آل مكحول

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي. ومنذ بداية الفتوحات العربية لبيروت ولعصور إسلامية عديدة، توطن فيها الكثير من العلماء من بينهم علماء من آل مكحول، وقد أكد ذلك ابن عساكر في كتابه «تاريخ دمشق».

ويشير ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» جـ3، ص (251-252) إلى بعض علماء آل المكحول في دمشق وبيروت المحروسة وبغداد، منهم العالم مكحول جد جماعة عربية يقال لها «المكحول» منهم الفقيه أبو البديع أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي (331-379هـ) وهو ابن أبو المعين المكحولي. كما برز من آل المكحول قديماً الفقيه والمحدث أبو يحيى محمد بن راشد المكحولي الخزاعي الشامي الدمشقي، الذي نسب إلى أبي عبد الله مكحول الهذلي الشامي لأنه صحبه وانتقل إلى البصرة، وقد حدث عن مكحول وسليمان بن موسى الدمشقي وسواهما روى عنه الثوري وشعبة ويحيى القطان وابن مهدي وسواهم. وقال الإمام أحمد بن حنبل: «كان شقة، ومات بعد سنة ستة ومائة».

وأشار المؤرّخ صالح بن يحيى في كتابه «تاريخ بيروت» ص (14)، إلى علماء بيروت بما فيه الإمام الأوزاعي، مشيراً إلى الفقيه «محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أيوب البيروتي، وهو أبو عبد الرحمن المعروف بمكحول الحافظ. كان ثقة مأموناً من أهل العلم والرواية أسند عن جم غفير وروى عنه خلق كبير، وهو الحافظ المشهور بين الناس، مات سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين وثلاث ماية».

وبرز قديماً الفقيه مكحول بن عبد الله بن شاذل الهذلي، فقيه أهل الشام في عصره، من حفاظ الحديث وكبار التابعين، طاف في البلاد في طلب العلم، واستقر في دمشق إلى أن مات فيها عام 113هـ (الذهبي: تذكرة الحفاظ، جـ1، ص 101)، (ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب، جـ10، ص 289)، (الزركلي: الإعلام، جـ8، ص 212)، (مرتضى أكبر زاده: زراعة الأرض من منظور إسلامي، ص 70)، (أطروحة دكتوراه – كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، إشراف د. حسان حلاق، بيروت 2010م).

وبالرغم من قدم أسرة المكحول في بيروت منذ القرون العربية والإسلامية الأولى، غير أن الأسرة ما تزال قليلة العدد حتى اليوم، عرف منها حديثاً السادة: إبراهيم، خالد، مصباح مكحول. ونظراً للدور المهم الذي قامت به الأسرة، لا سيما الفقيه مكحول الحافظ البيروتي، فقد أطلقت بلدية بيروت على شارع اسم «شارع المكحول» القريب من شارع الدكتور مصطفى خالدي والكنيسة الأرثوذكسية، والموازي لشارع بلس (شارع الجامعة الأميركية في بيروت)، وهو ما درجت عليه بلدية بيروت بتسمية شوارع على أسماء علماء وأعلام.

أما المكحول لغة فهي صفة أطلقت على الرجل الذي وضع على عينيه الكحِل فهو أكحل أو مكحول، كما تطلق على الرجل الذي يتصف بحولة في العين يقال لها في بيروت «حول حِسن» بسبب إضفائها مسحة جمال على العينين.