آل سيّور

من الأسر المسيحيّة والدرزية البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر والعراق وبلاد الشام، وماتزال فروع هذه الأسرة متوطنة في دمشق والعراق وأطراف إيران وراشيا – لبنان، وفي بيروت المحروسة.

عرف منها قديماً المحدث أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن إبراهيم السيور (السيوري) النيسابوري، حدّث عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان، وروى عنه أبو العباس الفضل بن العباس بن يحيى الصاغاني. شهدت بيروت المحروسة في العهد العثماني لا سيما في النصف الأول من القرن التاسع عشر أجداد آل سيور القادمين من دمشق، والذين برزوا في الميادين الاقتصادية والتجارية والمالية والقنصلية والسياسية.

برز من الأسرة في العهد العثماني في بيروت المحروسة الخواجة يوسف بن انطوان سيور الوكيل الشرعي عن الخواجة دمتري ميخائيل زغيب في بيع الأملاك في مدينة دمشق في محلة النصارى قرب قصر العظم في 3 ربيع الثاني 1260هـ.

كما اشارت وثائق الأوقاف الإسلاميّة في العهد العثماني إلى سكن الخواجة يوسف سيور في منطقة خان الملاحة قرب ميناء بيروت المحروسة. كما أشارت الوثائق ذاتها إلى "نصف مخزن بالقرب من الجمرك شركة بني بيهم في المينا المذكورة سكن سيور". ومن الأهمية بأن القول، بان الخواجة يوسف سيور أصبح قنصلاً لدولة نابولي في بيروت، وخلفه ابنه انطوان في قنصلية نابولي الذي أقام مأدبة خديوية في عام1859 لخديوي مصر سغيد باشا بعد أن وصل الى بيروت المحروسة، وقد اتسعت تجارة يوسف سيور وأولاده، فبنى في عام 1851برجاً شهيراً باسم "برج سيور". كما تملك مساحات شاسعة من العقارات والأراضي في منطقة باب إدريس وحي الرمل ورأس بيروت والمصيطبة وسواها، قدرت مساحتها بمليون وخمسمائة ألف ذراع. بالإضافة إلى ذلك، فقد حرص آل سيور على إنشاء سوق في باطن بيروت غرب سوق الطويلة وبموازاته عرف منذ العهد العثماني حتى بداية الحرب اللبنانيّة عام1975 باسم "سور سيور". وقد شهد العديد من الأنشطة التجارية والمهنية مثل محلات الخياطين ولوازم الخياطة الأفرنجية والعربيّة، ومحلات بيع الشماسي والساعات والألبسة الداخلية ولألعاب والنوفوتية وسواها. أما فيما يختص ببرج سيور، فنظراً لأهميته منذ بنائه عام1851م، فقد أرخه الشيخ ناصيف اليازجي شعراً وقال:

قد شاد هذا البرجَ يوسف عصره ِمنآل سيور الأكارم ِيُنسبُ قالت لدى الباب المؤرخ وفده هذا لنا برجٌ وهذا كوكبُ كما برز من الأسرة من ذوي الأملاك السيدة مريم بنت انطوان يوسف سيور والخواجات: إبراهيم، انطوان، انطوان يوسف، جورج سيور، جرجي أبو موسى سيور وسواهم. من جهة ثانية، فقد شهدت بيروت المحروسة ومنطقة راشيا أسرة سيّرة الدرزية، وأشهر من برز منها عادل بن سليمان بن أحمد سيور (1946-1958) مؤسس الكشاف التقدمي وعضو مجلس قيادة الحزب الاشتراكي وإسماعيل سيّور وسواهما. كما عرف حالياً من الأسرة السادة: انطوان لطفي سيّور، درغام صالح سيور، وريمون سيوري وسواهم. ويلاحظ بأن الأسرة ماتزال قليلة العدد بالرغم من قدم تواطنها في بيروت المحروسة. وسيور لغة واصطلاحاً مهنة يقال لمن يعمل بها سيوري، تقوم على قطع الجلد «سيوراً» دقاقاً ويخرز بها السروج.