هي اشهر قصة تروى من قديم الزمان الى اليوم قصة رحيل بني هلال من الجزيرة العربية وقيل ان بني هلال كانوا بدو واعدادهم آبيره عندما نزحوا من الحجاز بعد ان تتابع عليهم الفقر والقحط وقد ارسلوا يبحثون عن بلاد خصبه صالحه لهم ولحلالهم واختاروا شخص واحد بعينه لانهم عارفينه جيدا فكان الشجاع ( ابو زيد الهلالي ) ويرافقه اثنان هم يونس ومرعي وعندما وصل الثلاثه الى مكان تونس حاليا وكانو سايرين على ركابهم قبل اغلاق قناة السويس كان موضوعه بالطريق لري الماء استنكرهم اهل البلد وسجنوهم عند زعيم البلاد الزناتي خليفه وكان للزناتي بنت يعتمد عليها في بعض الامور لانها تعرف ( بالكهانه ) تسمى (الصفيراء ) فعرفتهم البنت لانها كانت بالسابق قد قالت ان هنالك قوم سيأتون لارضنا وسينازعوننا عليها واول ركبهم ثلاثة منهم ولكن بنت الزناتي هذه عندما رأتهم وقع الحب في قلبها ( لمرعي ) لجماله الشديد وبدون ان يعلم والدها قابلت ابا زيد الهلالي واخبرته انها تعرفهم واحدا واحدا وبرهنت على ذلك بأن اخبرت ابا زيد بنجد والحجاز واسماء قبيلته واسمائهم وسبب مجيئهم لتونس وقالت له سوف اجعلكم تأتون لبلادنا ولن اخبر والدي بأمرآم بشرط ان تزوجني من مرعي ولد اختك وسوف احجز مرعي ويونس عندي لحين تعود بأهلك وساعتها اطلقه وتزوجنيه والا سوف اخبر ابي الزناتي بكل شي وستطير رقابكم آلكم فعاهدها ابا زيد على آل شي واحضروهم الثلاثه عند الزناتي خليفه وسألهم من انتم ولماذا انتم في بلادنا وقد شك في امرهم الزناتي لانه قد تذآر ان بدوا سيأتون للبلاد غازين آالجراد ومقدمتهم ثلاثه شبان فسأل أبنته الصفيراء هل هم الثلاثه التي تكهنتي بهم من قبل فقالت : ليسوا هم وكانت تكذب وقالت : انظر لهذا العبد انه اسمر اللون كيف يكون زعيم قوم وليس لرأسه شعر بسبب نقل الماء على رأسه لمعازيبه ولكن سبب قلة شعر ابا زيد من كثر لبسه للخوذه والدروع بالحروب فلما اقتنع الزناتي ظاهريا بالامر امامهم اطلق ابا زيد وقال اطلقك ولكن الاثنان الباقين سيبقون لدي فأنا اشك بهم وسوف اعرف خبرهم.

ولكن الزناتي آان داهية ايضا فوضع خطه لكشف ابا زيد بأن أمر مولى له يسمى العلام بأن يكون جاسوسا يرافق ابا زيد لخارج تونس وقال الزناتي للعلام خذ معك بعض الرجال وعندما تصلون لمكان آذا في ارضنا اجعلوه يوقد لكم على النار للعشاء وانتم قوموا وألعبوا على الخيل وتسابقوا واخبرني ماذا يحصل اذا انتبه للخيل فلما وصلوا للمكان الذي حدده لهم الزناتي قال العلام : قم يا عبد اوقد النار واعمل العشاء وآانت الشمس قبل الغروب فقام ابا زيد واوقد النار وجلس عند القدور يعد العشاء وساعتها قام العلام ورجاله واخذوا يتسابقون على الخيل امام ابا زيد ويلعبون وعندما شاهدهم ابا زيد تأثر برؤية الخيل وترك القدور وانفعل وابتهج بما يشاهد وآان العلام يراقبه وآانت بنت الزناتي قد حذرت ابا زيد قبل ابعاده بأن ابوها يشك ولابد ان يعمل له حيله ونزل العلام ورفاقه من خيلهم وجلسوا ثم قام العلام وابتعد عن رجاله ونادى ابا زيد فقال العلام : انت زعيم ولست عبدا وسنعود بك للزناتي لقتلك فأخذ ابا زيد بدهائه يقص عليه قوة قومه وشجاعة فرسانهم فتضايق العلام من هذا العبد وقال اني سوف اطلقك بشرط ان تعاهدني على ان تحضر فرسانا من قومك يشبعونني طرادا على الخيل على ان تقتلني او اقتلك وسأحتال في اطلاقك وآان يقول ذلك بتباهي لقوته و استصغارا لابا زيد ولقومه قال ابا زيد : لك ماتريد وهذا عهدا مني بما تريد ياعلام وفي منتصف الليل قام العلام وآلهم نائمون فتقدم من ابا زيد وقال قم ياعبد فقال ابا زيد مانمت ياعلام لكن لي طلب يونس ومرعي ما اهرب الا هم معي قال العلام : ياعبد ماذا تريد بهم قال ابا زيد : امانه ولا اقدر على ترآها فأعطاه العلام آلمة السر لصاحب بوابة السجن وآانت الصعوبه بدخول البوابه والباقي يسير وقال العلام يا ابا زيد سوف اتأخر بالوصول للزناتي واخبر من معي بهروبك في الصباح فهرب ابا زيد ودخل المدينه لينقذ اصحابه وعند البوابه قال صاحب السجن من بالخارج قال ابا زيد : العلام قال صاحب البوابه : ما نخبر العلام في هذا المقام زاير أي العلام ما يجي بهذا الوقت فقال ابا زيد الهلالي آلمة السر فأرتبك الحارس وفتح البوابه وآان الظلام لايميز به احد فدخل ابا زيد للداخل وآان يعرف مكانهم لانه آان معهم من قبل وحين دخل المكان لم يجد الا يونس وقال له يونس ان مرعى عند الصفيراء ولايمكن فكه ولا وقت لدينا وعلينا بالهرب قبل انكشاف الامر فتضايق ابا زيد لترآه مرعي خلفهم وخرجوا هاربين ليلا الى نجد وفي الصباح وصل العلام متأخرا وقصد صاحب البوابه فقال له : ما علمك يا صاحب البوابه قال : العلم البارحه انت خابره قال اخبرت احد بالامر قال صاحب البوابه انت مولنا ومايخرج السر من اثنين الا وينتشر وفجاءه اخرج العلام الخنجر وضربه بصدره حتى لا ينكشف امره وانتشر بعد ذلك خبر هروب ابا زيد ويونس .

وعند رجوعهم اخبروا القوم بتونس الخضراء والزناتي وقومه وجيشه وتأسف على بقاء مرعي هناك مسجون فقرر ابا الزيد الرحيل بالقوم لذلك المكان الخصب وآان من بين فرسان بني هلال الفارس الشهير ذياب بن غانم وحيث آان ساعة الرحيل صبيا لم تظهر افعاله الا بعد الرحيل وآان سبب رحيل بني هلال القحط وقد قال شاعر من بني هلال السبب :

ثمان سنين ماهوى نجد قطره

ولا مزنة غراء ولا بذار

لك الله صبيان النشاما تغيروا

بناب ضحوك يعجب الخطار

وايضا قول شاعر اخر :

رحلنا ولا ابقينا بنجد حسوفه

سوى عيلم بين اللواء وزرود

والفين ورد الماء والفين صدره

والفين ما بين العدام ورود

تراها بوادي الشري يا جاهل بها

عليها النواز النايفات اشهود

ترد لها تسعين من جلد بكره

وتسعين مع تسعين جلد قعود

لا زاد ورده زاد مياح جمه

عد الى حرك تراه يزود

دفناه عن ناس تولاه بعدنا

شحاح ولا بالطايلات تجود

بذرنا عليه الجود لين امحلت به

سنين القسا ما لجلجن برعود

ورحلنا وعنه النفس ما هيب طايبه

عسانا الى عاد السحاب نعود

عسانا نعود ونبتها يكسي الوطا

ومن عشب ترمسها عليه ورود

غربيها زيزا بها الريم والمها

وشرقيها يذرى عليه نفود

عسى اله العرش يسقي ترابها

وعليها بدهم الممطرات يجود

حيث انها تالد بها شمخ الذرا

ونصيها للصافنات مدود

وبالبيت الثالث والعاشر نعرف ان منازلهم بوادي شري الواقع شمال الاسياح.

فأخذوا اتجاه الشمال اولا ناحية العراق ومروا في طريقهم على الخفاجي عامر وهو شيخ وزعيم مشهور بالكرم وقصره يسمى الاخيضر ومعروف بنواحي العراق وقيل ان قصره مهاب لان فيه ثعبان يسمى( عربيد ) يظهر حينا ويختفى حينا ونزل القوم ناحية قصره واآرمهم واستظافوه بخيامهم وعاشرهم ومكثوا في تلك الارض مده فتعلق قلبه ببني هلال وبكثرة ( جمال بنات بني هلال ) تولع قلبه بحب احداهن وحين ارادوا الرحيل ترك قصره ورحل معهم وقيل ان ام الخفاجي اخذت تتبعه خلفهم وهو يقول لها انه سيعود وآان ليس معه الا فرسه وبعض اصحابه وبعض الطعام والماء ومما يوآد رحيله قول الشاعر منهم :

واصبح ذو مكانه عندهم ومقرب لعليه قوم بني هلال واآتسح بني هلال الاراضي ناحية سوريا والاردن وفلسطين حاليا ثم انحدروا راجعين للجنوب ناحية سيناء ومصر واستمروا بالتقدم حتى اقبلوا على تونس وهم بطريقهم هذا في قتال مع من يمتنع او يطرد حلالهم عن الرعي وقيل ان حلالهم من ابل وخيل وغنم يغطي الافق وآذلك آثرة رجالهم وفرسانهم وعند حدود تونس ترآوا مواشيهم وابلهم بالاراضي الخصبه مع ذياب بن غانم حاميا لها لانه يعد عن مائة فارس وظهرت افعاله وذاع صيته في آل القفار وقالوا اما ان نجعل عندها ذياب بن غانم او مائة فارس فقال ذياب انا ابقى واحرسها ووصلت الاخبار الزناتي بقدومهم وآان الزناتي قد رأى رؤيا تبين خيانة ***ته الصفيراء بتهريب ابا زيد ورفاقه فسألها عما سيجرى من احداث فتكهنت وقالت جميع الجنود لاتخاف منهم الا ان آان شي قد آتبه الله وآانت تقصد ان من بين جنوده عبدا ربما يغدر به لاعداه لكن لم تفصح له بذلك وأآدت بأنه سينتصر وهي تعلم انه سيقتل ولكن اخفت ذلك لرغبتها باشعال الحرب مع بني هلال حتى تثأر من ابا زيد لخيانته ومساعدة مرعي على الهرب وهو في ذلك الحال جاء الخبر بقدوم وفد للزناتي للمفاوضه من بني هلال وحين سلموا عليه قال لهم الزناتي:

ثم دعا الزناتي بنته الصفيراء مره ثانية وقال اخبريني بكل شي وهددها فقالت ان الامر انتهى وانت وعدتهم بالحرب والقوم على ابواب تونس وان آنت تعلم بما دبرته انا بخط الرمل او رؤياك فلا يفيد الان ولكن لاتخف فالنصر لك والقدر مكتوب فقال وهل تعرفين من قاتل ابوآي فقالت مافيهم الا رجل واحد ربما هو قاتلك فقال ذياب بن غانم قالت لكنه ليس معهم وهو بعيد عنك .

وآان ابا زيد قبل هروبه وهو في سجن الزناتي قد تعاهد وصادق عبد من اهل الزناتي بان ينصره اذا عاد أليهم والدليل قول ابا زيد ابيات تؤآد ذلك :

يقول ابو زيد الهلالي سلامه

تجار نجد هالني آبر زومها

يقولون ذا ونقول لا ثم ننثني

لحاجتنا ناطا الغلا من حكومها

عفا الله عني ليلة بت ساهر

بجو السميراء بت اساهر نجومها

بت لكني شارب قرقفيه

امدفقة فيه الافاعي اسمومها

نفسي تمنيني على ذبح خير

على غير حق اوهمه من اوهومها

وهو يذبح الكوما الى قلص القرا

ولا قال يكفي درها عن لحومها

ولولاه ما بتنا نجد عشيه

ولا وقفت زلباتنا في حزومها

وهو حسن الشدة وحسن الرخاء

وهو اميرنا في جميع علومها

ولو العجوز العامرية ما ارثت

لنا حسن آنا جميع نلومها

وبدأت المعارك وطالت الحروب بينهم وقيل ان الخفاجي عامر الذي ترك العراق وقصره قد حارب معهم شهرا آاملا ثم قتل وايضا قتل من بني هلال قوم آثير وعجز ابا زيد من قتل الزناتي وعجز القوم بين آر وفر عن هزيمة الزناتي وجيشه ولهذا اضطر بنو هلال ( الى ذياب بن غانم ) ( لأنه عن مئة فارس ) لان حضوره للحرب اهم من حراسة الحلال فأرسلوا له رجلا اسمه سعد وحين وصل الى ذياب بدأ يسأله عما حدث على بني هلال ويخص بالسؤال اعيانهم ويقول ذياب:

ياسعد خبرني ولا تكن ما جرى

عن الخيل والشبان من جا خيارها

انشدك عن سابق بدير بن وايل

هي من طوال الخيل او من اقصارها

قال سعد :

ياسيدي سابق بدير بن وايل

ضربت بسيف هد عالي فقارها

قال ذياب :

انشدك عن عيال الزغابا الثلاثه

هم نقوتي ياسيدي من صغارها

قال سعد :

ياسيدي آل الثلاثه ذبحوا

ما جيتك الا قد توافت عمارها

قال ذياب :

انشدك عن ولد الخفاجي عامر

عساه سالم من بلاوي اخطارها

قال سعد :

ثلاثين ليلة حامي الترك عامر

لك الله ما درى ليلها من نهارها

ومن ذبحته آل النسا زاد حزنها

يهلن على قبر الخفاجي اعبارها

قال ذياب :

لا حلكم لا بلكم وابل الحيا

ويقطع انجوع ما ثنت دون جارها

فغضب ذياب وضرب سعد بعقب الرمح من شدة الغضب لما سمعه من سعد من تساقط خيار بني هلال وعجزهم القضاء على الزناتي وجيشه وعاد معه الى بني هلال وترآوا الحلال فلما وصل الى العرب وجدهم في غاية الذل من فعال الزناتي خليفه والعلام وآان والده آبير السن وليس له غيره من الاولاد وهو غانم النواق فأوصاه ذياب سرا ان يبتعد عن الزناتي خوفا عليه وامام القوم يشجعه على قتال الزناتي فسمعت ام ذياب مادار بين غانم وابنها ذياب وامه هي اخت ابا زيد فقالت خائفه :

لا تردي ياولدي يا هداني مقصر

عساك عن برد الجنان تغيب

عساك يا ولدي وان تداريت عنهم

شلفاه تخطيهم وفيك تصيب

أما الزناتي فوضع على الممرات الذي يمتد الى قصره آلاليب يعرف مكانها ويبتعد عنها ودائما تخطف هذه الكلاليب الفرسان فيبقى الفارس معلقا فتمر من تحته فيعود الزناتي اليه ويقتله بسهوله وقد قال الزناتي ابياتا ذآر فيها انه اشار على قومه بالنزوح قبل الحرب ثم ذآر اسفه على بنته الصفيراء التي آان على الله ثم على رأيها عندما اشارت عليه اطلاق ابي زيد من السجن :

يقول الزناتي والزناتي خليفه

فنفس الفتي لا بدها من زوالها

حلمت إلي ناشي من الشرق مزنه

يمطر آما شوك البلنزا خيالها

مشت خميس وامطرت يوم جمعه

هلت على قومي مقادم افعالها

مطرها الصبايا والسبايا وبرقها

سيوف تلضي في يماني ارجالها

ياليتني ماصرت شيخ لقابس

وهني نفسي ما عليها ولا لها

وهني نفسي ماآلت مال مسلم

ولا خلطت مال اليتاما ابمالها

نظرت قومي نظرة ما تسرني

وجيه العذارا طلقوها ارجالها

آبار اللحا لا بارك الله باللحى

صغار اللحى شبوا بقومي فعالها

إلا وابلادي زينة الماء مريفه

مدعوجة بالنيل تندا اجبالها

مساس عن الرمضا دآاك عن الحصا

والبق والبرغوت ما جا بجالها

وشيب عيني من عريب تنزلوا

على مجنب البطحا وبنوا حلالها

بنوا حلال من حلال قريبه

بنوا حلال شاق عيني دلالها

ترى خيلنا تسعين الف نعدها

وتذآر لنا خيل الهلالي مثالها

ولو اجتمع خيل الهلالي وخيلنا

فأبا زيد يرآاها ويرآا مثالها

وخان الصفيرا يوم خانت بأبوها

ولا بنت إلا فان ابوها دلالها

تشير بربط القوم واطلاق عبدهم

واثري عبيد القوم حامي ثقالها

أثر عبيد القوم زيزوم سربه

يجر القنا جر السواني احبالها

يشل الدمى شل الدلي يوم تمتلي

لا ماحها الزعاب ثم ارتكالها

سيفه تعايو عنه صناع دمشق

ولى له جمجمه راس شالها

لكن اعوى شامان في طوس روسنا

عوى ذيبة تعوي لذيب عوالها

وانا شاهد للعبد في ربع هدته

ثمانين من قومي قلايع ارجالها

هذا ولو ان العبد قد هد مثلها

على آان التراك تيتم عيالها

أثره امير ولد امير مجرب

لاهد تعطيه السبايا آفالها

ترى ما يجي عني مثل حذفة العصا

واسرع من دور الرحايا باشتغالها

ولولا بخط الرمل شيفت منيتي

بسيف ذياب قد لا بازيد زالها

هو قدم قومه وانا قدم قومي

هو فهد القناصا وانا غزالها

حذرا عن اللي آفيت القدر وجهه

لاجا جنوب الخيل صيروا شمالها

اللي قلع حدري ثمانين سابقا

آبيشات ما في نجد تلقي امثالها

واللي قلعت حدره من الخيل تسعة

والعاشرة بالسيف انا زلت حالها

إليا عقر له سابق جاه مثلها

وإليا عقر لي سابق جا مثالها

ان امهلت دنياي وادرآت هقوتي

لا ازيل الصفيراء عن حياة تنالها

مهبول يا مهبول من يأمن النسا

ومن يأمن الحرمه إليا اقفت بفالها

إليا بغت درب الردا ما يكودها

تاطاه لو انه حماقا ارجالها

ودخل الفارس ذياب بن غانم المعرآه وصار يزعج الخيل بصوته وفعله وآان يهجم على الفرسان من تحت القصر ويرعبهم وهم يتهربون منه فشاهده المسجون مرعي من الشباك وعنده الصفيراء بنت الزناتي آلهم مسجونين فطلب منها ان تعرف من هذا الفارس فقالت الصفيراء :

وقف نبي ننشدك يا شايع النبا

عن الخيل جتنا اليوم موم شليلها

قال ذياب:

ما حامي سباق غير فارس الدهما ذياب بن غانم الخيل ملحق هزيل

ولم يصدق مرعي الخبر لانه ترك ذياب صغيرا ولم تظهر فروسيته وفعله في نجد وقال للصفيراء لايمكن هو صغير وقال إسأليه مره ثانية وآانت الصفيراء تريد التأآد ايضا منه وحين رجع ذياب يطرد قومها عاودت الصفيراء سؤاله مره ثانية وقالت :

وقف نبي ننشدك يا شايع النبا

هن الخيل جتنا بالعيال شرود

فقال ذياب:

ما غير فارس الدهما ذياب بن غانم

وترى الشوف خرز والكلام يكود

وفي الحال رجع الزناتي مع جنوده من الكمين يظن ان الكلاليب اختطفت ذياب بن غانم فتلقاه الفارس المغوار ذياب بضربه فصلت رأسه بعد ان لزم قصره أياما وآان الزناتي قد قال قصيدة السابقة الشهيرة وذآر فيها رؤياه بأن المزن تمشي من الشرق وتمطر شوك نيص يسمونه البلنزا على قومه ولم يعرفوا تأويلها الا بعد وصول بني هلال وحربهم بأسنة الرماح والسيوف وبعد ان قتل ذياب الزناتي قال ابياته الشهيرة بما دار بالمعرآة وانه آاد ان يقتل من فارس من قوم الزناتي يسمى وهق وعندما سقط وقام وجد الفارس سرور بن قايد قد آفاه شرهم :

يقول الفتى الزغبي ذياب بن غانم

لي راي اقسى من حديد المبارد

ولي حربة سميتها سم ساعه

اعرضه بالكون ما آان آايد

حنا ابلينا بالخلا الفين فارس

وحنا ثلاثين ولا زاد زايد

واهل عشر منا تأدب الخيل بالقنا

آزالي شروي هشيم الوقايد

ابا زيد بايمنهم وانا من يسارهم

آما النار لا شبت ابعض الحصايد

واهل عشر منا اهملوا روس خيلهم

واهل عشر منا موآدين الشهايد

ينخون خيال بهم ماعرفته

يقولون له يا وهق يا بالعوايد

ضربني برمح تسعة ابواع طوله

وقنطاره اللي من ورى الباع زايد

ضربني وهق وانا مشيح لغيره

إليا الدرع غاد فوق متني بجايد

سديته بدسمالي وثوبي ومشلحي

ايضا ولا سده جميع السدايد

لكن طاحت الدهما وانا طحت فوقها

يا طيحة ماهي لنا بالعوايد

ولكن قامت الدهما تومي بعدته

وانا آما شن على الجو بايد

وانا رفعت راسي من بعد سدره

اليا الخيل يأدبها سرور بن قايد

على سرج قبا عندل بنت عندل

مرفعة الذرعان من خيل قايد

قل عشت يا قرم ثنا دون ربعه

بيوم به المسناد والرد آايد

وحنا عصافير وابا زيد سدره

نلوذ به عن مرهفات الحدايد

وحين رأى العلام مقتل زعيمه الزناتي قام وتزعم المعرآه ولم يقدر الفارس ابو زيد على قتله لانه قد تعاهد معه وله فضل على ابا زيد وعندما ضاق بهم البر وعجزوا ذهب ابو زيد الى عجوز طاعنه بالسن فأخذ رأيها ابا زيد في قتله رغم العهد معه قالت اعقر فرسه ويقتله غيرك لان العهد بينك وبينه وليس بينك وبين الفرس وفعلا تقدم ابا زيد الذي هو الوحيد الند للعلام ورمى الفرس وعقرها فسقط العلام من فوقها وحين سقط قال العلام:

ابا زيد بقت العهد بيني وبينك

تخون عهد الله يالغدار

قال ابا زيد:

لك الله يا العلام مانيب بايق

ولا بيننا والسابقات جوار

قال العلام:

ابا زيد جرن سبق الخيل جنني

عليها حماقا يدعون بثار

منتديات الشلالحة

قال ابا زيد:

لك الله يا العلام مانيب شيخهم

علينا آبار ومقتفين اصغار

قال العلام:

خذ السيف والدبوس مني هدية

من قبل ما اذبح يوخذن اجهار

قال ابا زيد:

اهب يا العلام ما قو باسك

لو هي بغيرك آان عقله طار

قال العلام:

والله يلوبه مدفع ما لحقتني

لورف مهرك بالجناح وطار

ولو دامت العباد تقرا مصاحف

فيوم دنا ما زودوه نهار