الإمام الشافعي
150 - 204 هـ / 767 - 819 م

محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.
أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.
كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي

وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً

وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا

يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب

فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ

وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي

ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ

فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا

إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن

فما يغني عن الموت الدواءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ

وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ

لها أمدُ وللأمدِ اتقضاءُ

أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا

إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ

أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا

قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ

ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكن

أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا

حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ

أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا

في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ

والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم

في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ

كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركه

لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ

والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحه

إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن

إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن

ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ

فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى

يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب

ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة

وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا

ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة ً

تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا

إنّض الكلابَ لتهدي في مواطنها

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ

وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ

وتقوى الله أفضلُ ما استفادا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي

 أعلى الصفحة

الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ

وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ

الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ

وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ

أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ

وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي

ألذُ وأشهى من غويَّ أعاشرهُ

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي

أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره

وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً

سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي

مِنْ وَصْلِ غَانِية ٍ وَطيبِ عِنَاقِ

سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي

أحلى منَ الدَّكاءِ والعشاقِ

وصريرُ أقلامي على صفحائها

نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي

وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا

في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَة ِ سَاقِ

وتمايلي طرباً لحلِّ عويصة ٍ

نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟

وأبيتُ سهرانَ الدُّجا ونبيتهُ

إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكُّفاً

فدعهُ ولا تكثر عليه التَّأسفا

إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكُّلفاً

وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ

فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً

ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ

وَيُظْهِرُ سِرًّا بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ

صديق صدوق صادق الود منصفا سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا

أعلى الصفحة