آل مدني (المدني دفتردار)

فقه وتديّن ونسب شريف.. منهم الشيخ هاشم

من الأسر الإسلامية البيروتية والشامية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية المتوطنة في المدينة المنورة، وقد أسهمت هذه القبائل في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي. واستمرت موجات الأسر المدنية أو المدينية تتوجه نحو بلاد الشام ومن بينها بيروت المحروسة حتى العهد العثماني، وأسرة المدني هي من الأسر المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف.

برز من أسرة المدني أو المديني العديد من العلماء والمحدثين والفقهاء منهم على سبيل المثال المحدث أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المدني أو المديني (162-234هـ) وهو أصلاً من المدينة المنورة، ثم نزل في البصرة.

ويرى ابن الأثير في كتابه «اللُباب في تهذيب الأنساب» جـ3، ص (184-185) بأن هناك العديد من العلماء من أطلق عليه صفة المدني أو المديني ولا ينسبون جميعاً إلى المدينة المنورة، بل أنهم نسبوا إلى عواصم وحواضر إسلامية مهمة كان يطلق عليها مجازاً المدينة مثال ذلك: مدينة مرو، مدينة نيسابور، مدينة أصبهان، مدينة المبارك بقزوين، مدينة بخارى، مدينة سمرقند، مدينة نسف.

كما أسس المنصور بن أبي عامر مدينة بالقرب من قرطبة في الأندلس عام 987م، كانت قد تبوأت مركزاً مهماً للغاية، أطلق عليها اسم «المدينة الزاهرة» وأطلق على من ولد وأقام فيها اسم «المدني».

ويشير صاحب كتاب «جامع الدُرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية» الشيخ الدكتور كمال الحوت، ص (104-105) من أن بعض فروع آل المدني قد توطن قديماً في منطقة كفر زبد في فلسطين، ومنهم فرع في عمان في الأردن، ينسبون إلى جدهم الأعلى السيد المدني وإليه النسبة، وهو ابن السيد عبد الله بن عيسى الذي يتصل نسبه إلى الشيخ القطب الكبير أبي محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني (رضي الله عنه) ويستمر تسلسل النسب الشريف إلى أن يصل إلى ابن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن رضي الله عنهم أجمعين.

هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة منذ العهد العثماني توطن أسرة المدني، وقد برز منها العلامة الشيخ هاشم دفتردار المدني أحد علماء الشرع الشريف في بيروت، ثم في المدينة المنورة ومكة المكرمة. وقد قام بتأليف العديد من المؤلفات الفقهية والدينية سواء منفرداً أو مشتركاً مع العلامة الشيخ د. محمد علي الزعبي.

أسهم الشيخ هاشم دفتردار المدني بإسهامات إسلامية جليلة في بيروت المحروسة، وتوفي في مكة المكرمة في شهر كانون الثاني من عام 1998 ودفن فيها، وقد نعته دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية (السابق)، وتقبل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية (السابق) الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني التعازي بوفاته في دار الفتوى، نظراً لمكانته الدينية والعلمية وإسهاماً في تكريم هذا العالم الجليل.

أما أهم مؤلفاته بالاشتراك مع الشيخ الدكتور محمد علي الزعبي فهي التالية:

1- الإسلام بين السنة والشيعة (جزءان).

2- المرأة في السياسة (جزءان).

3- لا جديد تحت الشمس.

وعرف من الأسرة أيضاً نجله الشيخ محمد دفتردار المدني، كما عرف السادة: الإعلامي موفق مدني، إبراهيم، أسعد شفيق، حسن، خالد شفيق، سليمان، علي، عماد، عمر، كمال، أمين، محمد توفيق، محمد ديب، محمود رياض، مدني محمد مدني، مصطفى، نوري، وجيه، وسام محمد، ياسين مدني وسواهم.

وقد لاحظت من أن أسرة ولقب مدني لم يقتصر في بيروت على الأسرة الإسلامية، بل وجدت فيها فرع مسيحي عرف منها السادة: الأب نعمة الله مدني، أسعد فيليب مدني، اندره مدني، جورج مدني، هنري مدني وسواهم.

ومدني لغة صفة أطلقت على من كان أصله من المدينة المنورة، أو من مدينة بارزة أخرى، أو من كان أصله من المدينة وتوطن في إحدى القرى والبلدات فيقال له أيضاً مدني. وأطلقت صفة المدني على من كان متمدناً متحضراً، وهو بعكس المتخلف حضارياً.