آل خالد

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى قبيلة بني مخزوم، ومن أهم قادتها ورجالها الأمير خالد بن الوليد الذي عُهد إليه بفتوحات عديدة وفي مقدمتها فتوح بلاد الشام. كما أن بعض فروع بني خالد بطن من قضاعة، وقد انتشرت هذه القبائل في مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس.

كما أن فرعاً منها هاشمي من الأسر المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف. وقد أشار «معجم قبائل العرب» إلى أن قبائل خالد العربية تفرعت إلى أكثر من عشرين قبيلة أهمها قبيلة خالد بن الوليد المخزوميّة، ومنها الفروع التالية:

1- قبيلة خالد من أقوى وأغنى عشائر الشام، انتشرت في حمص وحماه وتدمر والأردن واللاذقية والمعرّه، ومن بطونها وفرقها:

أ -   ألتويني

ب - ألشقرة

ج - ألقيسي

د -  ألجبّور

هـ - الصبيحات «الصّـبح والصّـبيح»

2- قبيلة خالد في بادية شرقي الأردن لا سيما في الرضا، ومن بطونها وفرقها:

أ - ألجبور

ب - ألصبيحات

ج – ألنهود

3- قبيلة خالد في الحجاز.

4- قبيلة خالد في اليمن.

5- قبيلة خالد من عشائر دوما في قضاء دمشق.

6- قبيلة خالد في الجزائر والمغرب العربي.

7- قبيلة خالد من شُمّر في بغداد والضفير من أرجاء العراق.

8- قبيلة خالد من أقدم القبائل العربيّة المعروفة في الخليج العربي ومن بينها مناطق القصيم.

9- قبيلة خالد من العدنانيّة.

10- قبيلة خالد القحطانيّة المنتشرة في الحجاز وبين عرب الشام.

11- قبيلة خالد بن الوليد، وهي بطن من بني مخزوم من قريش العدنانيّة،  وهم رهط الأمير خالد بن الوليد انتشرت في بلاد الشام ومنها حمص.

12- قبيلة خالد بن يزيد، وهي بطن من بني أميّة من قريش العدنانيّة، وهم بنو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة، وبطونها استقرت في مصر.

وأشار إبن حزم الأندلسي في كتابه «جمهرة أنساب العرب» إلى خالد بن الوليد وإلى الكثير من القبائل والأمراء والقادة الذين حملوا اسم خالد منهم على سبيل المثال: خالد بن جعفر، خالد بن حزم، خالد بن الحكم بن أبي العاصي، خالد بن سعيد بن العاصي، خالد إبن سنان، خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، خالد بن عبد الملك بن مروان، خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان، خالد بن النعمان بن الحارث، خالد بن يزيد بن معاوية، وسواهم.

وأشار الشيخ الدكتور كمال الحوت صاحب كتاب «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية» إلى العديد من الأسر التي تعود بجذورها إلى الأمير خالد بن الوليد منها:

1- آل بدرخان من ذرية عبد العزيز بن خالد بن الوليد رضي الله عنها.

2- آل بركات، وهي غير أسرة بركات الحلبية والدمشقية، وأسرة بركات التي تعود بجذورها إلى الإمام الحسين «رضي الله عنه».

3- آل حميد.

4- آل خالد.

5- آل خالدي، وهي غير فروع أسرة الخالدي المنتشرة في أكثر من منطقة شاميّة.

6- آل الرفيع.

7- آل شاهين، تعود بجذورها إلى شاهين بن شافع المتصل نسبه إلى خالد بن الوليد.

8- آل الشريدة، تعود بجذورها إلى حماد شفيق شافع المخزومي.

9- آل قدورة، تعود بجذورها إلى يوسف بن شافع المخزومي، الذي يعود بنسبه إلى خالد بن الوليد.

10- آل الصفدي، تعود بجذورها إلى يوسف بن شافع المخزومي.

11- آل شهاب، ومنهم أمراء آل شهاب في لبنان، الذين أسسوا إمارة مهمة في جبل لبنان، وإن كان بعض أفراد هذه الأسرة قد «تنصّر» في العهد العثماني، غير أن جذورها عربية مسلمة مخزومية.

12- آل الصاغة.

13- آل الصبيحات «صبح، وصبيح».

14- آل عبد القادر، تعود بجذورها إلى ناصر بن عاصي بن مهنا... بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.

15- آل عريعر.

16- آل عليان.

17- آل الغبايا الصبيحات

18- آل الفاضل.

19- آل الغانم.

20- آل المخزومي.

21- آل سلطاني المخزومي.

22-آل مراد، وجدهم مراد بن شافع المخزومي.

23- آل المطرود.

24- آل ملحم.

25- آل مهنا.

26- آل الناصر.

27- آل هزيم.

28- آل دندن.

29- سائر أفخاذ وبطون وفروع الأمير الجليل خالد بن الوليد المخزومي، التي اتخذت عبر العصور أسماء وألقاباً جديدة.

هذا، وقد لوحظ من خلال دراسة مؤرخ بيروت الكبير الدكتور حسّان حلاّق لسجلات المحكمة الشرعية في بيروت بأن فرعاً مصرياً من آل وهبي قد تفرع إلى عدة أسر منها: وهبي، ألمصري، خالد. عُرف من هذه الأسرة في العهد العثماني ألسيد إبراهيم المصري إبن محمد وهبي خالد.

وخلافاً لجميع المصادر التاريخية التي أكدت بأن أسرة خالد تعود بجذورها إلى الأمير خالد بن الوليد «رضي الله عنه» فإن العلاّمة الشيخ محمد توفيق خالد - 1874-1951 - مفتي الجمهوريّة اللبنانية الأسبق أشار قبل وفاته بسنوات إلى معلومات قيّمة مؤداها أن فرع أسرة خالد التي ينتمي إليها سماحته تنتمي إلى عرب الضل التي ترجع بنسبها إلى الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، إبن عم النبي محمد «عليه الصلاة والسلام». وبذلك، فإن هذا الفرع يعود بنسبه وجذوره إلى أسرة النبي محمد «عليه الصلاة والسلام».

وبالرغم من هذه الفروع الخالدية المتعددة، غير أن إبن حزم وسواه يشيرون إلى أن أولاد خالد بن الوليد «بلغوا نحو أربعين رجلاً، وكانوا كلهم بالشام، ثم انقرضوا كلهم في طاعون وقع، فلم يبق لأحد منهم عِقب... » غير أن هذه الرواية التاريخية تدحضها الوقائع التاريخية لا سيما وأنه تبين، بأن بعض أولاد خالد بن الوليد بقوا على قيد الحياة، كما أن الكثير من أحفاده بقوا على قيد الحياة وتزاوجوا وتناسلوا.

ومما يلاحظ بأن قبائل خالد قد توطنت في بلاد الشام منذ الفتوحات الإسلامية الأولى، بما في ذلك البلاد والمدن السوريّة واللبنانيّة والأردنيّة، وفي بلاد العراق وسواها. وتشير بعض المصادر التاريخية، بأن الأمير خالد بن الوليد لم يكتفِ بالإقامة في دمشق في فترة الفتوحات الإسلاميّة الأولى، بل تفقد بعض المدن والبلدات في مناطق عكار اللبنانيّة، فأطلق على إحداها  «عرب وادي خالد» التي توطن فيه موجات من العرب الفاتحين، كما شهدت بيروت المحروسة وبلدات في إقليم الخروب مثل مزبود والمغيرة وبنواتي في جزين بعض فروع من آل خالد. بالإضافة إلى فرعين من آل خالد من الشيعة والمسحيين.

توطن آل خالد البيارته في باطن بيروت المحروسة ضمن السور الشهير، وقد أوكل إليهم ولاة بيروت المحروسة شؤون باب السراي أحد أبواب بيروت السبعة. وبرز من الأسرة عبر التاريخ العثماني الكثير من العلماء في مقدمتهم العلاّمة الشيخ عبد الله بن حسين بن قاسم بن الأمير براك بن خالد ــ المتوفى عام 1280هـ - 1862م ــ من مواليد بيروت، لقب باسم «عمدة العلماء الكرام». تلقى علومه في الأزهر الشريف في مصر. كان إماماً وخطيباً لمسجد الحمراء، كما كان في فترة أخرى إماماً لجامع الأمير منذر التنوخي «النافورة» القريب من منزله. كما كان محدثاً وفقيهاً. من كبار تلامذته الشيخ إبراهيم الأحدب، والأديب واللغوي مصباح بن محمد بن أحمد البربير وسواهما.

توفي الشيخ عبد الله خالد عام 1862م، ودفن في جبانة الباشورة في بيروت المحروسة، وقد رثاه في حينه الحاج حسين بيهم العيتاني شعراً. وكان له زقاق عرف باسم «زقاق الشيخ عبد الله خالد في حي الباشورة» كما كان له وقف باسم الشيخ عبد الله خالد بن المرحوم حسن خالد، من أولاده السيد عبد الحميد خالد والسيد محمد خضر خالد.

كما برز في العهد العثماني الشيخ عبد الهادي أفندي خالد المالك في سوق البازركان في باطن بيروت والحاج قاسم خالد توطن في باطن بيروت. كما عرف الحاج عبد الرزاق خالد وأولاده محمد وأمين وأحمد خالد التي أوقفت السيدة نفيسة الصيداني وقفاً ذرياً على نفسها وعلى المشار إليهم وذلك الوقف هو منزلها في منطقة الباشورة في غرة ربيع الأول 1282هـ .

برز من أسرة خالد أيضاً في العهد العثماني حتى منتصف القرن العشرين العالم الجليل مفتي الجمهوريّة الشيخ محمد توفيق خالد - 1874-1951-، ولد في بيروت عام 1874. تلقى دروسه في العهد العثماني في المدرسة الرشيدية التي عرفت باسم «المدرسة العسكرية» أي حوض الولاية فيما بعد، كما درس على كبار علماء عصره في مقدمتهم العلاّمة الشيخ عبد الرحمن الحوت، ومفتي بيروت المحروسة الشيخ عبد الباسط الفاخوري والعلاّمة الشيخ يوسف علايا والد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد علايا.

برز من أسرة خالد من الدوحة الخالدية الطبيب الدكتورمحمد خالد أحد كبار الوجوه الطبية والخيرية والإنسانية والإجتماعية في بيروت المحروسة.

وبرز من أسرة خالد المفتي الشهيد حسن خالد ، هو الشيخ حسن بن سعد الدين خالد، ولد في بيروت سنة 1340هـ 1921م، بدأ علومه الأولى في مدرسة عمر الفاروق التابعة لجمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت. بعد حصوله على شهادة الدروس الابتدائيّة إلتحق بالكليّة الشرعيّة في بيروت، أزهر لبنان حالياً، وبقي فيها إلى أن تخرّج منها سنة 1359هـ 1940م

بعد تخرجه من الكليّة المذكورة كلفته المديريّة العامة للأوقاف الإسلاميّة بوظيفة خطيب في بعض مساجد بيروت، ثم أرسله مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة مع بعض زملائه إلى الجامع الأزهر في مصر لمتابعة تخصصه العالي في العلوم الدينيّة، فالتحق بكلية أصول الدين التي بقي فيها إلى أن تخرج منها حاملاً شهادتها النهائيّة في سنة 1366هـ 1946م. على أثر عودته إلى بيروت عُيِّن كاتباً في المحكمة الشرعيّة في بيروت ثم ترقّى إلى درجة رئيس قلم.

وعندما أجرت الحكومة إمتحانات لإختيار قضاة لبعض المحاكم الشرعيّة، إشترك في الامتحانات ونجح، فعينته الحكومة قاضياً في محكمة عكار الشرعيّة ومنها إلى محكمة شحيم. وفي أثناء عمله في المحاكم الشرعيّة كان يمارس التدريس في أزهر لبنان وإلقاء خطبة الجمعة في بعض مساجد بيروت، كما كان يعمل قبل إلتحاقه بالمحاكم المذكورة.

وعندما استعفى الشيخ محمد علايا من منصب الإفتاء بسبب الشيخوخة بادر الشيخ حسن خالد إلى ترشيح نفسه لملء هذا المنصب كما فعل مثل ذلك الشيخ عبد الله العريس، إلا أن أهل الحل والعقد من المسلمين أقنعوا هذا الأخير بأن المصلحة تقضي بعدم المنافسة بين المرشحين لمنصب الإفتاء لكي ينعقد الإجماع على إنتخاب مفتي البلد إبقاءً على مظاهر التضامن والإتحاد بين المسلمين في الظروف التي يعيشونها بلبنان، فانسحب الشيخ عبد الله العريس وأصبح الشيخ حسن خالد المرشح الوحيد لمنصب الإفتاء وتمّ إنتخابه بالإجماع من قبل الهيئة الناخبة، وأصدرت الحكومة اللبنانيّة مرسوماً باعتماد هذا الإنتخاب، وقعه شارل حلو رئيس الجمهورية وعبد الله اليافي رئيس الوزراء وفقاً للقوانين المرعيّة الإجراء.

كان الشيخ حسن خالد يتمتع بثقافة دينيّة أهلته لها دراساته الأزهريّة ومن خلال هذه الأهليّة قام بتأليف عدد من الكتب في الموضوعات المتصلة بثقافته المذكورة، منها كتابان أحدهما في المواريث والآخر في موضوع الأحوال الشخصيّة عند المسلمين، شاركه في تأليف هذين الكتابين المحامي عدنان نجا وللشيخ حسن خالد كتب أخرى تتضمن الآراء والمواقف التي رآها صالحة لمعالجة المشكلات المطروحة على الساحة الإسلاميّة والوطنيّة سواءً في داخل لبنان أو في خارجه وله كتاب يتضمن البيانات والتصريحات الصادرة عن دار الفتوى خلال الحرب الأهليّة في لبنان.

كما له كتاب باسم (الشهيد) صدر عن دار العلم للملايين. كان للشيخ حسن خالد علاقات وثيقة بالمنظمات الإسلاميّة العالميّة، وعُيِّن عضواً مؤسّساً في عدد منها ، مثل رابطة العالم الإسلامي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد اللتين لهما مقر دائم في مكة المكرمة.

وخلال السنوات التي مرت على المفتي حسن خالد في منصبه منذ إنتخابه حتى وفاته قام بزيارة العديد من البلدان في القارات الثلاث: آسيا وإفريقيا وأميركا، بعض هذه البلدان زارها تلبية لدعوة رسميّة من حكومتها وبعضها الآخر كانت زيارته لها بتكليف من رابطة العالم الإسلامي في إطار النشاطات التي تقوم بها هذه المنظمة من أجل التعرف على أحوال المسلمين في العالم والعمل على إيقاظ وعيهم الديني وشدهم بعضهم إلى بعض في عروة وثقى من التآزر والتعاون لمواجهة التحديات التي يتعرضون لها من قبل الدول الطامعة في أرضهم أو الضالعة في تدمير عقائدهم الدينيّة وكياناتهم الاجتماعيّة والقوميّة.

هذا وقد إستشهد الشيخ حسن خالد يوم الثلاثاء في 11 شوال سنة 1409هـ الموافق 16 أيار سنة 1989م عندما انفجرت بقرب سيارته التي كانت تمر في تلك المنطقة سيارة ملغومة بمواد ناسفة. وقد تمّ دفنه بمقبرة الأوزاعي في اليوم التالي لوفاته.

على أثر وفاة الشيخ حسن خالد اجتمع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بكامل أعضائه وأصدر القرار رقم 1 تاريخ 13 شوال سنة 1409هـ الموافق في 18 أيار سنة 1989م بإعتبار أمين الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة الدكتور الشيخ محمد رشيد رضا القباني إبن الشيخ راغب القباني رحمه الله، أن يقوم حكماً مقام المفتي الراحل إلى حين إنتخاب مفتٍ جديد. ومن ثم تمّ تعيين الشيخ محمد رشيد رضا القباني مفتياً أصيلاً.