من الأُسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والجزائرية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام، ومن ثم في فتوحات المغرب العربي ومن بينها الجزائر، وهي أساساً من الأسر المنسوبة آل البيت النبوي الشريف؛ إذ إنها تعود بنسبها إلى مولانا إدريس الثاني ابن الإمام إدريس الأكبر ابن السيد عبدالله المحض ابن الحسن المثنى ابن سيدنا الحسن بن الإمام علي (رضي الله عنه)، لهذا يقال للأسرة «الجزائري الحسني». ويذكر ابن الثير من أن رأى شيخاً في مكة المكرمة يقال له: أبو علي الجزائري، كما اشتهر بهذا اللقب المحدث أبو بكر محمد بن الفرج الجزائري المصري، المتوفى عام (368هـ).

وبالرغم من ان العناصر المغاربية، ومن بينها العناصر الجزائرية قد استوطنت مجدداً في بلاد الشام- أرض أجدادها الأوائل- منذ العصور الوسطى للدفاع عن ثغور المسلمين؛ لا سيما في فترة الحروب الصليبية، غير أن فروع أسر: الجزائري، الجزائرلي، بوعزة الجزائري، وقد توطنت في دمشق في القرن التاسع عشر، لا سيما مع مرحلة نفي فرنسا للقائد الأمير عبد القادر الجزائري (1808-1883م) من الجزائر إلى دمشق، وهو من أسرة الجزائري المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، والده الأمير محيي الدين الجزائري الحسني، ناضل من أجل حرية واستقلال الجزائر، وحارب الفرنسيين بين أعوام (1832-1847م) فقامت فرنسا بنفيه إلى دمشق، أقام في بيروت المحروسة فترة من الزمن في دارة الحاج حسين بيهم، كما أقام في زاوية أبو النصر وفي دارة آل الداعوق قبل انتقاله إلى دمشق. دافع عن المسيحيين في دمشق وسائر بلاد الشام ادان فتنة عام (1860م)، حاولت فرنسا أن تعلنه سلطاناً أو اميراً على بلاد الشام برعاية فرنسا، غير أن مشروعها فشل.

برز من أنجاله الأمير هاشم والأمير سعيد الجزائري الذي رافق ودعم الأمير فيصل ابن الشريف حسين في فترة الحكومات العربية في دمشق بين أعوام (1918-1920م)، كما برز الشيخ ظاهر الجزائري (1852-1920م) من مواليد دمشق، بحث عن المخطوطات العربية، وأسهم في تطوير المكتبة الظاهرية في دمشق، ثم أصبح مديراً لها، وهو عضو المجمع العلمي في دمشق، له مؤلفات عديدة، ما سبق أن شهدت الدولة العثمانية أحد أمراء البحر العثمانيين الأمير غازي حسن باشا جزائري (ت 1790م)، الذي كان له الفضل في إعادة تنظيم الأسطول العثماني.

ومما يلاحظ بأن إحدى وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، ومن بينها السجل (1259-1260هــ، ص 128) قد أشارت إلى قطعة أرض يسهل مقام سيدنا الخصر (عليه السلام) باسم الحاج عبد اللطيف الجزايرلي المطري.

كما شهدت بيروت المحروسة منذ العهد العثماني والانتداب الفرنسي توطن أسرة الجزائري الدمشقية وفروع أخرى من الأسرة لا يجمعها سوى الأصل الجزائري، واللقب الجزائري.

برز من أسرة الجزائري الوجيه البيروتي رجل الأعمال السيد عبد السلام بوعزة الجزائري، والسادة: توفيق أحمد عبد السلام بوعزة الجزائري، وغازي بوعزة، وغازي عبد الرحمن، ومهدي ونبيه والسيدة عايدة بوعزة الجزائري. كما شهدت بيروت فرع أسرة القاضي الجزائري، وهي جزائرية الأصل، دمشقية الإقامة منذ العهد العثماني، بيروتية المولد، وهي من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، برز منها في بيروت الأستاذ الجامعي المهندس الدكتور محمد سعيد مصباح القاضي الجزائري، عضو مجلس أمناء وقف البر والإحسان، عضو المجلس الأعلى لجامعة بيروت العربية، عضو المجلس الإداري لأوقاف بيروت، مهندس لعدد كبير من المشاريع الإنسانية والعمرانية في لبنان وسوريا ومصر وسواها. كما عرف شقيقه رجل الأعمال السيد نبيه جزائري.

وممن عرف من فرع الجزائري في بيروت السادة: عاطف محمد خير جزائرلي، عبد القادر.