آل حوري

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام والدفاع عنها، وقد استقرت في مدن وبلدات الشام حتى العهد العثماني قبل توطنها في باطن بيروت المحروسة.

وتشير المصادر التاريخية بأنه تفرع عن قبيلة حوري فخذ عرف باسم أبي حوري من الأبي خليل، من الأبي خابور من العقيدات إحدى عشائر دير الزور. وهي غير عشائر الحورية في منطقة عجلون. كما أن ابن الأثير يرى بأن أسرة الحوري نسبة إلى قرية «حورة» إحدى قرى الرقّة، برز منها قديماً المحدث صالح الحوري الذي روى عن أبي المهاجر الكلابي، وروى عنه عمر بن عثمان الكلابي.

ومما يلاحظ بأن القبائل والأفخاذ التي نسبت إلى الجد حوري أو إلى بلدات وقرى حملت اسم «حورة» هي كثيرة ومتعددة، ومن هنا ندرك كثرة فروع آل حوري في سوريا ولبنان وفلسطين وسواها. ويمكن تقسيم هذه الفروع على النحو التالي:

1- فرع حوري: نسبة إلى مدينة «حورة» إحدى مدن حضرموت في اليمن تقع على جبل حجرين في طرفها الأعلى حصن من سبع طبقات، تحيط به مزارع القمح والنيلة والتبغ.

2- فرع حوري: نسبة إلى قرية «حورة» في الجزيرة الفراتية السورية، كما أشار المرحوم عمر حوري.

3- فرع حوري: نسبة إلى مدينة حوراء بالقرب من مدينة يثرب، من عرب جهينة.

4- فرع حوري: نسبة إلى شعوب الحوريين القديمة المنتشرة في البلاد السورية.

5- فرع حوري: نسبة إلى حور بن خارجة، وهو بطن من طيّ من القحطانية، وهم بنو حور بن خارجة بن سعد بن فُطرة.

6- حوري: نسبة إلى حورة بن الأشرس، بطن من الصعب بن دومان من همدان من القحطانية. كانوا يسكنون في أثافت مع آل ذي كبار.

7- فرع حوري: نسبة إلى عشائر أبي حوري في دير الزور.

8- فرع حوري: وهو فرع يعود بنَسَبه إلى قبائل آل طليمات.

9- فرع حوري: وهو فرع يعود بجذوره إلى قبيلة الجبور في العراق، وتفرعت منه قبيلة الجبور الحوري.

10- فرع حوري: نسبة إلى قرية الحورية في الجرناف في العراق.

11- سائر فروع آل حوري في مختلف بلاد الشام والعراق، ومن بينها حوري من قرية الرقة.

ومما يلاحظ، بأن آل حوري بكافة قبائلهم وعشائرهم وأفخاذهم، لا سيما ممن توطن في بيروت المحروسة سواء في العهد العثماني أو في عهود الانتداب الفرنسي والاستقلال قد توزعوا بدورهم إلى فروع لأسر عديدة لا قرابة بينها، منها على سبيل المثال:

1- أسرة غريزة (غريزو) الحوري، وقد عرف منها منذ العهد العثماني الحاج أحمد بن محمد الحوري شيخ العقادين في بيروت المحروسة. والحاج أحمد بن أحمد غريزة (غريزو)الحوري.

2- أسرة الحوري العقاد.

3- أسرة الحوري الأصفر.

4- أسرة الحوري الحمصي.

5- أسرة الحوري الشامي.

6- أسرة الحوري اليافاوي.

7- أسرة أبو النصر الحوري.

8- أسرة الحوري السباعي.

9- أسرة الحوري الدروبي.

10- أسرة الحوري أزمرلي.

11- أسرة الحوري حجو الجندلي، وقد برز منها السيد حسن بن حوري حجو الجندلي الرفاعي من الأسر السورية المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف.

12- أسرة الحوري طليمات الحسيني الحمصي، وهي أسرة منسوبة أيضاً.

13- أسرة الحوري البعلبكي، وهي أسرة شيعية توطنت في بعلبك وجوارها منذ العهد العثماني، وقدم جدها الأول من المناطق السورية إلى بعلبك وجوارها وتشيع.

14- أسرة حوري، تعود بنَسَبها لأحد كبار تجار خشب الحور في بلاد الشام.

15- أسرة حوري، تعود بنَسَبها لأحد أجدادها لمن كان يملك عيوناً كبيرة يشتد بياض بياضها وسواد سوادها، فهي عيون حوراء.

ومما يلاحظ بأن أسرة الحوري المشهورة في بيروت قد توطن جدها الأول في باطن بيروت المحروسة، عمل في التجارة والصناعة لا سيما صناعة غزل ونسج الخيوط والتجارة بها، وبلغ أحد أجدادها من الوجاهة والغنى ما دعا المهتمين بهذه الصناعة والتجارة لانتخاب الحاج أحمد بن محمد الحوري شيخاً للعقادين في بيروت العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومن الملاحظ أيضاً، أنه استناداً إلى وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، قد تمت الاستعانة بالحاج أحمد الحوري كثيراً كشاهد في عمليات البيع والشراء، نظراً للثقة والوجاهة الاجتماعية التي كان يتمتع بها.

والواقع، فإن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، تشير إلى موقع أملاك وسكن آل الحوري، حيث أشارت إحدى الوثائق إلى «زاروب وجنينة بني الحوري قرب محلة بني درويش داخل المدينة...» كما كان بستان الحوري في باطن بيروت، وكان موقعه قريباً من مبنى سينما كابيتول (سابقاً) ومبنى وزارة المالية حالياً. كما تملك آل حوري فيما بعد لا سيما الحاج سعد الدين الحوري بساتين وأراضٍ شاسعة في منطقة بدارو. ثم تملك الحاج توفيق الجد وابنه الحاج راشد أراضٍ وأملاك ما بين شارع حمد وشارع الحوري في منطقة الطريق الجديدة.

برز من أسرة الحوري في القرنين التاسع عشر والعشرين الحاج سعد الدين بن محمد الحوري أحد وجهاء بيروت البارزين المتوفى في القاهرة في نيسان عام 1952 والذي دفن في بيروت، أسهم إسهاماً بارزاً في أعمال البر والإحسان، ومن إسهاماته الخيرية والتربوية البارزة بناء مدرسة عائشة أم المؤمنين بمحاذاة حرج بيروت، وقدمها لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وكان قد اشترى الأرض، وأقام البناء وأنفق عليها. ومن إسهاماته الخيرية والدينية أيضاً الإسهام في ترميم وتوسعة جامع الحلبوني (جامع العرب حالياً) وسوى ذلك من أعمال خيرية وإنسانية واجتماعية في بيروت المحروسة والمناطق اللبنانية.

لقد ارتبطت أسرة الحوري منذ أوائل القرن العشرين باسم الحاج راشد الحوري (1896 - 1973م) أحد كبار التجارتوفيق والصناع لمصانع الخيوط لا سيما مصنع خيوط «فيل دور» (Fil d ’or) وأحد كبار تجار السجاد مع أشقائه في باطن بيروت المحروسة. وكان في العهد العثماني ضابطاً من ضباطه المميزين الذين قاتلوا دفاعاً عن الدولة العثمانية، وقد تعرض للأسر إلى أن انتهت الحرب العالمية الأولى عام (1918م)، فكان أمراً طبيعياً أن يعمل في التجارة والصناعة كما والده وأجداده. وتأهل من السيدة مريم حلمي.

بعد الحرب العالمية الأولى بسنوات توطنت أسرة الحوري في منطقة الطريق الجديدة، وقد حرص الحاج راشد الحوري منذ البداية، وبعد أن اطلع على أوضاع المنطقة وأبنائها، على التعاون المثمر والبناء مع فعاليات المنطقة وفي مقدمتها الوجيه البيروتيالحاج جميل رواس (1888 - 1976م) والصيدلي إسماعيل الشافعي وسواهم، وذلك من أجل حل بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية.

لهذا، بادر الوجهاء الثلاثة لتأسيس جمعية البر والإحسان عام (1936م) متعاونين مع أبناء المنطقة. وقد كانت أعمالهم متميزة وفاعلة منها على سبيل المثال:

1- الإسهام في إقامة أول مسجد في منطقة الطريقة الجديدة، وهو مسجد الإمام علي كرّم الله وجهه، وقد أشرف على بنائه الحاج جميل رواس، كما قام الحاج راشد حوري فيما بعد بتوسعته على نفقته.

2- الإسهام في بناء المستشفى الإسلامية (مستشفى المقاصد فيما بعد).

3- الإسهام في بناء دار العجزة الإسلامية.

4- إنشاء مدارس ابتدائية ومن ثم ثانوية البر والإحسان عام (1949م).

5- إنشاء جامعة بيروت العربية وافتتاحها عام (1960م).

وبدون أدنى شك، فإن الحاج راشد الحوري ومنذ عام (1960م) حتى وفاته عام (1973م)، كان فاعلاً ومؤثراً ومساهماً في إنشاء الجامعة، وفي مسيرتها ونهضتها والدفاع عنها. وكان هو أحد ثلاثة: الحاج جميل رواس، الصيدلي إسماعيل الشافعي، الحاج راشد الحوري، ممن اجتمعوا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام (1957م)، وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إنشاء وافتتاح جامعة بيروت العربية تلبية لمتطلبات الشعب اللبناني والعربي. ويعتبر مع آخرين أول عضو في مجلس جامعة بيروت العربية ممثلاً لجمعية البر والإحسان منذ عام (1960م).

ومن الأهمية بمكان القول، إن الحاج راشد الحوري، كان مدافعاً جريئاً عن جامعة بيروت العربية ومؤسسات جمعية البر والإحسان. وكان ناشطاً على اتصال مستمر مع الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية من أجل قوننة وشرعنة افتتاح كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية. وحرص على استمرار العلاقة والاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (المتوفى عام 1970م) من أجل ضمان استمرار الجامعة، وتأمين الدعم المالي والمعنوي والعلمي لها، بما فيه استمرار تأمين الإدارة الرشيدة والأساتذة الذين يتمتعون بالكفاءة.

وفي الوقت الذي كان فيه أحد كبار الأعمدة في جمعية البر والإحسان، فهو أحد كبار المؤسسين، وهو أمين الصندوق للجمعية، وهو أحد القيمين، فبالإضافة إلى ذلك، كان عضواً فاعلاً بارزاً في مجلس بلدية بيروت، فأدى خدمات جليلة لبيروت المحروسة وللبيارتة ولمنطقة الطريق الجديدة، كما كان عضواً في جمعية بناء وترميم المساجد في لبنان، ورجل الخير والعطاء، وهو الجندي المجهول لأكثر من عمل خيري وإنساني. وقد أمدني الأستاذ محيي الدين فايد (1917 - 1999م) رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان الأسبق بمعلومات قيِّمة ومشرّفة عن الحاج راشد الحوري، فذكر لي بأن الحاج راشد الحوري رحمه الله أرسل على نفقته الخاصة عدة طلاب إلى القاهرة لمتابعة دراستهم سواء في جامعة الأزهر الشريف، أو في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) ولم يكن يعلن عن هذه الأعمال الجليلة مرضاة لله تعالى.

بعد وفاته عام (1973م) قامت بلدية بيروت بتكريمه بإطلاق اسمه على الشارع الذي كان يعيش فيه والموازي لشارع حمد. كما حرصت جامعة بيروت العربية وجمعية البر والإحسان على تكريمه فأطلقت اسمه على مسجد الجامعة فعرف باسم «مسجد راشد الحوري».

إن الحاج راشد الحوري، بما له من أيادٍ بيضاء في المجتمع البيروتي واللبناني يستحق كل التقدير والوفاء والتكريم والتخليد.

برز من أنجال الحاج راشد الحوري نجله الحاج توفيق راشد الحوري (1933 - ...) من مواليد بيروت، تلقى دراسته الأولى في مدارس وثانويات جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وتابع دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، فنال منها إجازة في الاقتصاد، ثم أكمل دراسة الماجستير في العلوم الاقتصادية والمالية من الجامعات البريطانية عام (1955م).

قام الحاج توفيق راشد الحوري بتأسيس العديد من المشاريع الاقتصادية، كما عمل مع والده في التجارة العامة. ومنذ أن كان فتى يافعاً عمل في العمل العام سواء في إطار العمل الإسلامي أو الوطني أو الاجتماعي والإنساني لا سيما مع جماعة عباد الرحمن في بيروت. ومنذ هذه الفترة المبكرة انخرط في أنشطة المجتمع الأهلي لا سيما مع والده الحاج راشد الحوري في إطار جمعية البر والإحسان، إذ إن العمل التربوي استأثر باهتمامه كثيراً، فكانت له آراء مهمة في أعمال وتوجهات مجلس العمدة لا سيما ما يختص بإنشاء جامعة بيروت العربية عام (1960م) بالاتفاق مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وفي الوقت الذي انطلقت فيه جامعة بيروت العربية، كان همه الدائم القضية الفلسطينية، فإذا به يطلق مع السيد ياسر عرفات ومع آخرين حركة فتح (العاصفة) عام (1965م)، وفي الوقت نفسه كانت له صداقات قوية مع زعماء فلسطينيين وعرب في مقدمتهم مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني الذي أقام في بيروت في سنواته الأخيرة حتى وفاته. كما كان الحاج توفيق حوري المسؤول الرئيسي عن مجلة «فلسطيننا» التي كانت تصدر بإشراف ياسر عرفات. كانت له ملاحظات نقدية بنّاءة حول مسيرة العمل الفلسطيني لا سيما بين أعوام (1975 - 1982م). وكان يرى بأن إهمال القادة الفلسطينيين لمبادئ الثورة كانت سبباً رئيسياً في تراجعها وتراجع شعبيتها، وانتصار القوات الإسرائيلية عليها عام (1982م).

وفي الوقت الذي اهتم الحاج توفيق حوري بالأعمال الإسلامية والوطنية، كان همه الكبير تعليم أبناء المسلمين؛ لأنه رأى أن العلم هو العمود الفقري لتقدم الشعوب والأمم، بل رأى إن العلم والثقافة متوازيان مع المقاومة كعناصر أساسية لتحرير فلسطين، لهذا نشط في سبيل نهضة وتطور جامعة بيروت العربية، منذ أن أصبح عضواً في جمعية البر والإحسان، ثم عضواً في مجلس جامعة بيروت العربية، وعضواً في المجلس الأعلى للجامعة وذلك في الفترة الممتدة من عام (1960م) حتى اليوم. ومما ضاعف في أثره في الجامعة بعد أن أصبح رئيساً لمجلس أمناء وقف البر والإحسان منذ كانون الثاني عام (2001م) وما يزال نشطاً من أجل الجامعة ونهضتها حتى تاريخه عام (2009م)، يتميز بمقومات القيادة. وفي المقابل، وفي الوقت الذي كان ناشطاً وفاعلاً في جامعة بيروت العربية، فإذا به ينشط بالتعاون مع جمهرة من أصدقائه وإخوانه - وأنا منهم - في تأسيس المركز الإسلامي للتربية عام (1979م)، القيِّم والمسؤول عن كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، وكلية إدارة الأعمال الإسلامية تمهيداً لإطلاق جامعة الإمام الأوزاعيرضي الله عنه وقد أدى نجاح هذا المشروع   وبتمويل ذاتي   إلى جذب الآلاف من الطلاب من جنسيات عربية وإسلامية وأجنبية من أنحاء العالم. كما شهد لبنان فروعاً عديدة للمشروع تلبية لمتطلبات المجتمع اللبناني، فضلاً عن إقامة مبنى ضخم للجامعة في صيدا المحروسة. وبات المشروع حتى اليوم له الفضل في تخريج مئات من الطلاب اللبنانيين والعرب (ليسانس، ماجستير، دكتوراه). وله الفضل الأول في تكوين مكتبة متميزة للكليتين المشار إليهما.

إن نشاط الحاج توفيق راشد الحوري التربوي والثقافي والعلمي أكثر من أن يُحصى، فهو يحتاج إلى العديد من الصفحات المضيئة عن نشاطه وإسهاماته وإنجازاته. وبالرغم من جميع هذه الإنجازات والإسهامات فهو يتميز بالتواضع وخدمة الناس، يعمل على تكريم الآخرين، ويرفض تكريمه. له العديد من المحاضرات والندوات والبحوث في مؤتمرات لبنانية وعربية ودولية. له كتاب صدر في الخمسينات «طريقكم يا مسلمون». متأهل من السيدة ليلى الداعوق كريمة الداعية المرحوم محمد عمر الداعوق.

لهما من هذا الزواج: الابن البكر راشد الثاني، الصيدلي أيمن، الطبيب الدكتور محمد (طبيب العيون)، عمر (تمويل دولي)، سهير (إدارة أعمال)، رولا (حقوق، علوم سياسية، إدارة أعمال، إعلام، علم نفس، مرشحة للانتخابات النيابية والبلدية، ناشطة وفاعلة في المجتمع الأهلي والمدني)، الطبيبة الدكتورة لينا (طب داخلي)، ريما (محامية).

كما برز من أنجال الحاج راشد الحوري المرحوم المهندس فاروق الحوري العضو السابق في جمعية البر والإحسان، والعضو السابق في عمدة جماعة عباد الرحمن. تميز بالإبداع الهندسي وبالإقبال على العمل العام، وبالتواضع، واعتبر «الجندي المجهول» في أعمال تربوية وهندسية وإنسانية وخيرية واجتماعية. كما برز الشقيق الثالث المهندس أمين راشد الحوري أحد المتخصصين الأوائل في علم الكمبيوتر، له إسهامات في هذا العلم سواء عندما كان يعمل في الخارج أو في لبنان. له إسهامات علمية وعملية في تنظيم الإدارة في جامعة بيروت العربية استناداً إلى علم الكمبيوتر وتطبيقاته العملية، والتحول من الأساليب الإدارية التقليدية إلى الأساليب الإدارية الحديثة، لذا، فقد تولى مسؤولية الحاسب الآلي، فأصبح مديراً لقطاع شؤون الحاسب الآلي في جامعة بيروت العربية.

وبرز من أسرة الحوري الحاج عمر توفيق الحوري (1912 - 1994م) مواليد (بيروت 1331هـ - 1912م). تلقى دراسته الأولى في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ثم في مدارس الليسيه الفرنسية في بيروت استناداً إلى شهادة صادرة في (31 آذار 1930م). كما توجه منذ صغره نحو الدراسات الاقتصادية والتجارية، فالتحق في بيروت في مدرسة ( ECOLE PRATIQUE DE COMMERCE PIGIER) ونال في العام الدراسي (1930 - 1931م) شهادة في الدراسات الاقتصادية، ثم أتم دراسته الثانوية في مدرسة الليسيه (اللاييك) ونال شهادة الثانوية التجارية. بدأ حياته العملية موظفاً في جمرك مرفأ بيروت، ثم بعد سنوات انتقل إلى العمل التجاري مع شقيقيه المرحومين الحاج راشد حوري والحاج مصطفى حوري. وبعد سنوات عقد زواجه على الآنسة حليمة بنت أمين بن خليل حلمي من إحدى العائلات العثمانية الأصل. وكان من نتاج هذا الزواج أربعة شبان: عصام، عدنان، عزام، عمّار. أسهم في عام (1936م) في تأسيس جمعية البر والإحسان، وفي تأسيس المدارس والمؤسسات التربوية التابعة للجمعية، بما فيه إسهاماته مع رئيس وأعضاء جمعية البر والإحسان في تأسيس جامعة بيروت العربية. كما تولى لسنوات طويلة منصب مدير دار العجزة الإسلامية في بيروت. واستمر حتى قبيل وفاته عاملاً فاعلاً من أجل مؤسسات جمعية البر والإحسان وجامعة بيروت العربية. ونظراً لعطاءاته فقد بادرت الدولة بتكريمه فمنحه رئيس الجمهورية الأستاذ إلياس الهراوي (1989 - 1998م) وسام الأرزق الوطني من رتبة فارس. كما أطلقت بلدية بيروت اسمه على أحد شوارع منطقة الطريق الجديدة المحاذي لمبنى جامعة بيروت العربية.

وممن برز من أنجال الحاج عمر الحوري الأستاذ عصام حوري (1941) تلقى دراسته الأولى في مدارس وثانويات جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ثم التحق عام (1960م) في كلية التجارة في جامعة بيروت العربية، وقبل التحاقه كإداري في الجامعة، عمل في بنك مصر لبنان، ثم استمر في التدرج الوظيفي في جامعة بيروت العربية إلى أن تقلد عام (1985م) منصب أمين عام جامعة بيروت العربية وما يزال منذ خمس وعشرين سنة عاملاً فاعلاً مؤثراً في تطور ونهضة جامعة بيروت العربية. له آراء مؤثرة في الأعمال الإدارية والأكاديمية والعلمية، وكان له الفضل والتأثير في الكثير من الإنجازات والإسهامات سواء في مقر الجامعة في بيروت أو في فروعها في الدبية أو طرابلس أو البقاع أو الإسكندرية.

بالإضافة إلى منصبه كأمين عام جامعة بيروت العربية، فهو عضو في مجلس أمناء وقف البر والإحسان، كما تولى لسنوات عديدة رئاسة جمعية متخرجي جامعة بيروت العربية في الفترة الممتدة بين أعوام (1972 - 2001م) وقد تميّزت جمعية المتخرجين في عهده، بأنها كانت فاعلة ومؤثرة في الأحداث والتطورات اللبنانية، كما كانت منفتحة على المجتمع اللبناني وعلى النقابات المهنية وعلى الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأكاديمية. وفضلاً عن هذا وذاك، فإن الأستاذ عصام حوري هو عضو في مجلس عمدة دار العجزة الإسلامية في بيروت، يسهم في آرائه ونشاطه ووقته في الخدمة الاجتماعية والإنسانية والرعائية من أجل المحتاجين لهذه الرعاية في بيروت والمناطق اللبنانية. وبكلمة مختصرة، فإن عصام حوري أحد الشخصيات البارزة والفاعلة سواء في جامعة بيروت العربية أو في وقف البر والإحسان أو في دار العجزة الإسلامية، كما كان فاعلاً ومؤثراً في جمعية المتخرجين، وهو بحاجة إلى صفحات عديدة لا حصر لها للإشارة إلى سيرته وإسهاماته. متأهل من السيدة ندى سنو.

لهما الأستاذ الجامعي المحامي الدكتور عمر عصام حوري عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق - جامعة بيروت العربية، وهو أحد متخرجي الكلية والجامعة، ثم نال دكتوراه دولة في القانون من الجامعات الألمانية. ولهما أيضاً شقيقته السيدة مايا عصام حوري الحافظ.

وبرز من أنجال الحاج عمر حوري المرحوم المحامي عدنان حوري، والمهندس عزام حوري مدير مستشفى دار العجزة الإسلامية، أو كما يقال هو «دينامو مستشفى دار العجزة الإسلامية» وهو كوالده، استطاع بالتعاون مع رؤساء وأعضاء عمدة الدار أن ينهض بالمستشفى وبالدار معاً. ومن سماته العمل الجدي والدؤوب من أجل تأمين مستلزمات العمل الصحي والطبي والإداري والرعائي للمسنين والمرضى من كافة شرائح المجتمع اللبناني.

وممن برز من أنجال الحاج عمر حوري النائب الطبيب الدكتور عمّار حوري من مواليد بيروت عام (1954). تلقى دراسته في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت (الحرج وثانوية الإمام علي).

تخصص في طب الأسنان والجراحة في كلية طب الأسنان   جامعة القاهرة، وتخرج منها عام (1981م). مارس المهنة في عيادتيه في منطقتي الطريق الجديدة ومار إلياس. انتخب نائباً لنقيب أطباء الأسنان في لبنان. كما انتخب رئيساً لرابطة أطباء بيروت، ورئيس الاتحادين اللبناني والأسيوي للشطرنج. كما ترأس لعدة سنوات جمعية آل الحوري العائلية. عضو مجلس أمناء وقف البر والإحسان، وتولى لسنوات عضوية مجلس جامعة بيروت العربية، كما قام بالتدريس في كلية طب الأسنان   جامعة بيروت العربية.

في الفترة الممتدة بين أعوام (1998 - 2004م) كان عضواً في مجلس بلدية بيروت، تولى خلالها رئاسة عدة لجان كان فاعلاً ومؤثراً خلالها. ومنذ أيار عام (2005م) أصبح نائباً عن الدائرة الثالثة في بيروت ضمن لوائح الشيخ سعد الحريري، كما أعيد انتخابه مرة ثانية في دورة انتخاب حزيران عام (2009م). انتخب في عضوية عدة لجان نيابية لا سيما الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، والشباب والرياضة.

له ديوانا شعر:

1 - صرخة من بعيد.

2 - نبضات قلب.

وله في الوقت نفسه عدة قصائد شعرية، ودراسات ومطالعات دستورية وقانونية وسياسية.

الدكتور النائب عمّار حوري عضو في «كتلة المستقبل النيابية»، و«كتلة لبنان أولاً» التي يرأسهما الشيخ سعد الحريري. متأهل من السيدة زينة العريس مديرة العلاقات العامة في جامعة بيروت العربية.

وعرف من أسرة الحوري: الشقيق الثالث للحاج راشد وللحاج عمر، وهو الحاج مصطفى توفيق الحوري الذي كان مع شقيقيه في العمل التجاري والصناعي. وقد عرف من أنجاله: المهندس محمد مصطفى حوري (1938) أحد متخرجي كلية الهندسة المعمّارية - جامعة بيروت العربية، عضو عمدة جماعة عباد الرحمن، عضو عمدة دار العجزة الإسلامية، عضو مجلس أمناء وقف البر والإحسان، وعضو مجلس جامعة بيروت العربية. عضو سابق في الهيئة الإدارية لجمعية متخرجي جامعة بيروت العربية.

تميّز المهندس محمد حوري بالإخلاص والعمل الجدي والدؤوب من أجل خير المجتمع البيروتي خاصة والإسلامي عامة. وهو من المؤمنين بالعمل التطوعي الخيري في سبيل نهضة وتطور المؤسسات الإسلامية والخيرية.

قام بهندسة وتنفيذ بعض أبنية جامعة بيروت العربية، ودار العجزة الإسلامية، وبعض مباني جماعة عباد الرحمن، كما كان مستشاراً هندسياً لهذه المؤسسات وسواها. وفضلاً عن هذا وذاك. فقد تقدم بعشرات الاقتراحات والمذكرات ورؤى مستقبلية الهادفة إلى تطوير وتحسين الأداء الأكاديمي والعلمي والإداري في جامعة بيروت العربية، وتطوير الأداء في وقف البر والإحسان، وفي كافة المؤسسات الناشط فيها. كما عرف من الأسرة أشقاؤه السادة: المهندس زياد، عبد الكريم، وبلال مصطفى حوري.

عرف من أسرة الحوري بفروعها المتعددة السادة: الضابط إبراهيم عبد الله حوري أحد ضباط الجيش العثماني، الذي أصبح ناظراً للمدرسة السلطانية في بيروت المحروسة، ثم مديراً للخستة خانه (المستشفى) العثمانية. كما برز نجله المفوض في قوى الأمن الداخلي مختار إبراهيم حوري والد المحامي إبراهيم حوري. كما عرف أشقاء (العقيد المتقاعد) المفوض مختار السادة: أنيس وأكرم ورفيق حوري. وعرف من الأسرة الطبيب الدكتور عماد حوري (طبيب أسنان) والطبيب الدكتور عبد القادر حوري، الطبيب الدكتور أنيس حوري، والطبيب الدكتور رامز حوري، والمحاميان إبراهيم مختار حوري، رئيس جمعية آل حوري، وإبراهيم حوري، والمهندس أسامة حوري. وعرف من الأسرة السادة: إبراهيم أحمد، إبراهيم زكريا، إبراهيم مختار، أحمد طعّان، أحمد فاروق، أمين رامز، بلال مصطفى، حسن، حسن خليل، حسني عبد الرزاق، زكريا حمصي حوري، زكي طعان، سعد الدين محيي الدين حمصي حوري، وشقيقه عبد الرحمن محيي الدين، طعان زكي، عبد القادر محمد، عبد الكريم، عبد الكريم حسني، عبد الكريم مصطفى، عصام حسني، عصام عمر (وهو غير عصام عمر حوري أمين عام جامعة بيروت العربية) علي زكي، علي محمد، فاضل أحمد، ماهر وليد، محمد حسن، محمد خليل حمصي حوري، محمد عصام، محمد فؤاد أحمد، محمد مختار، محمد يوسف، محمد خير أمين، محمد محيي الدين حمصي حوري، محيي الدين أحمد حمصي حوري، محمود زكي، محمود عبد القادر، محيي الدين رامز، محيي الدين محمود، مروان حسني، مصطفى توفيق، نزار شفيق، هاني بديع، وليد محمد، وليد مصطفى، يحيى، يحيى سعد الدين، يوسف حوري وسواهم. ولا بد من الإشارة إلى بروز رجل الأعمال والتجارة السيد يحيى حوري الذي أقام في القاهرة في أربعينات القرن العشرين الذي اتخذ من شارع سليمان باشا مركزاً لتجارته وأعماله. توفي في القاهرة ودفن فيها في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ومن الملاحظ، واستناداً إلى البحث في وثائق وسجلات عائلة حوري، فقد تبين أن غالبية أفراد الأسرة من بيروت المحروسة من الطائفة السنية، وهناك فرع اعتنق المذهب الجعفري الشيعي منذ عدة قرون، وهو المتوطن في نواحي بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن فرع مسيحي من الأسرة، وقد عرف من الفرع المسيحي السادة: أنطوان حوري، جوني، خليل، جوني خليل، شربل أنطون حوري وسواهم. كما تتوفر مستندات تشير إلى فرع مسلم متوطن في منطقة الجديدة في المنطقة الشرقية في بيروت المحروسة. أما فيما يختص بمصطلح حوري لغةً واصطلاحاً، فقد سبق أن أشرنا في مقدمة الدراسة عن سبب التسمية جغرافياً وقبلياً وصفةً.