من الأُسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بنسبها للقبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. وهي من القبائل والأُسر الرفاعية الحسينية المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، وأفرادها السادة الأشراف ما تزال منتشرة إلى اليوم في مدن عربية عديدة، منها حمص وصيدا وبيروت ودمشق وحماة والرقة.

ومن الملاحظ ان الكثير من الأمراء المسلمين العرب والمماليك حملوا اسم «جمال الدين» فضلاً عن وجود برج في بيروت المحروسة باسم برج جمال الدين.

هذا، وقد اشتهرت الأسرة عبر تاريخها الطويل بكثرة العلماء والفقهاء والمجاهدين والقضاة والمفتين، برز منها على سبيل المثال السادة: السيد عطا الله الحسيني جمال الدين، المتوفى عام (1520م)، له كتاب «الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب »؛ كما برز القاضي السيد عبدالله جمال الدين أفندي (1844-1900م) تولى القضاء في بيروت، كما عُيِّن في منصب شيخ الإسلام في أرض الروم (الروملي الشرقية)،

كما تولى مناصب مهمة في مصر حيث توفي فيها، له مؤلفات عديدة، منها «الأصحاب» وهو ردّ على دعوة تحرير المرأة، وله «السياسة الشرعية».

وبرز في بيروت العلاّمة البيروتي الشيخ رجب بن محمد جمال الدين البيروتي (1265-1328هـ)، وُلد في بيروت وتوفي فيها، نشأ في عائلة بيروتية عريقة المجد، عُرف بالعلم والتقوى وعمل الخير، تلقى العلوم الشرعية واللغة والأدب في دمشق مع زملاء له أمثال الشيخ محمد يحيى طيارة، على علماء دمشقيين في مقدمتهم العلاّمة الحمزاوي.

وفي بيروت المحروسة أسس مدرسة تهتم بالعلوم الدينية وما يتفرع عنها من علوم، ولقد لقب بـ«شيخ بيروت»، نظراً لتقواه وصلاحه. ومن إسهاماته الأخرى في بيروت إشرافه على بناء مسجد رأس النبع، وإسهامه في تأسيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت عام (1295هـ/1878م)، كما كان مديراً لبعض مدارسها لفترة من الزمن، وكان إماماً لمساجد الباشورة والمزرعة، وكان مدرّساً لطلاب المدرسة السلطانية. عقد في بيروت عدة اجتماعات مع العلاّمة الشيخ محمد عبده بعد نفيه من مصر إلى بيروت عام (1882م). له العديد من المؤلفات والمخطوطات منها على سبيل المثال: كتاب «الأجوبة الجلية في العقائد الدينية» الذي طُبع برخصة من مجلس معارف ولاية بيروت الجليلة في عام (1306هـ)، وقد طبع عدة طبعات منها طبعة المطبعة الأدبية في بيروت عام (1308هـ).

توفي في بيروت في يوم الجمعة في (15 محرم، عام 1328)، وقد صلّي عليه في مسجد البسطة التحتا ووُري الثرى في جبانة الباشوراء وسط حزن بيروت والبيارتة على عالمها الجليل.

من جهة ثانية، فقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلى علماء وقضاة وأفراد من آل جمال الدين، كما أشار السجل (1259هـ/1843م) إلى المرحوم السيد إبراهيم جمال الدين وابنته السيدة آمنة، وإلى السيد علي ابن السيد أحمد جمال الدين من أصحاب الأملاك في منطقة رأس النبع؛ كما ورد في السجل نفسه اسم بستان عُرف باسم بستان بني جمال الدين في منطقة رأس النبع.

وبرز من الأسرة السيد خضر آغا جمال الدين أحد مدرسي «المدرسة السلطانية» في بيروت في العهد العثماني، والسادة: سعد الدين جمال الدين، وأحمد منير جمال الدين صاحب مطبعة دار الكتب. وبشير سليم علي سلام (1868-1938م) في مذكراته (ص 167) إلى شيخ الإسلام جمال الدين أفندي في معرض لقائه في بيروت عام (1913م) كامل باشا الصدر الأعظم.

وعُرف من السرة حديثاً السادة: أحمد سعد الدين، الطبيب الدكتور أحمد عوض، أحمد مختار، باسل أحمد، جهاد، حسام إبراهيم، حسن علي، خضر، سامي، سليم أحمد، سميح، سمير سعد الدين، سمير عبد الرحمن، سمير عمر، سهيل حسن، صالح خليل، صلاح محمد، عادل محمود، عبد الحفيظ، عبدالله محمد، عبد المنعم، عصام، علي، عماد، غسان، فادي عادل، فادي محمد شفيق، فهيم، فيصل، كامل أمين، محمد جميل، محمد حسن، محمد خير، محمد شفيق، محمد فؤاد، محمود فؤاد، محمود محمد جميل، محيي الدين سامي، منير، منير عفيف، الطبيبة الدكتور نازك فضل جمال الدين، نجيب، هاشم، وسيم، يحيى محمد جمال الدين، وسواهم.

أما جمال الدين، فهو لقب مؤلف من كلمتين «جمال» و «الدين» إشارة غلى رونق وتألق الدين الإسلامي.