آل الحوت

من الاُسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، وقد أسهمت في ظل الإسلام في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب والأندلس، لهذا يدرك الباحق مدى إنتشار الأًسرة في مناطق عربيّة عديدة.

وما تزال قبائل الحوت والحوثيين من أهم وأقوى قبائل اليمن. كما أن اليمن شهدت مدينة «حوت» القديمة في اليمن. كما أن بلاد الشام شهدت قرى وبلدات باسم «حوت» و«كفر حوت».

ويشير إبن الأثير بأن بني الحوت ينقسمون إلى فرعين وهما:

1- الحوتي: نسبة إلى حوت وهو بطن من كِنْدة، وهو حوت بن الحارث الأصغر بن معاوية بن ثور وهو كِنْدة.

2- حوت: وهو بطن من همدان، منهم الفقيه حوت بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن أسد بن يخلُد بن حوت الفقيه صاحب علي «عليه السلام»، وقد أشار إلى ذلك إبن الكلبي.

وأشار «معجم قبائل العرب» بأن الحوتيين عدة فروع وهي:

1- حوت: بطن من همدان، من مالك بن زيد بن كهلان من القحطانيّة.

2- حوت: نسبة إلى حوت بن الجون، بطن من كِنْدة القحطانيّة، وهم بنو حوت بن الجون بن مسعود.

3- حوت: نسبة إلى قبيلة الحوتة، بطن من لَبيد من سُليم بن منصور، من العدنانيّة، كانت منازاهم في المغرب العربي لاسيما في برقة.

4- حوت: نسبة إلى قبيلة الحوتة، من قبائل مصر، تنسب إلى عرب الحجاز، كانت تقيم في مديرية الفيوم.

5- الحوت: نسبة إلى قبيلة الحوتيات، وهي فرقة من عشيرة المشاقبة، كانت منازلهم حول المدور من قبيلة بني حسن التي منازلها حول جرش في الأردن.

6- الحوت: نسبة إلى قبيلة الحوتية، وهي من قبائل العرب في دارفور في السودان، كان يعرف باسم السودان المصري.

7- حوت: نسبة إلى قبيلة حُوثة «حوتة»، وهو فخذ من هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور عِـكرمة خصفة بن قيس بن غيلان من العدنانية.

8- حوت: نسبة إلى عثمان بن مُحَمّد المعافري المعروف بإبن الحوت من أهل طليطلة المتوفي (1057م) كان كثير التلاوة للقرآن الكريم.

ونظراً لإنتشاره وكثرة قبائل وعشائر وبطون الحوت، فقد أطلق على قرى وبلدات في بلاد الشام والمغرب العربي ومصر اسم «حوت».

ومهما يكن من أمر، فإن من الأهمية بمكان القول، بأن أسرة الحوت الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة (بيروت، صيدا، فلسطين، مصر... ) إنما يعود نَسَبها إلى البيت النبوي الشريف، إلى جدهم الأعلى الإمام الفقيه المقدم مُحَمّد التريمي إبن السيّد علي إبن الشيخ مُحَمّد صاحب مرباط إبن الشيخ علي ضالغ قسم إبن الشيخ علوي إبن الشيخ مُحَمّد مولى الصومعة إبن الإمام الكبير الشيخ شمس الدين علوي الحضرمي جّد آل علوي إبن الشيخ عبيد الله إبن الشيخ المهاجر إلى الله أحمد إبن الشيخ عيسى النقيب البصري إبن الشيخ مُحَمّد البصري إبن السيّد علي العريضي إبن الإمام جعفر الصادق إبن الإمام مُحَمّد الباقر إبن الإمام علي زين العابدين إبن الإمام الحسين (رضي الله عنه).

وفي ضوء هذا المشجر والنسب الشريف، يدرك الباحث والقارئ بأن أسرة الحوت من الأسر الشريفة التي تعود بجذورها إلى سلالة الرسول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) وإلى الدوحة المُحَمّديّة.

وبالفعل فقد تولى أفراد من آل الحوت نقابة السادة الأشراف في أكثر من ولاية عربية عثمانيّة وفي مقدمتها بيروت المحروسة – كما سنشير لاحقاً-. ومن المعروف أن أحداً لا يستطيع تولي هذه النقابة إلا من ثبت أنه من سلالة السادة الأشراف. ومن المؤكد أن بروز آل الحوت في العهد العثماني إنما كان مع علماء كبار من علماء العرب والمسلمين هما:

السيّد الشيخ مُحَمّد درويش الحوت أحد الصالحين في بيروت المحروسة ونجله شيخ مشيخة بيروت الإمام العلاّمة الشيخ مُحَمّد أفندي الحوت الكبير (1795-1860م) وأولاده العلماء السادة: عبد الله، الشيخ مُحَمّد، ونقيب السادة الأشراف في بيروت الشيخ عبد الرحمن الحوت (1846-1916م) .

وقد ترجم للشيخ مُحَمّد الحوت (الكبير) تلميذه الشيخ قاسم أبو الحسن الكستي، فقال إنه كان شافعي المذهب وهو حافظ لكتاب الله تعالى عن ظهر قلب، متضلعاً من المعقول والمنقول، جامعاً بين العلم والزهد وله اليد الطولى بتعليم العلوم الدينيّة، جليل القدر، مسموع الكلمة يعزّه أهل زمانه لعلمهم بتقواه وفضله، له مروءة تامة بعمل الخير والسعي فيه، يرغب الألفة بين العموم، محافظاً على حقوق الإنسانيّة متصفاً بعلو الهمة ومكارم الأخلاق، يقول الحق ولا يخشى لومة لائم، وكان مكسبه من التجارة رغبة بالإستغناء عن الاحتياج للناس، ومتقشفاً بملابسه إعراضاً عن زهو الدنيا ، صوفي المشرب.

بدأ دروسه في بيروت فقرأ على مفتيها في زمانه الشيخ عبد اللطيف فتح الله المفتي وحفظ القرآن الكريم إتقاناً واستظهاراً وترتيلاً على الشيخ علي الفاخوري والد الشيخ عبد الباسط الفاخوري، وسمع علوم التوحيد على العلامة الشيخ مُحَمّد المسيري الإسكندري الذي توطّن بيروت في آخر عمره كما درس عليه شرح الخلاصة النحويّة وغيرها من العلو .

إنتقل الشيخ مُحَمّد الحوت إلى دمشق في طلب العلم وذلك سنة 1228م وقرأ فيها على جملة من علمائها الأفاضل، منهم الشيخ مُحَمّد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم بن نجم الدين بن مُحَمّد صلاح الدين الشهير بعابدين المعروف بابن عابدين صاحب كتاب (رد المحتار على الدار المختار شرح تنوير الأبصار) ويعرف بحاشية إبن عابدين في الفقه الحنفي ومنهم الشيخ مُحَمّد بن الشيخ عبد الرحمن الكزبري، وكان يحضر عليه تحت قبة النسر في جامع بني أميّة ويسمع عليه الحديث الشريف، كما حضر على أبيه الشيخ عبد الرحمن الكزبري تحت القبة المذكورة وسمع عليه الحديث الشريف.

وعندما استشرى خطر الإرساليات الأجنبيّة في البلاد في أواسط القرن التاسع عشر وتعرض ناشئة المسلمين للوقوع تحت سلطان الغزو الفكري في دينهم وثقافتهم نهض الشيخ مُحَمّد الحوت لدرء هذه الغارة التبشيريّة والحّد من أذاها في الأوساط البيروتيّة بالتعاون مع الشيخ عبد الله خالد وعدد من علماء المسلمين واستحصلوا على رخصة من الباب العالي لفتح مدرسة نظاميّة للتعليم في جامع الأمير منذر بن سليمان التنوخي، جامع النوفرة، الذي ما زال قائماً في سوق البازركان بالقرب من باب إدريس، وأدخلوا فيها مناهج التعليم العصري بالإضافة إلى العلوم الدينيّة والعربيّة.

واعتنى الشيخ مُحَمّد الحوت شخصياً بأمر هذه المدرسة حتى تكللت جهوده بالنجاح وتخرج على يديه فيها الرعيل الأول من رواد النهضة الفكريّة الإسلاميّة في هذه المدينة مثل الشيخ عبد الباسط الفاخوري والشيخ مصطفى نجا اللذين تعاقبا على الفتوى، والأديب الحاج حسين بيهم والشاعر عمر الأنسي وغيرهم من الذين شغلوا أحسن المناصب العلميّة والحكوميّة في زمانهم.

وإلى جانب اهتمامه بشؤون مدرسة جامع الأمير منذر فإنه لم ينقطع عن مداومة التدريس في الجامع العمري الكبير من حين عودته من دمشق إلى سنة 1236هـ، ويقوم بتأليف الكتب المفيدة في مختلف الموضوعات اللغويّة والدينيّة حتى نهاية حياته.

بعض مؤلفاته :

ترك الشيخ مُحَمّد الحوت الكبير أثراً عميقاً في الحياة الفكريّة والدينيّة في بيروت وأضاف للمكتبة الإسلاميّة عشرات الكتب والرسائل في الفقه والحديث والتفسير واللغة العربيّة، وفيما يلي قائمة بأشهر هذه المصنفات:

1- أسماء رجال الإمام البخاري.

2- كتاب في الوضاعين وما وضعوا .( وهو في الأحاديث التي نحلها الوضاعون عن لسان النبي مُحَمّد عليه أفضل الصلاة السلام وهي ليست كذلك ، وقد رتّب المؤلف هذا الكتاب على حروف المعجم، وقد بقي مخطوطاً ولم يطبع )

3- أحسن الأثر فيما فيه ضعف وإختلاف من حديث وخبر وأثر.

4- الفتح المبين في شرح الأربعين، وهو حاشية على شرح إبن حجر المكي الهيثمي للأربعين النووية.

5-  موجز في الميراث.

6- رسالة في الحساب.

7- تاريخ الصحابة.

 تصاهرت عائلات بيروتيّة مع الشيخ عبد الرحمن الحوت عن طريق الزواج من شقيقاته، من بين هذه الأسر: الهبري، خالد، المخزومي. كان الشيخ مُحَمّد توفيق الهبري، والشيخ مُحَمّد توفيق خالد. وهما الشيخان الفاضلان يعتزان دائماً بإنتسابهما خؤولة إلى عالم بيروت وزاهدها سماحة (نقيب الأشراف قائمقامي) الشيخ عبد الرحمن الحوت. كما أن الشيخ عبد الرحمن الحوت كان خال مُحَمّد باشا حسن سلطاني المخزومي (1868-1931م) عضو مجلس إدارة بيروت المحروسة الذي أنشأ مع خاله «مجلة الرياض المصريّة» بالقاهرة، عام 1888م.

كانت بيروت المحروسة والبيارتة يقدرون ويثقون بالعلاّمة الشيخ عبد الرحمن الحوت، فقدموا له كل ما أراد في سبيل النهضة العلميّة والدينيّة والتربويّة، أما على الصعيد الشخصي، فكل ما قـُدم له فقد تنازل عنه لصالح المسلمين في بيروت، كان عالماً متواضعاً وجرئاً في الوقت نفسه، فبالرغم من أنه كان نقيباً للسادة الأشراف في بيروت المحروسة، غير أنه لم يوظف منصبه لصالحه أو لمصلحة عائلته وأقاربه، أو لمصلحة الدولة. ففي فترة الحرب العالمية الأولى أراد القائد أحمد جمال باشا زيارته في منزله، ولما وفد عليه رآه يعيش في منزل متواضع يكاد يكون خالياً من الأثاث. ورأى جمال باشا بأن الشيخ عبد الرحمن الحوت – وهو نقيب السادة الأشراف – يجلس على حصير وطراحة يتلو آيات من القرآن الكريم، فلما دخل جمال باشا، فوجئ بأن الشيخ الحوت لم يقف له، ولم ينقطع عن تلاوة القرآن الكريم إلا بعد إنتهاء التلاوة. وبعد أن حادثه جمال باشا وطلب المباركة، عرض عليه فرش داره وتأثيثه بطريقة لائقة وفاخرة، غير أن الشيخ الحوت رفض ذلك وقال: «عوضاً من أن تفرش داري يا باشا وفروا لقمة عيش للفقراء، وأنقذوا الناس من الموت جوعاً، فهذا عند الله أعظم من كل شييء».

وبما أن الشيخ عبد الرحمن الحوت، كان شديد التعلق ببناء المساجد، فإنه لم يتردد مطلقاً في التضحية والمتابعة الدؤوبة من أجل هذه الغاية. ولما خصّص وجهاء وأغنياء بيروت المحروسة لا سيما السيّد حسن الحلبوني (وهو دمشقي الأصل) مبلغاُ شهرياً لسماحته للتنقل بواسطتها بواسطة عربة خاصة حرصاً على مقامه، غير أن البيارتة استمروا في مشاهدته متنقلاُ مشياً على الأقدام، وعندما سئل: «يا شيخنا لماذا لا تركب العربية لتنقلك وتنفق من المبلغ الذي خصّص لك لهذه الغاية؟ » فرد الشيخ عبد الرحمن الحوت: «لقد آليت على نفسي ألا أضع هذه المبالغ تحت تصرفي لأنفقها في تنقلاتي، فقمت بضمها إلى المبالغ المخصّصة لبناء جامع الحرج، وهذا ما يريح ضميري، ويكسب رضوان ربي».

كانت وفاته في بيروت سنة 1276هـ 1859م وفي بعض الأقوال سنة 1277هـ 1860م ودُفن بجبانة سيدنا عمر الشهيرة بـ الباشورة .

عند وفاته حزن عليه الناس من قريب وبعيد ورثاه العلماء والأدباء المسلمون والنصارى، فقد جاء في المقالات التي نشرها تباعاً في مجلة الجنان المؤرخ النصراني داوود كنعان تحت عنوان (جواهر ياقوت في تاريخ بيروت) قوله :

الشيخ مُحَمّد الحوت كان فريد عصره ووحيد دهره، وكان إماماً في الجامع العمري الكبير في بيروت وعالماً في التفسير والحديث والفقه والعلوم الدينيّة والأدبيّة، وله فيها تآليف شهيرة، وقد رثاه الشاعر الشيخ ناصيف اليازجي بقصيدة طويلة قال فيها:

قف فوق رابية تجاه المسجد

وقل السلام على ضريح مُحَمّد

واتل الفواتح فوق تربته التي 

حفت بأملاك ، تـروح وتغتديِ

هذا صفي الله ، خير عبـاده 

وأبرّ كل موحد متعبـــــد

ما زال يسعى كل يوم باحثاً في يومه عما يحاسب في غـدِ
يا أيها الميْت الذي يبقى له  في أرضنا ذكر ليـوم الموعـد
قدمتَّ في الدنيا كأنك لم تمت والبعض مات ، كأنه لم يولـد

برز من أسرة الحوت في العهد العثماني أيضاً محررالقسم العربي في صحيفة بيروت الرسميّة عام (1888م) السيّد عبد الرحمن حقي بك الحوت باش كاتب مجلس ولاية بيروت، ومن ثم رئيس مجلس إدارة ولاية بيروت. وقد صنّف عام (1904م) أنه من الرتبة الأولى، يحمل النيشان العثماني والميداليّة الحجازيّة. كما عُيّن متصرفاً للواء نابلس في العهد العثماني.

كما برز من الأسرة في العهد العثماني السيّد مصباح الحوت ملتزم طباعة كتاب العلاّمة الشيخ مُحَمّد الحوت «الدرة الوضية في توحيد رب البرية» في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

كما برز في العهد العثماني في القرن العشرين السيّد سليم يُوسُف الحوت (1869-1949م) عميد آل الحوت الأسبق، سبق أن رحل من بيروت المحروسة إلى مدينة يافا وتزوج هناك من سيدة من أصل مصري هي السيّدة زينب إبنة التاجر المعتبر الحاج يُوسُف صابر. وإثر أحداث فلسطين عام (1948م) عاد السيّد سليم الحوت مع أبنائه وأحفاده من يافا إلى بيروت، وما هي إلا فترة حيث توفي في رحاب مدينته المحروسة في (23 آب عام1949م). وكان لوفاته أثر بالغ في بيروت ولبنان ويافا وفلسطين ومصر وسوريا والعالم العربي، ونشرت الصحف خبر وفاته لا سيما صحيفة «الدفاع» في يافا في عددها (في 30 آب 1949م).

دفن المرحوم سليم يُوسُف الحوت في جبانة الباشورة بالقرب من رفات أجداده وآبائه وأبنائه. ترك ذرية صالحة ممثلة بأولاده السادة: إبراهيم، خليل، يُوسُف، أحمد، المربي الكبير محمود الحوت، ومُحَمّد الحوت.

والأمر الملاحظ، أنه من خلال وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة وبعض الوثائق والمستندات الأخرى، فقد تبين بأن بيروت في العهد العثماني عرفت أكثر من أسم يحمل أسم عبد الرحمن الحوت منهم:

1- العلامة الجليل الشيخ عبد الرحمن الحوت (1846-1916م) نقيب السادة الأشراف عام (1843م).

2- السيّد عبد الرحمن الحوت (مواليد بيروت قبل عام 1846م) المتوطن عام (1843م) في باطن بيروت ضمن أوقاف جامع الدباغة.

3- السيّد عبد الرحمن حقي بك الحوت أحد كبار موظفي الدولة العثمانيّة .

كما عرفت بيروت في القرن العشرين

4- السيّد عبد الرحمن عمر الحوت مدير عام الأوقاف الإسلاميّة بالوكالة، رئيس جمعية الإصلاح في منطقة الطريق الجديدة. فاعل وناشط في الشؤون الدينيّة والسياسيّة والإصلاحيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة. كان «رحمه الله» جريئاُ إصلاحياً متفاعلاً مع مطالب بيروت والبيارتة.

وكانت جمعية الإصلاح ــ وما تزال ــ تقدّم مختلف الخدمات الطبيّة والصحيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة والمهنيّة، وتعليم الفتيات المهن والفنون والكومبيوتر التي تساعد على تأمين حاضرهم ومستقبلهم.

قدّم عدة مذكرات ومطالب الإجتماعيّة لرؤساء الجمهوريّة اللبنانيّة ورؤساء الوزراء ومفتي الجمهوريّة اللبنانيّة.

له عدة مؤلفات منها على سبيل المثال: «الجوامع والمساجد الشريفة في بيروت عام 1966م» ، وكتاب «الأوقاف الإسلاميّة في لبنان».

وبرز في العهد العثماني من أسرة الحوت السيّد أحمد الحوت. ومن الملاحظ أن فرعاً من آل الحوت عرفت في منتصف القرن التاسع عشر باسم بولاد الحوت. وفيما بعد لا سيما في الإحصاء السكاني عام (1932م) بدأت بيروت تعرف فرع بولاد منفصلاً عن الأسرة الأم «الحوت». كما يُلاحظ بأن طرابلس وبيروت عرفت أسر إسلاميّة بأسم بولاد الطرابلسي، كما عرفت عكّار أسرة مسيحيّة باسم بولاد، وليست تلك الأسرة على صلة نَسَب مع آل الحوت وبولاد الحوت البيروتيّة. كما عُرف من الأسرة في العهد العثماني أحمد الحوت شيخ النجارين في بيروت المحروسة عام (1847م).

ومن الأهميّة بمكان القول، بأن بيروت المحروسة شهدت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين الكثير من أعلام وعلماء آل الحوت الذين أثروا الحياة الدينيّة والعلميّة والفكريّة والقانونيّة والسياسيّة، ومن الصعب حصر جميع هؤلاء الأعلام والعلماء.

برز من الأسرة حديثاُ السادة: المحامي اللامع الأستاذ سعد الدين جميل الحوت أحد أبرز المحامين في بيروت المحروسة، عضو ناشط في نقابة المحامين والجمعيات والإتحادا