آل الكستي

تميّزوا بالجهاد والجرأة والعلم والفقه

منهم العلّامة الشيخ قاسم وابنه قاضي القضاة محمّد

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى القبائل العربية الشريفة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. وقد ذكر المرادي في «سلك الدرر» بأن أسرة الكستي أسرة حلبية عندما أشار إلى «الشيخ أحمد الكستي الحلبي...».

تميّزت هذه الأسرة عبر تاريخها الطويل سواء عندما استقرت في حلب أو في بيروت، بالجهاد والجرأة والعلم والفقه. وقد برز منها العديد من العلماء والفقهاء في مختلف العهود لا سيما في العهد العثماني وفي عهود الانتداب الفرنسي وعهود الاستقلال.

برز من أسرة الكستي العلامة الشيخ قاسم الكستي (أبي الحسن) (1840-1909) ولد في بيروت المحروسة وتوفي فيها. ونظراً لعلمه وتفقهه في الدين، فقد تتلمذ عليه العديد من علماء بيروت، سواء من خلال حلقاته الدراسية التي كان يعقدها في منزله في زقاق البلاط، أو من خلال حلقات العلم في مساجد وزوايا بيروت المحروسة.

ترك العديد من المخطوطات والمؤلفات الفقهية والعلمية والشعرية منها «أرجوزة في مدح القرآن الكريم» وأرجوزة مكارم الأخلاق في النساء الصالحات، وله ديوان في الشعر: «المرآة الغريبة» و»ترجمان الأفكار».

ومن علماء آل الكستي البارزين العلامة الشيخ القاضي محمد الكستي (1868-1932) ولد في بيروت وتوفي فيها، وهو ابن العلامة الشيخ قاسم الكستي. عاش في بيئة علم وفقه، فقد درس على والده، وعلى الشيخين الأسير والأحدب.

تميّز الشيخ محمد قاسم الكستي بالفقه والعلوم الشرعية، وكانت له حلقات علمية ودراسية – كوالده – في دارته في منطقة زقاق البلاط، ومن أهم المستمعين إلى حلقاته الشيخ محمد توفيق خالد مفتي الجمهورية اللبنانية فيما بعد، والشيخ محمد علايا مفتي الجمهورية اللبنانية فيما بعد.

عرف الشيخ محمد قاسم الكستي بعمق دراساته وشروحاته وتفسيراته المختلفة للقرآن الكريم، حتى بات مرجعاً دينياً كبيراً يعتد برأيه ويؤخذ بأحكامه. وكان معروفاً بحكمته الإدارية، وجرأته ونزاهته في إصدار الأحكام القضائية. (أنظر: المعجم النيابي اللبناني، ص 438-439).

تولى الشيخ محمد قاسم الكستي منصب القضاء، ثم تدرج ليصبح قاضي القضاة والرئيس الأعلى لمجلس الأوقاف الإسلامية في عهد الانتداب الفرنسي، وقد اقترح اسمه ليكون مفتياً للجمهورية اللبنانية، غير أنه اعتذر عن عدم قبول المنصب لأسباب رآها وجيهة آنذاك، بينما عمل وسعى لوصول الشيخ محمد توفيق خالد لمنصب مفتي الجمهورية.

وفي عام 1919 اجتمع في بيروت مع الأمير فيصل بن الشريف حسين بعد عودة الأخير من باريس، وذلك بحضور زعامات بيروتية عديدة منها: الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، الشيخ أحمد عباس الأزهري، عمر بك الداعوق، الشيخ مصطفى الغلاييني، سليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، ورضا الصلح وسواهم.

ونظراً للدور البارز الذي بدأ يقوم به العلامة الشيخ محمد الكستي فقد تولى مناصب دينية وسياسية عديدة منها على سبيل المثال:

عضواً في مجلس الشيوخ اللبناني عام 1926. كما أصبح نائباً في مجلس النواب اللبناني (بعد إلغاء مجلس الشيوخ عام 1927)، وعضواً في مجلس النواب اللبناني بين أعوام 1927-1929، وقاضي القضاة في الجمهورية اللبنانية (1924-1932)، ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامية (1922-1932)، و«شيخ الإسلام» من عريش مصر إلى حدود حلب بموجب فرمان من خديوي مصر المحروسة الخديوي إسماعيل باشا، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في دمشق، وقد انتخب في عام 1922 لهذا المنصب بوجود حقي بك العظم (1864-1955) حاكم دولة دمشق ورئيس وزراء سوريا فيما بعد.

ونظراً لمكانته الدينية، فقد تم تنصيب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد توفيق خالد في منزله في زقاق البلاط في شباط عام 1932.

ترك العلامة الشيخ محمد قاسم الكستي العديد من المؤلفات والمخطوطات العلمية التي كانت تدرس في المؤسسات التربوية الإسلامية وفي كليات الشريعة، بما فيه الأزهر الشريف. ومما يؤسف له، أن بعض المخطوطات غير المنشورة قد ضاعت.

ومن مآثره الكبرى سعيه لبناء جامع الكبير للمسلمين في باريس، وذلك قبل وفاته وما تزال اللوحة التذكارية المثبتة على مدخله شاهدة على هذه الرعاية.

توفي العلامة الشيخ محمد قاسم الكستي في 23 تشرين الثاني عام 1932 في بيروت المحروسة، وشيع بمأتم رسمي وشعبي بعد الصلاة عليه في الجامع العمري الكبير، ودفن في جبانة الباشوراء بين قبري والده الشيخ قاسم أبو الحسن الكستي ووالدته السيدة حفيظة أحمد الحسامي.

توفي الشيخ محمد قاسم الكستي فقيراً بالرغم من نفوذه القوى لدى الانتداب الفرنسي، وحين فتح سليم الطيارة خزنته ومعه خير الدين النحاس وزين العابدين النحاس ومع نجليه محمود وأحمد، وجدوا في الخزنة ثمانين ليرة فقط، لهذا، فقد تولت دائرة الأوقاف تكاليف دفنه على نفقتها.

ونظراً لعطاءاته العديدة، فقد نال تكريماً وأوسمة عديدة نذكر منها:

الوسام المجيدي العثماني الأول، وسام جوقة الشرف الفرنسي. وقد قامت بلدية بيروت بتكريمه، فأطلقت اسمه على الشارع المحاذي لدارته في منطقة زقاق البلاط بعنوان شارع قاضي القضاة الشيخ محمد قاسم الكستي.

رزق الشيخ محمد قاسم الكستي من زواجه الأول من السيدة حفيظة أحمد الحسامي بولدين: أحمد وفؤاد الكستي وبنت واحدة، غير أن فؤاد ما لبث أن توفي. كما رزق من زواجه الثاني من السيدة يسر الطيلوني بولد واحد هو محمود الكستي وعشر بنات، وقد رزق ابنه أحمد الكستي بالسادة: المهندس عبد القادر الكستي الذي تولى مناصب مهمة في بلدية بيروت وبلدية الدمام والكويت، وفي الجامعة الأميركية في بيروت، والسيد خالد الكستي، المختار محمد الكستي، وهو أحد الناشطين في الحقول الاجتماعية والخيرية والإنسانية، وعضو مؤسس لاتحاد  جمعيات العائلات البيروتية، ومن أولاد السيد أحمد الكستي المرحوم نجيب الكستي، وكريمتين: السيدة هيفاء الكستي، والسيدة ثناء الكستي. أما الابن الثاني للشيخ محمد قاسم الكستي فهو السيد محمود الكستي الذي رزق بالسيد إبراهيم الكستي.

أما فيما يختص بالمهندس عبد القادر أحمد الكستي مواليد بيروت المحروسة عام 1931 حفيد العلامة الشيخ محمد قاسم الكستي، فقد تولى وظائف فنية هندسية عالية في لبنان والخارج.

وأسهم إسهاماً بارزاً لأكثر من أربعين سنة في نهضة وتطور بيروت المحروسة في مختلف مناطقها، وفي مختلف ميادين البنى التحتية والجسور والأنفاق، كما أسهم في تطوير الكثير من المدن العربية.

وعرف من آل الكستي في التاريخ الحديث والمعاصر السيدة ندى الكستي مدير عام الأحوال الشخصية، والدكتور فؤاد عبد القادر الكستي رئيس جمعية آل الكستي، وأعضاء الجمعية السادة: وليد خالد الكستي نائب الرئيس، محمد أحمد الكستي، هاني توفيق الكستي، قاسم أحمد الكستي، إبراهيم محمود الكستي، بلال علي الكستي، عامر عبد الفتاح الكستي، والسيدة رانية محمد الكستي.

هذا، وقد أسهم الحاج إبراهيم الكستي – رحمه الله – بتأسيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، وكان أحد المسؤولين في صحيفة اللواء الغراء، كما تميّز بروح ديناميكية وبأفكار بازة وبأخلاق حميدة.

كما عرف من الأسرة السادة: بديع، جهاد، خالد، رامز، رشيد، زهير محيي الدين، وأنجاله: زياد وعبد الله ومحيي الدين، كما عرف السادة: سامي، عبد القادر، عمر محيي الدين، محمد، محمود، مصطفى محيي الدين، نجيب، هاني توفيق الكستي وسواهم ممن تولى مناصب خاصة وعامة، غير أن أفراد العائلة بشكل عام هم ممن عملوا – وما يزالون – في الشؤون العامة وخدمة البيارتة. كما لاحظت بأن فرداً من آل الكستي من الطائفة المسيحية عرف باسم الياس جميل الكستي.

وعرف من آل الكستي عدد كبير من المهندسين والأطباء والموظفين منهم على سبيل المثال: السيد زهير مصباح الكستي أحد الموظفين في المحكمة الشرعية في بيروت ونجلاه المهندس محمد سعيد الكستي والمحاسب مازن، وعرف من الأسرة السادة: عبد القادر مصباح الكستي ونجله مصباح، والمهندس عبد القادر أحمد الكستي (مواليد 1931) والمهندس نجيب عبد القادر الكستي (مواليد 1960) والمهندس عبد القادر الكستي (مواليد 1962) والمهندس عباس عبد القادر الكستي، والمهندس الدكتور محمد بن علي حسن الكستي، والمهندس بلال علي حسن الكستي (مواليد 1964) والمهندس الدكتور محمد سعيد الكستي (مواليد 1980) والطبيب الدكتور ماهر مصطفى الكستي (مواليد 1967) والمهندس منير خالد الكستي.