ابن رشيق القيرواني
390 - 463 هـ / 1000 - 1071 م

الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي.
أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها.
وحدثت فتنة فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إحدى مدنها، إلى أن توفي.

قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ

فَارْغَبْ بِكاسِكَ عَنْ سِوَى الأَكْفاءِ

قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ

بِالرِّيقِ مِنْ فَمِ غَادَة ٍ حَسْناءِ

مَا لي وَمَزْجُ کلرَّاحِ إلاَّ في فَمي

في المُزْنِ مِنْ ذِي رِقَّة ٍ وَصَفاءِ

ذَاكَ المِزَاجُ وَإِنْ تَعَدَّاني الَّذي

مِنْ غَيْرِهِ وَأَدَبُّ في کلأَعْضاءِ

أَشْهَى وَأَبْلَغُ في کلْفُؤَادِ مَسرَّة ً

مُسْتَأْثِراً فِيها عَنِ النُّدَماءِ

لي الصِّرْفُ إِنْ فَرِحَ النَّديمُ وَلَمْ أَكُنْ

المنايا حَتْمٌ فَطُوبَى لِنَفْسٍ

سَلَّمَتْ بالرِّضَى لِحُكْمِ القَضاءِ

المنايا حَتْمٌ فَطُوبَى لِنَفْسٍ

هُ وَلَكِنْ خَشِيتُ فَوْتَ اللِّقاءِ

لَوْ بِوُدِّي قَتلَتْ نَفْسي لأِلَقا

أَشْقَى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً

أَوْ أَنْ يَرَى فيكَ کلْوَرَى تَهْذيبا

أَشْقَى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً

عِوَجٌ وإِن أَخْطَأْتَ كُنْتَ مُصيبَا

ما دُمْتَ مُسْتَوِياً فَفِعْلُكَ كُلُّهُ

حَتَّى يَكُونَ بِناؤُهُ مَقْلُوبا

كالنَّقْشِ لَيْسَ يَصِحُّ مَعْنَى خَتْمِه

وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ

فَلا تَسْتَغْرِبي بَلَقَ الغُرَابِ

وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
وَلَكِنْ هَذِهِ شِيَة ُ الشَّبابِ تَعافينَ المَشِيب وَليسَ هَذَا

أعلى الصفحة

عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ

وفي مَفرقِ الظَّلماءِ منهُ نَسيبُ

عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ

وَيهتَزُّ في بردَيهِ منهُ قَضيبُ

يزِفُّ إليهِ ضاحِكاً أُقحوانهُ

رَأَيتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ

على کلمَرْءِ ساكِنَ أَوْصَابِهِ

رَأَيتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ

وَلَكِنْ أَتى کلحُزْنَ مِنْ بابِهِ

وَما نالَ ذُو أَسوَة ٍ سَلوَة ً

فَذَكَّرَهُ مَا بِهِ ما بِهِ

تَفَكَّرَ في مِثْلِ أَرْزائِهِ

وَمجنُونَة ٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ

مُذَلَّلَة َ الظَّهْرِ للرَّاكِبِ

وَمجنُونَة ٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ

بِمِثْلِ السَّنامِ بِلا غارِبِ

قَدِ کتَّصَلَ الْجِيدُ مِنْ ظَهْرِها

بِحِنَّاءِ وَشي يَدُ الكاعبِ

مُلَمَّعَة ٍ مِثلَما لُمِّعَتْ

تَخَلَّجُ مِنْ كُلِّ ما جانِبِ

كَأَنَّ کلْجَوَارِيَ كَنَّفْنَها

أَرَى الشيخَ إِبليسَ ذَا عِلَّة ٍ

فَلاَ بَرِىء َ کلشَّيْخُ مِنْ علَّتِهْ

أَرَى الشيخَ إِبليسَ ذَا عِلَّة ٍ

وَيَأْتيكَ في کللَّيْلِ في صُورَتِهْ

يَقُودُ على الحُبِّ مستَيِقظاً

وَيبلُغُ ما شاءَ منْ لَذَّتِهْ

فَيُؤْتِيكَ ما شاءَ مِنْ نَفْسِهِ

تَمَثَّلُ لِلمَرءِ في يَقظَتِهْ

وَمَنْ كانَ ذَا حِيلَة ٍ هكَذا

لأَنَّ رِضى اللهِ في لَعنَتِهْ

فَلا تَدَّخِرْ دُونَهُ لَعْنَة ٌ

مَنْ ذَا يُعالِجُ عَنِّي ما أُعالِجُهُ

مِنْ حَرِّ شَوقٍ أَذَابَ القَلبَ لاعِجُهُ

مَنْ ذَا يُعالِجُ عَنِّي ما أُعالِجُهُ

يَكُنْ لِفَرْطِ الضَّنى والسُّقْمِ خارِجُهُ

وَمنْ يَكُنْ لِرَسِيسِ الشَّوقِ داخلهُ

سِرًّا وغَصَّتْ بِما فيها دَمالِجُهُ

كادتْ خَلاخِيلُ مَنْ أَهْوَى تَبُوحُ بهِ

بِالشِّعرِ فيكَ وشَرُّ الشِّعرِ ساذَجُهُ

فهاكَ مِنْ مُحكَماتِ القَولِ مُعلَمة ً

في البردِ حَتَّى أَصابَ النَّاسَ فالجُهُ

فَإنَّ حَوْلَكَ قَوْماً زادَ شِعْرُهُمُ

بَنَفسَجٌ جاءكَ في حِينِ لا

حَرٌّ يُرَى فيهِ وَلا فَرْطُ بَرْدُ

بَنَفسَجٌ جاءكَ في حِينِ لا

مُنغَمِسُ الأثوابِ في اللاَّزَوَردْ

كَأَنَّهُ لَمَّا أُتِينا بِهِ

أعلى الصفحة