آل دندن

من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية لا سيما قبيلة بني مخزوم التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق، تنسب إلى عدة بطون وفرق منها، على ما جاء به «معجم قبائل العرب جـ1 ، ص 388».

1- ألدندن: بطن من الفليح، من الكروشيبن من الحيوات، من زوبع، من شمّر الطائية.

2- ألدندن: فرقة من البشاكم إحدى عشائر محافظة حماة.

3- ألدندن: إحدى فرق ونسل الأمير خالد إبن الوليد.

وتشير بعض مصادر الأنساب إلى عشيرة اخرى تعرف باسم عشيرة ألدندن أو ألدندني، برز منها ألمحدث أبو صالح الهذيل بن حبيب ألدندني البغدادي المتوفى بعد عام 190هـ . كما عرف المحدث أبو بكر محمد بن سعيد بن بسام الطرسوسي ألدندني.

ويشير صاحب «عشائر الشام» إلى العديد من قيادات ووجهاء وزعامات ورجالات آل دندن في بلاد الشام ممن ينتسبون إلى سلالة الأمير خالد إبن الوليد، وهذا الفرع بطن من بني مخزوم من قريش من العدنانية، وكان هذا الفرع من أغنى عشائر الشام.

وبما أن هذه العشائر عدة فرق وبطون عربية شهيرة، لذا، فإن رئاسة جميع هذه الفرق إنما كانت للشيخ محمد بن عبد الكريم باشا الرزاق ألدندن الذي يعود بنسبه للجد الأعلى عبد القادر «عبد الجادر» أعقاب الناصر.

أما شجرة نسب أسرة دندن الحالية، فإن رأس بيت دندن هو السيد محمد ألدندن العبد الجادر الناصر. وقد أعقب هذا الحاج درويش وعبد القادر وعلي وزراق. فمن الحاج درويش جاء صالح، ومن هذا درويش. ومن عبد القادر جاء جمعة وعبد الرحمن ومحمود وأحمد. ومن علي جاء حويش، ومن هذا محمد، ومن زراق جاء عبد الكريم باشا، ومن هذا الشيخ محمد وأولاده السادة: عبد العزيز وعبد الرزاق وفجر.

وهكذا، يلاحظ جذور الإمارة الخالدية التي تنتسب إليها أسرة دندن العربية الشامية البيروتية. ونظراً للتطورات والتحالفات السياسة والقبلية بين أمراء بلاد الشام في العهد العثماني، فقد برز الأمير دندن وشقيقه الأمير فياض، وكانا من حلفاء الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير عام 1618م. وبما أن نفوذ الأمراء في العهد العثماني كانت تتمدد أو تتقلص في المقاطعات اللبنانية والشامية تبعاً للظروف السياسة والعسكرية، فقد شهدت بيروت المحروسة توطن أمراء آل دندن في باطن المدينة في فترة تمدد حكم الإمارة المعنية، وفي فترة إنشاء الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير - 1572/1635 - السراي في بيروت، الذي أقيم بقربه جامع السراي «جامع الأمير عسّاف». لهذا فإن الوثائق التاريخية تؤكد بأن أسرة دندن في بيروت المحروسة من أقدم الأسر البيروتية التي توطنت في بيروت أي منذ أوائل القرن السابع الميلادي على الأقل، علماً أن أمراء بني خالد مع بطونهم وأفخاذهم توطنوا في بيروت منذ بداية الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام، أي منذ عام 18 للهجرة.

هذا، وقد أشارت المصادر التاريخية المعاصرة للأمير فخر الدين المعني الثاني، بأن الأمير المعني اصطحب معه إلى بيروت عام 1618م الأمير دندن شقيق الأمير فياض.

كما عرف من الأسرة الأمير ناصيف إبن الأمير دندن أحد أمراء آل أبو ريشة، علماً أن الأمير فياض كان رئيساً لعرب آل أبو ريشة.

وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى العديد من بني دندن وأنشطتهم الإقتصادية والإجتماعية منهم على سبيل المثال: إبراهيم إبن أحمد دندن، السيدة حافظة بنت مصطفى دندن وإبن عمها السيد محيى الدين إبن المرحوم الحاج عبد الرحمن دندن والسيد حسن دندن والسيد عمر دندن والسيد محمد دندن والسيد مصطفى دندن وسواهم.

ومما يدل على تجذّر آل دندن في بيروت المحروسة، ونمو أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية الوثائق التاريخية التي أشارت إلى ممتلكاتهم ودورهم وبساتينهم وأبراجهم ودكاكينهم ومعاصرهم الصناعية وسواها. وقد وردت الملامح التالية: قناطر بني دندن، معصرة بني دندن، برج بني دندن، دور بني دندن، دكان بني دندن، بستان بني دندن وسواها.

ومما يلاحظ أيضاً بأن غالبية أملاكهم كانت في باطن بيروت المحروسة لا سيما قرب زاوية الإمام محمد المجذوب أي ازاء ما عرف فيما بعد باسم «المجلس النيابي»، بما فيه معصرة بني دندن لعصر السمسم وإنتاج الطحينة. وكانت أملاك ومحلات دندن ما تزال حتى عام 1975م قائمة في سوق البازركان في باطن بيروت، وفي سوق سيّور قرب سوق الإفرنج وسواهما.

عُرف من أسرة دندن في التاريخ الحديث والمعاصر الأمير يوسف مصطفى دندن أحد أبرز رواد الحركة الكشفية والثقافية والإجتماعية في بيروت ولبنان والعالم العربي، رئيس جمعية آل دندن.

وبرز من الأسرة الحاج أحمد مصطفى دندن شقيق الأمير يوسف، مؤسس وصاحب «دار السراج» للطباعة، وهو أحد الناشطين القدامى في الميادين الوطنية والإجتماعية والإنسانية والخيرية، وله إسهامات مهمة في مختلف الميادين البيروتية، والحاج محمد دندن أحد مؤسسي وأعضاء المركز الإسلامي - عائشة بكّار. كما برز من الأسرة المحسن البيروتي الحاج صلاح الدين دندن «أبو خليل» الذي أسهم في بناء العديد من المؤسسات الإسلامية الإجتماعية والخيرية والدينية. وكان أحد العاملين مع المرحوم الطبيب الدكتور محد خالد في بناء مساجد القرى لا سيما في البترون وشكا واللقلوق، فضلاً عن بناء مؤسسات الدكتور محمد خالد الإجتماعية في منطقة الأوزاعي، كما أسهم الحاج صلاح الدين دندن في بناء جامع الإمام الأوزاعي «رضي الله عنه» ألجديد.

وبرز من أسرة دندن رجل الأعمال الحاج المرحوم سامي محمد جميل دندن المتوفى في 6 أيلول عام 2009م عن عمر يناهز الثمانين عاماً. فهو صاحب شركة سادكو الشهيرة للأدوية، كما يملك شركات تجارية واستثمارية عديدة. وبرز من الأسرة العميد الركن المتقاعد خليل دندن نائب رئيس جمعية آل دندن.

كما برز من أسرة دندن المسيحية السادة: إلياس جورج دندن، أنيس إلياس دندن، جبرائيل دندن، جوزيف دندن، والأب يوسف دندن صاحب معمل شموع في الصالحية شرق صيدا.

أما دندن لغةً وإصطلاحاً فهي نسبة لأحد أجداد الأسرة الأمير دندن أحد أحفاد الأمير خالد بن الوليد وبات لقباً لأسرة إسلامية ومسيحية بيروتية ولبنانية. ويأتي اللفظ بمعنى الصوت المنخفض عند المنشد لموشح أو نشيد ديني أو أغنية. كما تأتي دندن بمعنى طنين الأذن، وهي مصطلحات سائدة في بيروت ولبنان وبعض الدول العربية.

 DADAN

صورة قديمة لآل دندن