آل علم الدين

من الأسر الإسلاميّة في بيروت وطرابلس وبلدات درزية عديدة في جبل لبنان. تعود الأسرة بجذورها إلى أمراء علم الدين في شبه الجزيرة العربيّة، وهي إحدى القبائل اليمينة التنوخية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام وبعض فروعها انتسب للقيسية، في حين أنّ فروعًا أخرى استمرت على اليمينة. ومنذ العهود الإسلاميّة الأولى إلى اليوم، ما تزال الأسرة من الأسر التي تتميّز بالوجاهة والعلم والإقطاعات، والاشتغال في خدمة العامة.

هذا، وقد أورد المؤرّخ صالح بن يحيى في كتابه "تاريخ بيروت" الكثير من أمراء ووجهاء آل علم الدين في مختلف المناطق اللبنانيّة، حيث كانت لهم إمارة وإقطاعات عديدة في جبل لبنان وبيروت وطرابلس، وهم الذين أسهموا إسهامات فاعلة في السياسة اللبنانيّة في عهد الأمراء المعنيين والشهابيين.

برز من أمراء آل علم الدين في العهد العثماني الأمير علم الدين بن سليمان بن معن، والأمير عز الدين علم الدين، والأمير سيف الدين علم الدين، والأمير مظفّر علم الدين، والأمير علي بن مظفّر علم الدين، أحد أمراء جبل لبنان بعد وفاة الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، والأمير محمد بن علي علم الدين وشقيقه الأمير منصور علم الدين، والأمير موسى بن علي علم الدين.

كما عرف من الأسرة في القرنين التاسع عشر والعشرين الشيخ الطبيب الدكتور علي بن سليمان علم الدين، والقاضي سليم بن سليمان علم الدين، والطبيب الدكتور إبراهيم علم الدين، والأستاذ الجامعي الدكتور خليل علم الدين (1896-1974) مدير مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. كما برز أولاده: الدكتور سامي والدكتور رمزي، كما برز رجل الأعمال نجيب علم الدين (1909- 1996) الذي أصبح رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، كما عيّن وزيرًا للأشغال العامة. وعرف من الأسرة أيضًا شقيقاه: سليمان علم الدين المدير السابق لشركة موارد الشرق الأدنى، وسعيد علم الدين وولداه كامل وفؤاد وهما من كبار التجار في بيروت ولبنان، وهم الطائفة الدرزية.

كما برز من أسرة علم الدين الكثير من الوجهاء والأعيان في طرابلس منهم على سبيل المثال: الشيخ عبد القادر علم الدين، محمد آغا علم الدين، عبد الله آغا علم الدين، وديب علم الدين، وإبراهيم علم الدين أوّل رئيس لبلدية طرابلس، وعضو اللجنة الإدارية للبنان الكبير عثمان عبد القادر علم الدين (1885-1936) ونور الدين علم الدين (1883-1975) عضو المجلس التمثيلي عام 1922، كما أصبح رئيسًا لبلدية طرابلس عام 1926. كما برز من الأسرة عبد الستار علم الدين رئيس بلدية طرابلس عام 1934، والنائب في المجلس النيابي محمد علم الدين (1908-1995) والنائب هاشم علم الدين (1940-2010)، والسفير أديب علم الدين، والحاج عبد القادر علم الدين رئيس بلدية المينا، والطبيب الدكتور فيصل علم الدين، والطبيب الدكتور سميح علم الدين، والأستاذ الجامعي الدكتور واصف علم الدين، والأستاذ الجامعي الدكتور مصطفى علم الدين، ورجل الأعمال مكرم علم الدين، والمهندس رهيف علم الدين، والأستاذ حسن علم الدين، المهندس عبد المنعم علم الدين نقيب المهندسين في طرابلس والشمال وسواهم الكثير.

وتشير وثائق وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر إلى العديد من أمراء وسادة آل علم الدين منهم على سبيل المثال السادة: الحاج عبد الله علم الدين وابنه أحمد بن الحاج عبد الله علم الدين، وإسماعيل وعلي علم الدين. وكانت أسرة علم الدين تقيم قريبًا من الجامع العمري الكبير، زاوية المجذوب في باطن بيروت. كما أشارت سجلات المحكمة الشرعية إلى السيّد بكري سعيد علم الدين القاطن بالقرب من وقف قفة الخبز بمحاذاة الجامع العمري الكبير. أمّا الكشف الجديد بالنسبة لآل علم الدين في بيروت واستنادًا إلى وثائق سجلات المحكمة الشرعية، فقد تبيّن لي من خلال السجل1264ه (ص 88) من أنّ آل علم الدين وقليلات عائلة واحدة، حيث ورد اسم العائلة على هذا النحو: علم الدين قليلات.

وفي التاريخ الحديث والمعاصر برز العلّامة الشيخ فؤاد علم الدين أحد علماء الشرع الشريف. كما برز الداعية الإسلامي المرحوم العلّامة الشيخ الدكتور أحمد علم الدين (1932-2012) (المتوفى في أيلول عام 2012) أحد علماء الشرع الشريف في بيروت المحروسة، وهو حفيد مفتي بيروت في العهد العثماني الشيخ أحمد أفندي الأغرّ. كما برز نجله المهندس الدكتور زياد أحمد علم الدين من متخرجي جامعة لندن وشقيقه موسى أحمد علم الدين أحد العاملين في مصارف بيروت وهو من متخرجي الجامعة الأميركية في بيروت. كما برز السيّد محيي الدين علم الدين مدير عام الأوقاف الإسلاميّة في عهد مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ محمد توفيق خالد. كما عرف في بيروت السيّد محمود علم الدين أمين سرّ سابق للهيئة الإدارية، لرابطة الشباب الإسلامي المثقف في عائشة بكار، والتي كان يرأسها المرحوم الشهيد الشيخ أحمد عساف.

كما عرف من الأسرة الدكتور محمد علم الدين ونجله الدكتور ناجي علم الدين وشقيقه الطبيب الدكتور هاني علم الدين المتوفى في نوبة قلبية فجائية في أول أيار 2011. وعرف من الأسرة ممّن عمل في الميادين العلمية والاقتصادية ةالاجتماعية والتربوية والطبية والهندسية والخدمة العامة، منهم على سبيل المثال السادة: أحمد، أديب، أمين، بشير، حسان، رفيق، رمزي، رياض، زهير، زياد، سامي، سمير، سهيل، شفيق، عادل، عبد الرحمن، عبد الله، عثمان، عدنان، عز الدين، عفيف، علي، عماد، عمر، غازي، مازن، مالك، محمد، محمود، محيي الدين، مختار، مصباح، مصطفى، منير، نبيل، نزيه، نهاد، هاني، وليد علم الدين وسواهم.وعلم الدين لغةً لقب أعطي لحامل الراية الإسلاميّة والمدافع عنها، كما تعطي لقبًا للأعلام العلماء، واعتاد العرب إعطاء هذا اللقب المرتبط بعبارة الدين للسادة الأشراف، وللمرتبطين بآل البيت، وقد تكون اسمًا لشخص كما قد تكون لقبًا لعائلة منها على سبيل المثال: آل علم الدين، وآل عز الدين، وآل شرف الدين، وآل ناصر الدين، وآل سيف الدين، وآل شهاب الدين، وآل تقي الدين، وآل جمال الدين، وزين الدين، وخير الدين، وصلاح الدين، وسواها من عائلات بيروتية ولبنانية وعربية.