آل مطرجي (الحسيني)

من الأسر الإسلامية البيروتية والطرابلسية واللبنانية والشامية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، وهي من العائلات الحسينية المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف .

عرفت باسم الحسيني لمئات السنين لغاية العهد العثماني حيث عهد إلى أحد أجدادها الباشوات تولي إمارة الحج وسقاية قوافل الحجاج بواسطة ما عرف آنذاك باسم «المطرة» فعرفت الأسرة منذ العهد العثماني باسم «المطرجي». وهو ما درجت عليه قبائل قريش في سقاية الحجاج حيث كانت هذه المهمة تمثل شرفاً كبيراً لمتولي السقاية ولمن يسقى أيضاً. كما أن أحد أجداد أسرة المطرجي، وهو في الأساس من آل الحسيني، قد أنقذ قافلة حجاج من اعتداءات المعتدين، وقام بسقايتهم من المطرة فرداً فرداً، فعرف منذ ذاك التاريخ باسم المطرجي سواء في اللاذقية أو ولاية طرابلس أو ولاية صيدا، ومن ثم في بيروت المحروسة.

أسهمت أسرة المطرجي بإسهامات سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية وخيرية عديدة، في مختلف البلاد التي تولى أفرادها مناصب عامة أو خاصة منذ أن توطنت في اللاذقية، ثم في طرابلس الشام، فبيروت المحروسة. وكان أول ظهور للأسرة في طرابلس في عام 1659م عندما قدم إليها قبلان باشا المطرجي.

برز منها في العهد العثماني محمد آغا المطرحي ونجله أرسلان باشا بن محمد آغا المطرجي الذي أصبح والياً على صيدا عام (1109هـ-1697م) وتولاها بين أعوام (1697-1703م) كما أصبح فيما بعد صدراً أعظم على ما جاء في كتاب حكمت بك شريف «تاريخ طرابلس الشام» وبقي في استانبول ملازماً الباب العالي إلى حين وفاته خلال أحداث الشغب في القرن الثامن عشر، كما أن شقيقه قبلان باشا بن محمد آغا المطرجي أصبح والياً على طرابلس الشام عام (1110هـ-1697م) في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ولغاية عام 1715م.

وقد أشار إلى ذلك الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحِسان في أخباء أبناء الزمان» جـ1، صفحات 5، 6، 7، 8، 16. كما وردت هذه المعلومات في وثائق عبد الفتاح آغا حماده عن ولاة بيروت في منتصف القرن التاسع عشر.

ومما يلاحظ أن بيروت كانت تابعة في تلك الفترة لصيدا، وفي فترة أخرى لطرابلس، مما يعني أنها كانت تابعة لعدة سنوات للوالي أرسلان باشا المطرجي، وللوالي قبلان باشا المطرجي. ومن الإسهامات العسكرية البارزة بالنسبة للواليين الشقيقين أرسلان باشا المطرجي وقبلان باشا المطرجي حمايتهما للثغور الشامية من اللاذقية إلى طرابلس وصيدا فبيروت المحروسة. كما حرصاً على إقامة العديد من الثُكن العسكرية العثمانية، وحماية أبناء بيروت من غزوات الأروام (الإفرنج).

ومن إسهامات آل المطرجي الدينية والخيرية والاجتماعية قيام محمد آغا كتخدا قبلان محمد باشا المطرجي والي صيدا في حينه بوقف أوقاف عديدة على زاوية الشيخ محمد الشويخ القريبة من مرفأ بيروت في عام (1111هـ-1699م) استناداً إلى سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة لا سيما السجل 1324-1328هـ، ص (76)، وقد اشترط الواقف النظر والأمامة في الزاوية على الشيخ محمد ابن علي الشويخ القادري طريقة، والذي كان إماماً بها في القرن الثامن عشر الميلادي. ولقد ضمت أراضي هذه الزاوية وأوقافها بعد أن تداعت وانهارت نتيجة حرب 1840، إلى أراضي وأوقاف جامع المجيدية منذ منتصف القرن التاسع عشر في عهد السلطان عبد المجيد الثاني، كما أقيمت مئذنة للمسجد، وأضيفت قاعات جديدة.

ونتيجة لمساعينا الحميدة مع صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد رشيد راغب قباني والمستندة إلى سجلات المحكمة الشرعية بإثبات الحق لأصحابه فقد رفعت لوحة رخامية على الباب الجنوبي لجامع المجيدية نصها التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، أنشأ والي بيروت قبلان باشا مطرجي هذه الزاوية سنة 1111هـ، 1699م، وعرفت بزاوية الشويخ. رممت سنة 1840 في عهد السلطان عبد المجيد فبنيت المئذنة وتحولت إلى جامع عرف باسم جامع المجيدية. تم ترميم الجامع بهبة كريمة من المحسن الكويتي السيد مبارك عبد العزيز صالح الحساوي، وأعيد افتتاحه في عهد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد رشيد راغب قباني».

من هنا ندرك إسهامات آل المطرجي بالنسبة لأوقاف مسجد المجيدية وعقاراته وتوسعته والاعتناء به، فضلاً عن الاعتناء بإنشاء زاوية الشويخ والإنفاق عليها لسنين عديدة. بالإضافة إلى إسهامات الأسرة السياسية والعسكرية والوقفية والدينية والاجتماعية في بيروت المحروسة وفي مدن بلاد الشام.

والأمر اللافت للنظر، بأن أسرة المطرجي استمرت تتمتع بنفوذ واسع في العهد العثماني، فقد برز منها في منتصف القرن التاسع عشر لا سيما في عهد الحكم المصري (1831-1840) شاكر باشا المطرجي أحد أعيان ولاية طرابلس وبيروت، كما برز من الأسرة الشيخ مصطفى فايز مطرجي (1837-1951) الذي تولى القضاء الشرعي ما يقرب من ستين عاماً في أنحاء كثيرة في ولايتي سورية وبيروت، وقد عاش مئة وأربعة عشر عاماً.

كما برز من الأسرة محمد آغا المطرجي الذي كان من أغوات البلاط السلطاني، فاختاره السلطان محافظاً لسنجقية اللاذقية، وهو والد قبلان باشا وارسلان باشا وبشير وإبراهيم والسيدة حليمة. كما برز من الأسرة الكثير من العلماء والقضاة ورجال الأعمال منهم على سبيل المثال: المحامي أحمد جلال المطرجي (1916-1983) نجل الشيخ بشير عبد الله المطرجي. كما برز الوجيه البيروتي المفوض في الأمن العام العقيد نديم المطرجي وأنجاله السادة: بسام المطرجي، والحاج غسان المطرجي رئيس عمدة أزهر لبنان الأسبق، أحد مؤسسي مستشفى الشرق الأوسط في بيروت، فريد المطرجي، د. فؤاد المطرجي مدير عام سابق لبيت التمويل العربي، المدير العام السابق لبنك البركة أسهم في نشر ثقافة الصيرفة الإسلامية في لبنان والذي قام بأعمال خيرية واجتماعية عديدة لا سيما مساعدة المعاقين وذوي الاحتياجات الصحية والإنسانية، وفؤاد نبيه مطرجي مدير التعليم المهني والتقني في الشمال، والمحامي صائب مطرجي أحد الناشطين في الميادين البيروتية السياسية والاجتماعية وهو رئيس لحركة بيروتية عرفت باسم «هيئة الدفاع عن بيروت» هدفها الدفاع عن مصالح بيروت وأبنائها. كما برز مروان مطرجي مدير عام إحدى شركات التأمين في لبنان، كما برز من الأسرة الشيخ عبد الله بشير المطرجي مفتي زحلة والبقاع حتى وفاته عام 1956، وأنجاله القاضي جلال المطرجي، والأديبة عايدة المطرجي زوجة الدكتور سهيل إدريس والأستاذ وليد المطرجي.

وعرف من الأسرة القنصل الفخري لارتيريا في لبنان الدكتور عبد الله مطرجي. كما عرف السادة: أحمد جلال، أديب، توفيق، بشير أحمد، جلال بشير، خالد، زاهر، سلام، عبد الله، المربي المقاصدي د. عرفان الجميل مصطفى مطرجي، محمود نورس، والأستاذ الجامعي محمود مطرجي، مختار محمد عزيز المقيم في المملكة العربية السعودية، مديراً للتسويق والمبيعات في أوتيل جولدن توليب، كما عرفت شقيقته الحاجة نديمة محمد عزيز المطرجي مجازة في العلم الشريف وتدريسه من الحاج محمد رمضان، وقامت بتدريس هذا العلم في عدة مساجد وزوايا في بيروت المحروسة، وفي المدن اللبنانية. كما عرف مروان محمد عزيز، مكرم مصطفى، نديم محمد، نزار محمد عزيز، الشيخ نزيه مطرجي مدير مدارس الإيمان في الشمال، المهندس هيثم أحمد ياسر مطرجي، وليد بشير مطرجي وسواهم. ومن المعروف أن فرعاً من آل المطرجي ما يزال منذ مئات السنين متوطناً في أنقرة واستانبول، وأن بعضهم تقلد مناصب وزارية ومناصب إدارية رفيعة.

ونظراً لإسهامات آل مطرجي الحسيني منذ عهد الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) إلى التاريخ الحديث والمعاصر، فإننا نشير إلى السيرة الذاتية لبعض أفراد الأسرة في بيروت المحروسة:           

المفوض العام الممتاز نديم مصطفى فائز مطرجي

1- مواليد ولاية بيروت الشمالية طرابلس الشام سنة 1915.

2- تدرج بالرتبة العسكرية إلى مفوض عام ممتاز في الأمن العام، وتولى عدة مناصب في الأمن العام منها:

3- رئيس دائرة أمن عام العريضة.

4- رئيس دائرة أمن عام المصنع.

5- رئيس دائرة أمن عام طرابلس (الشمال).

6- رئيس شعبة الاستقصاء (الدائرة السياسية).

7- رئيس دائرة أمن عام مرفأ بيروت.

8- وآخر مركز تولاه هو مفتش عام المديرية العامة للأمن العام.

9- أثناء عهد فؤاد شهاب تم تعيين توفيق جلبوط مديراً عاماً للأمن العام وهو برتبة نقيب، وعندما دخل نديم مطرجي لتهنئته وصافحه، طلب جلبوط منه أداء التحية العسكرية فرفض قائلاً: كيف أؤدي لك التحية العسكرية وأنا أعلى منك بالرتبة، سكت جلبوط على مضض حتى صدر بعهد شهاب المراسيم الاشتراعية برفع الحصانة عن كل موظفي الدولة. ونقل نديم إلى قوى الأمن الداخلي واستلم:

10- رئيس تحري جونيه.

11- رئيس تحري صيدا.

12- رئيس تحري جبل لبنان.

13- قائد سرية المساندة.

14- معاون قائد الشرطة القضائية.

15- قبل إحالته إلى التقاعد كانت رغبته أن يحال إلى التقاعد من الأمن العام حيث تحققت رغبته واستلم المفتشية العامة للأمن العام لمدة سنة، وكان الرئيس صائب سلام رئيساً للحكومة.

16- والده: قاضي القضاة في لبنان الشيخ مصطفى فائز المطرجي (وكان إمضاؤه: «الفائز بحب المصطفى مصطفى فائز مطرجي«).

17- زوجته: السيدة ابتهاج ديب بيضون.

18- أولاده (ثلاثة عشر ولداً): بسام - غسان - صائب - فؤاد - فريد - ركان - ابتسام - أسامة - سوسن - فاتن - تميمة - أمل - جنان .

وأبرز أبنائه:

غسان نديم مطرجي

1- غسان نديم مطرجي مواليد بيروت المحروسة عام 1944.

2- لديه أربعة أولاد وهم عبدالله قنصل عام فخري لدولة اريتريا، نادين متأهلة من المهندس عبدالله أحمد التنير، داليا، ورنا مديرة في بيت التمويل العربي ومتأهلة من كريم بشير حنبلي.

3- صاحب شركة تراست لوساطة التأمين.

4- مدير بنك الإنماء فرع المزرعة سابقاً.

5- مدير بنك التضامن الوطني فرع المزرعة سابقاً.

6- ساهم بتأسيس بنك لبنان والخليج سنة 1980.

7- قام بتأسيس مستشفى الشرق الأوسط سنة 1982، وتولى رئاسة مجلس الإدارة المدير العام سنة 1993.

8- تولى رئاسة مجلس عمدة أزهر لبنان بناء لقرار من سماحة المفتي الشهيد حسن خالد من سنة 1978 ولغاية 1986.

- صائب نديم مطرجي: محامٍ بالاستئناف

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1951.

2- متأهل وله أربعة أولاد: سامي – فائز – بلال – محمد.

3- تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.

4- محامٍ بالاستئناف منذ العام 1981.

5- رئيس اتحاد طلبة المقاصد 1969 – 1970.

6- ترشح عن المقعد السني في بيروت في الانتخابات النيابية عاميّ 1992 و 1996.

7- رئيس هيئة الدفاع عن حقوق بيروت منذ العام 1992 ولغاية تاريخه.

8- رئيس جمعية الصداقة اللبنانية - القطرية منذ العام 1992 ولغاية تاريخه.

9- أمين سر جمعية الصداقة اللبنانية - الإسبانية منذ العام 2001 ولغاية تاريخه.

10- رئيس جمعية آل مطرجي في بيروت.

11- يترأس ويشارك في عدة جمعيات مدنية.

12- رئيس شركة مدنية للمحاماة في لبنان.

فؤاد نديم مطرجي

1- مواليد بيروت المحروسة 9 تشرين الأول – 1960.

2- الوضع العائلي: متأهل وله ثلاثة أولاد.

3- الجنسية: لبناني – ويحمل جواز سفر كندي.

4- الجامعة الأميركية في بيروت – قسم إدارة الأعمال.

5- دكتوراه في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأميركية .

6- اللغات: عربي – فرنسي – إنكليزي.

7- 1986 – 1990 مدير مصرف لبنان في طرابلس.

8- 1991 – 2000 مدير العمليات المالية في مصرف لبنان.

9- 2000 – 2002 مدير عام شركة ايرغون للتنمية العقارية والنفطية (كالغاري – كندا).

10- 2002 – 2006 نائب مدير عام عضو مجلس إدارة بنك البركة لبنان.

11- 2002 - 2006 العضو المنتدب لشركة الأمان للتأمين التكافلي.

12- 2007 – 2011: مدير عام عضو مجلس إدارة بيت التمويل العربي.

13- حائز على وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.

 السيدة نديمة محمد عزيز مطرجي:

1- مواليد بيروت المحروسة.

2- سيدة فاضلة تعلّمت التلاوة وقراءة القرآن الكريم بعد الخمسين من عمرها في زاوية الحاج محمد رمضان في جامع عمر بن عبد العزيز – الطريق الجديدة.

3- بعد أن ختمت العلم الشريف، فأصبحت هي معلمة الزاوية بعد وفاة الحاج محمد رمضان بعد أن تمت إجازتها من شيخها الحاج محمد رمضان.

4- وهبت نفسها للعلم الشريف، حيث كانت تتنقل في قاعات وزوايا ومساجد بيروت المحروسة لتعليم أركان الإسلام والقراءات القرآنية والسنّة النبوية الشريفة.

ومطرجي لغة من المطر، ومن الوعاء الذي كان يستخدم لحفظ مياه الأمطار، والذي عرف منذ العصور الوسطى باسم «المطرة» التي رافقت لقرون طويلة قوافل الحجاج والتجار والرحالة، ومن يقوم بمهامها يعرف باسم «المطرجي».