آل زنتوت

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والصيداوية واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في الفتوحات العربيّة في مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. وهي من الأسر الشريفة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، تعود بجذورها إلى الشريف أحمد زنتوت ابن السيد محمد شهبندر ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد ناصر الدين ابن السيد حسن ابن السيد أحمد ابن السيد شعبان... ويستمر النسب إلى أن يصل إلى الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين السبط (رضي الله عنهم أجمعين).

وتشير مصادر الأنساب بأن الزناتية عدة فروع منها:

1 – الزنانية: من عشائر السلط في الأردن، كانت منازلها في حرم الموز.

2 – الزناتية: بطن من الجميشات، من الزَّينة، من العلي، من الدهامشة، من العمارات، من عنزة، انتشرت في العراق. لقد تبين لي من خلال متابعة جذور الأسرة، بأنها حملت الألقاب التالية:

1 – ناصر.

2 – ناصر زنتوت.

3 – الصاوي زنتوت.

4 – إعرابي ناصر.

5 – إعرابي زنتوت.

6 – زنتوت الشهير بالعريس. وقد أكد السيد وليد العريس من موظفي جامعة بيروت العربيّة، بأن أصل أسرة العريس من آل زنتوت المغاربة.

ومما يلاحظ، أنه بالرغم من شهرة أسرة زنتوت في صيدا المحروسة، غير أن فرعاً منها يعود توطنه في بيروت المحروسة منذ العهد العثماني، وكان لها وجود قوي في باطن بيروت داخل السور، وفي خارجه، وكان للأسرة محلة باسمها، وأوقاف إسلامية باسمها في بيروت خدمة للمسلمين. ومن أبرز أجداد أسرة السيد أحمد ابن الشيخ ناصر زنتوت الذي ورد اسمه في وثائق ودعاوى وسجلات المحكمة الشرعية منذ منتصف القرن التاسع عشر، كشاهد أساسي من شهود الحال على الكثير من القضايا بين البيارتة وعمليات البيع والشراء بينهم. كما ورد اسم السيد أحمد ناصر زنتوت في قضايا وقفية إسلامية.

وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى السادة: الحاج مصطفى زنتوت، والحاج محمد ابن الشيخ عرابي ناصر زنتوت صاحب أرض في سهل مقام سيدي الخضر أبو العباس في الكرنتينا خارج بيروت المحروسة، وذلك عام 1259 هــ. وحسن ناصر زنتوت، ومحمد ناصر زنتوت. وقد أعطي أحدهم الشيخ حسن ناصر زنتوت لقب «عمدة المشايخ الكرام» وهو أحد شهود الحال على وقف السيدة «فخر المخدرات الكرام الحاجة أسما بنت المرحوم عمدة التجار الكرام السيد قاسم درويش» مع الشاهدين الكبيرين «سيدنا ومولانا افتخار العلماء الكرام السيد الشيخ محمد الحوت» و «فخر الطلبة الكرام الشيخ عبد الباسط الفاخوري...». وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، بأن الشيخ حسن أفندي ابن الشيخ ناصر زنتوت كان من مواليد بيروت عام 1215 هــ - حوالى 1800 م في محلة باب الدباغة، لذا طالب بتثبيته إماماً لخمس صلوات في جامع الدباغة في باطن بيروت.

ويلاحظ، بأن أسرة زنتوت في بيروت المحروسة من أقدم الأسر البيروتيّة بدليل أن السيد أحمد زنتوت كان منذ عام 1720 م شهبندر تجار بيروت، وكان عبدي آغا ابن الحاج حسن القصار درْدار قلعة بيروت عام 1720 م صهراً لأحمد زنتوت (الفاخوري، ص 43). كما إن بعض أفرادها كانوا من مواليد بيروت في القرني السادس عشر والسابع عشر الميلاديـين، من بينهم الشيخ حسن ابن الشيخ ناصر زنتوت، ونظراً لقدم هذه الأسرة، وما تملكه من عقارات في باطن بيروت، فقد أطلق على منطقة فيها اسم «محلة زنتوت داخل المدينة المزبورة». كما أشار السجل 1263 – 1265 هــ إلى وقف مهم من أوقاف السيد أحمد زنتوت، ووقف قديم باسم السيد أحمد زنتوت عام 1133 هــ - 1720، ووقف الحاج أحمد بن حسن زنتوت الشهير بالعريس بتاريخ 1219 هــ - 1804 م. كما أشار السجل 1276 – 1278 هــ، إلى أملاك آل زنتوت في زقاق السلالم في محلة القسم. وأشار السجل 1297 – 1298 هــ، إلى أوقاف أولاد الشيخ ناصر (زنتوت) الكائنة في محلة باب السراي في باطن بيروت، بالقرب من جامع السراي (الأمير منصور عساف). كما يشير السجل نفسه إلى أملاك الشيخ محمد ابن الشيخ إعرابي بن الشيخ حسن ناصر زنتوت في محلة رجال الأربعين في باطن بيروت المحروسة بالقرب من وقف الطائفة المارونية. وأشار السجل 1279 ه،، إلى أملاك ورثة السيد بشير زنتوت في ساقية الجنزير. كما أشار السجل 1297 – 1298 هــ رقم (258) إلى دكان قرب سبيل السمطية ملك الشيخ محمد ابن الشيخ إعرابي ناصر زنتوت.

ومما يلاحظ أن جميع أفراد أسرة ناصر زنتوت كانوا يلقبون بلقب «السيد» وهذا، ما أشارت إليه جميع وثائق المحكمة الشرعية، مما يؤكد على النسب الشريف الذي ينتسبون إليه. من جهة ثانية، فقد استمرت أسرة زنتوت في الصعود في بيروت وصيدا في الميادين الشرعية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وممن برز فيها في أواخر القرن التاسع عشر السيد محمد عبد الهادي زنتوت، والسيد عبد السلام زنتوت، وهما عضوان مؤسسان لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في صيدا، والسيد هلال زنتوت أحد رجال الأعمال والسيد عز الدين زتنوت أحد وجهاء صيدا.

كما برز في أواخر القرن التاسع عشر في بيروت المحروسة السيد محمد زنتوت رئيس المجلس البلدي لبيروت المحروسة عام 1892. كما برز في بيروت المحروسة عام 1913 الحاج نصوح زنتوت عضو جمعية بيروت الإصلاحية الذي قام بدور بارز في الحياة السياسية والإصلاحية في ولاية بيروت في العهد العثماني. كما أسهم الكثير من أسرة زنتوت في تطور ونهضة بيروت المحروسة طيلة عهد الانتداب الفرنسي وعهود الاستقلال، وقد برز أفراد الأسرة في الميادين الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والسياسية وسواها.

برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: نصوح زنتوت أحد رجال الأعمال البارزين، عضو غرفة التجارة والصناعة، وأحمد الصاوي زنتوت أحد كبار التجار في بيروت، ورفيق زنتوت رئيس الندوة الاقتصادية اللبنانيّة، عضو اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديمقراطي 2010. كما عرف من الأسر، السادة: أحمد، أحمد توفيق زنتوت، أحمد فوزي، أحمد ناصر، أحمد هاني، أنيس، حسن، خالد، خليل أحمد الصاوي زنتوت، خليل نبيه، رائف، رغيد، رفيق أحمد الصاوي زنتوت، زهير، سامي، سعد الدين، سهيل، صلاح، عبد السلام، عبد الواحد، عزت بديع، عصام، فاروق، فريد، فؤاد، محمد، محمود، محيـي الدين، مروان، مصطفى، منير، ناجي، نادر، ناصر، نبيل، نجيب، وجيه زنتوت، وفيق، ووليد زنتوت وسواهم الكثير من الأسر الكريمة التي لها أيادٍ بيضاء في ميادين البر والإحسان والأعمال الخيرية والإنسانية.

ومن الأهمية بمكان القول، أن الأسرة ما تزال إلى اليوم منتشرة في مصر لا سيما في مدينة الإسكندرية، وقد عرفت هناك باسم «الصاوي» ولها مكانة مرموقة في المدينة، كما أنها ما تزال منتشرة في بلدان المغرب العربي. كما أنها ما تزال منتشرة في بلدان المغرب العربي. كما أن أسرة زنتوت وزنتوت الصاوي وأسرة الصاوي وأسرة ناصر من الأسر العريقة في بيروت وصيدا والوطن العربي.

وزنتوت لغة واصطلاحاً تأتي بعدة معانٍ منها:

1 – زنتوت: الشاب الفخور، وهو لقب لجد آل ناصر.

2 – زنتوت: الصاوي زنتوت، لقب للشاب وللرجل القوي الصاوي.

3 – زنتوت الصاوي: الرجل الذي يثور ويرتفع عن الأرض.

4 – زنتوت الصاوي: لقب للنخيل الذي يفتقر إلى السائل.

5 – زنتوت: نسبة إلى قبيلة الزناتية.

6 – زنتوت: نسبة إلى مدينة زنتان إحدى أقدم المدن الليبية.