آل الجُندي

من الأُسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، وهي من الأُسر الشريفة المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، وقد انتشرت هذه القبيلة وفروعها الأسرية في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر وسواها. يعود نسبها إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، وجدّ الأسرة هو السيد الشيخ محمد الجندي (رضي الله عنه)، المدفون قرب إدلب في سوريا، وبه عرفت أسرة الجندي، وهو ابن عم عبد الكريم الزيني بن أحمد شهاب الدين دفين بكفالون من أعمال إدلب، وهو أول من قدم من بلاد الحجاز لبلاد الشام، لهذا عُرف أولاً باسم «المكي»، وهو ابن الأمير عبدالله ابن الأمير يوسف ابن الأمير عبد العزيز ابن الخليفة أبي جعفر المنصور... ويستمر النسب لأسرة الجندي إلى أن يصل إلى الخليفة هارون الرشيد ابن المهدي محمد ابن الخليفة عبدالله المنصور أبي جعفر بن محمد الكامل بن علي السجّاد بن عبدالله بن العباس (رضي الله عنهم) أجمعين.

ومما لاحظ بأنت فروع آل الجندي هي كثيرة ومتعددة، فجدّ الأسرة في معرّة النعمان هو السيد حسن ابن الشيخ محمد الجندي الكبير، وجدّها في حمص السيد أحمد ابن الشيخ محمد الجندي الكبير، وجدّها في حماه السيد محمد بن عبد الفتاح بن حسن ابن الشيخ محمد الجندي الكبير، وجدّها في حلب السيد محمد بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد الجندي الكبير، وجدّها في دمشق السيد إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد الجندي الكبير، وجدّها في طرابلس الشام السيد مصطفى بن عبد الغني المعروف بالشيخ غنوم بن مصطفى بن عبد الرحمن بن إسحاق الجندي.

ومما يلاحظ ايضاً أن أسرة الجندي بفروعها العديدة قد توزعت عبر التاريخ إلى أسر جديدة أخرى، مثل أسرة غنوم وأسرة فتوح وديه ومنجا وسواها.

ويشير ابن الأثير في كتابه إلى:

1- اسرة الجّندي- بفتح الجيم- نسبة إلى بلدة «الجذنْد» على حدود بلاد الترك.

2- اسرة الجَندي- بفتح الجيم- نسبة إلى جدِّهم «جَنْدة».

3- اسرة الجضنَدي- بفتح الجيم والنون- نسبة إلى بلدة «تالجضنَدْ»، وهي بلدة مشهورة في اليمن.

4- اسرة الجَنَدي- بفتح الجيم والنون- نسبة إلى قبيلة «جَنَد بن شهران» بطن من المعافر بن يعفر مالك بن الحارث... الجندي، ابن شقيق يحيى بن الحكم.

5- اسرة الجُنَدي- بضم الجيم وسكون النون- نسبة إلى الجثنَد، أي: العسكر، وقد عُرف من هذه القبيلة والأسرة المحدث عبدالله بن أحمد الفرغاني الجندي وجماعة كبيرة، والمحدث خلاّد بن عبدالرحمن بن جندة الجندي، وابن أخيه المحدث القاسم بن الفياض بن عبد الرحمن الجُندي، ويقال له أيضاً: المحدث القاسم الجندي.

كما برز في العهد العثماني الديب والشاعر السوري أمين الجندي (1756-1850م)، من مواليد حمص، تعلّم في دمشق، مدح الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، له ديوان في الشعر، وكتاب «مظلومات »، كما عُرف في دمشق في مصر الدكتور عبد الحليم الجدي صاحب مؤلفات عديدة، منها كتاب «الإمام أبو حنيفة».

وبرز في بيروت السيد حسين الجندي مصر جمعية بيروت الإصلاحية عام (1913م)، وقد ورد اسم السيد حسن الجندي في (السجل 1259هـ/1843م، ص 15) كأحد الشهود على إحدى قضايا المحكمة الشرعية في بيروت، وأشارت وثائق المحكمة الشرعية في بيروت (السجل 1259هـ، ص 31) في إطار تدوين اوقاف زاوية سيدنا البدوي في بيروت المحروسة، إلى السيدين محمد الجندي والسيد حسن الجندي، وإلى بيت الجندي في باطن بيروت.

ومما يلاحظ بأن السجل (1259هـ/ 1843م، ص 23، 126) أشار إلى السيد حسن ابن السيد محمد الجندي دية، وإلى السيد الحاج محمد منجا دية، كما يشير السجل نفسه (ص 145) إلى السيد إسماعيل دية في سوق المطارين، و (ص 23) إلى السيد حسن ابن السيد حمزة دية.

ومن صنعاء ببيروت المحروسة لبارزين في العهد العثماني العلامة الشيخ سعيد ابن الشيخ حسن الجندي (1229-1316) من مواليد بيروتـ تعلّم في ... ومدارس بيروت، ثم التحق بالأزهر الشريف ونال منه شهادة في علوم الدين والشريعة.

وفي بيروت كانت له إسهامات فعلية ودينية، فأصدر المجلة القضائية التي كانت تتضمن أحكام الشريعة المظهرية، عُيّن رئيساً المكتبة في محكمة الحقوق في بيروت في عهد العلامة الشيخ يوسف الشهابي، كما عُيّن في منصب المدعى العمومي في دوائر الحكومة العثمانية في بيروت في القرن التاسع عشر، كما أسهم في تأسيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت عام (1878م)، ومعه ابن عمه السيد محمد دية، ثم نقل الشيخ سعيد الجندي رئيساً لمحكمة الجزاء في حلب، نال عدة أوسمة، منها: الوسام العثماني الثاني، الوسام المجيدي الأول، وسواهما من أوسمة عثمانية وأجنبية، من آثاره الأدبية: المجلة القضائية، وبعض المخطوطات الشرعية والدينية الموجودة في بيروت وحلب، توفي في حلب عام (1316هـ)، ودُفن في مزار المولوية بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني، وما يزال ضريحه قائماً حتى الأن. كما برز حديثاً في بيروت العلامة القاضي المرحوم الشيخ مختار الجندي أحد قضاة الشرع الشريف في بيروت، وكان من بين العلماء البيارتة تميّزوا بالعلم والصلاح والسمة الطيبة.

عُرف من الأسرة حديثاً السادة: قنصل ماليزيا الفخري في لبنان السيد عمر الجندي، الشيخ عبد الرحمن الجندي أحد مؤسسي جمعية البرّ والإحسان في منطقة الطريق الجديدة عام (1936م)، والسيد صلاح الجندي، والسادة: أحمد، أحمد حسن، أحمد راغب، أحمد علي، أحمد محمد، أحمد محيي الدين، أمين محمد، أنيس، باسم علي، ثروت محيي الدين، حسين أمين،خالد عادل، خليل منختار، رامز حسين، زكي عبد الرحمن، زهير، زياد مختار، سامح، سليم عبد القادر، سهيل أحمد، طلال رامز، عاصم محمد، عبد القادر سليم، عبدالله محمد، علي أحمد، عماد أحمد، عماد رامز، عمر محيي الدين، مازن زهير، ماهر زهير، مالك زهير، محمد سهيل، محمد عبد الرحمن، محمد علي، مختار، مصطفى بشير، مصطفى ندين، معن حسن، نافذ مصطفى، نهاد مصطفى، يوسف مختار الجندي وسواهم.

والجُندي لغة واصطلاحاً لقب الرجل العسكري، وكان لقباً لأحد أجداد الأسرة المرابطة في العهود الإسلامية المتعددة، ومن بينها العهد العثماني في أحد قلاع بيروت. كما أن أحد أجداد الأسرة أعطي شرف الإشراف على دفع «الديات» في حال حدوث حوادث قتل، فأعطي لقب «الجندي دية». ولهذا، فقد أعطي الجدّ نفسه لقب «منجا» أي: الذي يسهم في نجاة الأشخاص نتيجة الإشراف على دفع الديات.

أنظر آل ديّة