البقاع

عنجر تبعد 58 كلم عن بيروت، وهي قصر صيفي محصن من بداية القرن الثامن للميلاد أقامه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك على الطريق القديمة التي كانت تصل سهل البقاع بغوطة دمشق. وتقوم بلدة عنجر على مقربة من موقع قلعة قديمة كانت تدعى "جّرا"، وهو اسم بقي ملتصقا بها من خلال عين الماء التي كانت ترويها، وما زالت تعرف باسم "عين جّرا" أو عنجر.

بعلبك- مدينة الآلهة في شرق لبنان وبين سلسلتين من الجبال يمتد سهل البقاع حيث تجثم إحدى أندر الروائع الأثرية في العالم، قلعة بعلبك. وكانت في الأصل مدينة ذات جذور فينيقية، لكنها لم تعرف مجدها إلا بعد احتلال الإسكندر الكبير الذي رفعها ليجعلها (هيليوبوليس- مدينة الشمس). غير أن المدينة عرفت قمة ازدهارها على العهد الروماني، حين أصبحت مكان عبادة يضم مجموعة هياكل تتنافس هيبة وضخامة وجمالا.  تنقسم هياكل بعلبك إلى ثلاثة معابد رئيسية مختلفة الضخامة:

أولها معبد جوبيتر: وهو الأكبر لكنه الأقل حفاظا على معالمه، يمتد المعبد على مساحة بطول 88 مترا وعرض 48، وكان قائما أساسا على 54 عمودا (واحدها بعلو 22 مترا وجذع مترين)، لم يبق منها اليوم سوى ستة أعمدة لا تزال شاهدة على هذه الضخامة الفريدة في العالم.

الثاني: روعة الروعات في بعلبك معبد باخوس، ما زال محافظا على تفاصيله منذ بنائه خلال القرن الثاني الميلادي. يرقى إليه بدرج ضخم ينتهي ببوابة هائلة مزدانة بحوريات وآلهة أسطورية رائعة النحت، تؤدي إلى قاعة كبرى مذهلة العلو والمساحة والجدران، وإن باتت اليوم دون سقف.

الثالث: أبعد منه قليلا وفي حيز جانبي، إنه معبد "فينوس- إلهة الحب" المبني في نحو منتصف القرن الثالث، وهو لؤلؤة جميلة من الريازة الرومانية التي اعتمدت الشكل الدائري.

في بعلبك أيضا يزور السياح الجامع الأموي الرائع الهندسية من القرن الثامن، ونظرا لأهمية بعلبك التاريخية اختارتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي.

زحلة على بعد 54 كلم من بيروت وهي عاصمة البقاع ومركز الدوائر الرسمية فيه، تمتاز بمناخ وطبيعة جعلا منها قبلة أنظار اللبنانيين والسياح الراغبين في تمضية أفضل أوقاتهم، فقد ازدحمت ضفاف نهر البردوني الذي يخترقها بالمطاعم التي تقدم أشهى المآكل المشهورة بمازاتها على أنغام خرير المياه وحفيف أوراق الأشجار. وتتوافر في زحلة الفنادق والمصارف والأسواق التجارية على اختلافها، كما تطل على طرقاتها الداخلية المنازل القديمة ذات الهندسة التقليدية الرائعة.

شتورا محطة رئيسية على طريق الشام تقع شتورة  في منتصف الطريق بين بيروت ودمشق (50 كلم من بيروت)، ويقصدها المتنقلون بين البلدين لشراء أطيب أنواع الألبان والأجبان.

الهرمل شمالي البقاع وفيه مدفن هرمي الشكل يبلغ ارتفاعه 27 م وقد زينت جوانبه بمشاهد صيد ويمكن مشاهدته من على بعد أميال، ويبدو أن هذا المدفن المعروف باسم "قاموع الهرمل" كان قبر أمير سوري عاش في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد.  على مسافة بضعة كيلومترات من قاموع الهرمل يقع دير أقيم في ملجأ صخري على ثلاث طبقات يعرف باسم دير مار مارون. ويقال إنه كان ملجأ مؤقتا لأتباع مؤسس الطائفة المارونية في القرن الخامس الميلادي.  وعند سفح هذه البقايا المهيبة يتفجر أحد ينابيع نهر العاصي المعروف بـ"عين الزرقا" نسبة إلى مياهه الزرقاء الرقراقة. أما إلى الشمال فهناك شلالات الدردارة المتدفقة التي تنتشر حولها المطاعم والاستراحات.