بمن

شرف التنزل ليلة القدر

فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت

بالامر حتى مطلع الفجر

ولما أتت فيه مسلِّمة ً

الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر

لله مولدُه ففيه غدا

كرماً لعينك بالهنا قرّي

هو مولدُ قال الإلهُ به

فيه برائق عيشكَ النضر

وحباك أنظر نعمة وفدت

أحلاه عيداً مرَّ في الدهر

بالكر به كأس السرور فما

وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ

صقلت به الأيّامُ غرَّتها

من في الوجود يقوم بالشكر

أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ

في روضة ٍ مطلولة الزهر

فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت

طيَّ السجل حشى ً على جمر

ولكم على نشر الحبور طوت

حنقوا بمولد مدرك الوتر

يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ

مَلكُ السما لجماجم الكفر

سيف كفال بأن طابعه

سيسله لطلى ذوي الغدر

بيديه قائمة وعن غضب

نهب وكم دم ملحد هدر

فترى به كم خدر مُلحدة ٍ

تختالُ بين الفتحِ والنصر

حتى يعيد الحق دولته

عيص ألف بطينة الفخر

للمجتبى الحسن الزكي زكى

ديما تعم الأرض بالقطر

نشأت "بسامراء" أنملة

أهل بالنهى والأوجه الغر

وكأنه فيها وصفوته

قمرٌ توسّط هالة َ فغدا

عطفي علاه بأطيب الذكر

متضوع أرج السيادة من

نشر الإلهُ به أبا ذرّ

عمار محراب العبادة قد

في دهرهِ لكفى بني الدهر

وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه

في كل آن ألسن الشكر

حر العوارف يسترق بها

تبعات هذي البيض والصفر

ومنزه ما غيرت يده

ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر

جذلان يبدأ بالسخا كرماً

فغمرن من في البر والبحر

وله شمائلُ بالندى كَرُمت

حتّى يهينَ كرائمَ الوفر

والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ

وله انتهى إرثاً على فهر

مولى علت فهر بسؤدده

لمشى على العيوق والنسر

من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً

والحلمُ مفطورٌ من الصخر

الخلق من ماء لرقته

بصنايعٍ من مَعدن التبر

تبري طُلى الأعدام أنملُهُ

إلا ثنته مقلم الظفر

لم تترك خطباً تسادفه

فقد استنابك صاحب العصر

يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً

فدعاك : قم بالنهي والامر

ورأى ولي الامر فيك نهى

علماً به هديت بنو الدهر

فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها

وأجل من يمشي على العفر

ياخير من وفدت لنا ثله

تزن الجبال الشم بالذر

بك إن عدلتُ سواك كنت كم

مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر

إن كان زانَ الشعرُ غيرك في

جاءَ المديح بمحكمِ الذكر

ماذا أقول بمدحكم ولكم

عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري

كيف الثناءُ على مكارِمكمُ

ولك العلى ونباهة القدر

فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم

أعلى الصفحة