آل قرقدان (أرقدان)

حضور مصري - شامي ولبناني  سكنوا الطريق الجديدة ورأس بيروت

من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية. تعود بجذورها إلى الأسر العربية التي انتشرت في مصر وبلاد الشام، لا سيّما في مدينة صيدا وفي العهد العثماني وعهد الانتداب الفرنسي انتقل أحد أجداد الأسرة إلى بيروت المحروسة، وتوطّن فرع في منطقة الطريق الجديدة، وفرع آخر في رأس بيروت.

عرف من الأسرة في صيدا في العهد العثماني السيّد مصطفى أفندي قرقدان (المتوفى في صيدا عام 1948) كاتب تحريرات صيدا في ذلك العهد، كما كان صديقًا لرضا بك الصلح وزير في الحكومة العربية الفيصلية. كما برز المحامي مصطفى قرقدان، ومحمد وفيق قرقدان أمين سرّ جمعية الأدب والثقافة، والدكتور عبد الرحمن قرقدان (أرقدان) الرئيس السابق لجامعة الحريري في المشرف، والدكتور الشيخ صلاح الدين قرقدان (أرقدان) أستاذ الحضارة الإسلامية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت. كما عرف البطل والمدرّب الدولي الحاج يوسف أرقدان.

كما عرف من الأسرة في بيروت السادة: أحمد، محمد محمود، محمود خليل، محمود محمد، وسواهم. وممّا يلاحظ بأنّ الأسرة ما تزال قليلة العدد في بيروت المحروسة.

ونظرًا لإسهامات الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقدان، فإنّنا نشير إلى سيرته الذاتية المختصرة:

  • ·الجنسية: لبناني.
  • ·تربوي من مواليد مدينة صيدا عام 1952.
  • ·أتمّ دراساته الإسلامية في كليّة الشريعة، جامعة دمشق، ودراساته العربية في كلية التربية، الجامعة اللبنانية (بيروت).
  • ·حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة جلاسجو في المملكة المتحدة (بريطانيا).
  • ·عمل في ميدان التربية والتعليم والإدارة التربوية منذ عام 1975.
  • ·يعمل حاليًا مدرّسًا لمواد الدراسات (الإسلامية) و (العربية) في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت.
  • ·عضو مشارك في عدد من المؤتمرات، والمؤسسات الفكرية، منها: رابطة أدباء الشام، ورابطة الأدب الإسلامي، وجمعية الدراسات الشرقية في جامعة درهم (بريطانيا)، عضو هيئة المخطوطات الإسلامية (بريطانيا).
  • ·أسّس عددًا من الجمعيات الخيرية منها: «الهيئة الإسلامية للرعاية» [1985]، و«جمعية التنمية والنهوض الاجتماعي (أنتج)» [2007] في لبنان، و«رابطة مسلمي لبنان» [1987] و«الإغاثة اللبنانية» [2007] في بريطانيا.

له عدّة من المؤلفات المنشورة، ومنها:

  • ·تاريخ صيدا (تحقيق)، صيدا، 2012.
  • ·التخلّف السياسي في الفكر الإسلامي المعاصر، بيروت، دار النفائس، 2002.
  • ·كتاب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية (لبنان) الجزءان الثاني والثالث، بيروت، دار الريان، ط1، 1999.
  • ·ريّ الغليل من محاسن التأويل (مختصر محاسن التأويل في تفسير القرآن للقاسمي)، دار النفائس، بيروت، 1994.
  • ·مختصر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، (تحقيق) دار النفائس، بيروت، 1985.
  • ·بالإضافة إلى المذكرات الأكاديمية لمواده الجامعية.

أمّا قرقدان لغة وتلفظ في بيروت وصيد أَرقدان، فقد أطلقت على الجدّ الأول للأسرة، بمعنى السنجاب، وقد أشار الرعيل الأول من أهل صيدا أنّ جد الأسرة كان يميل إلى السمرة الداكنة، وكانت طريقة مأكله مثل السنجاب الذي كان يقال له أرقدان أو قرقدان، فأطلق عليه أهل صيدا قرقدان.

(أرقه دان) التي تُلفظ (أرقدان) باعتبار (الهاء التي تلي القاف) هي (هاء) سكتة باللغة العثمانية، تكتب ولا تلفظ، كما في (بلطه جي) و (داليه بلطة) و (قلعه جي). وهذه اللفظة التركية (أرقدان، Arkadan)، تلفظ عند العرب كيفما تيسّر بحسب لهجة كل منطقة نزلوا بها: أرقضان، كركدان، قرقدان، أرقدان، أرقه دان. وهي تعني بالتركية العثمانية عددًا من المعاني، ككثير من ألفاظ الكلمات ولكنها تختلف أو تتعدّد في المعاني.. مثل كلمة (العين) التي قد تعني نبع الماء، أو الجاسوس، أو النفس أو أداة النظر.

(أرقدان) من ألفاظ الجيش العثماني، لا تعني رتبة معينة، ليست مثل (سنجق دار) أو (تحصيل دار) ولا (بكباشي) و (يوزباشي)، وإنّما تعني مهمة خاصة – كقولنا: (القوات الخاصة) أو (قوات الصاعقة) أو (قوات التدخل السريع) أو (المغاوير) في هذه الأيام في بعض الجيوش – وكانت مهمة هذه الفرقة أن تحمي الجيش عند تحركه (هجومًا أو دفاعًا أو انسحابًا) حتى لا يباغت من قبل العدو أو حرب العصابات. ومن معاني (أرقه دان) في العثمانية التركية: (ساق ورقة الشجر) التي تربطها بالغصن، كما تعني (من خلف) و (من وراء) تطلقان على الجهة.

كما أنّ (قرقدان) أحد أسماء تطلق على عشب (Abutilon)، وتعرف كذلك بأسماء: غرغدان، أبو طيلون، لواق، ريش الديب، حمبوك.

والمشهور بيننا أنّ جدّنا المؤسّس نزل صيدا، مع حملة إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، من مصر، أحد أفراد هذه الفرقة، التي يوكّل إليها مهمّة حفظ الجيش كي لا يغدر به العدو من خلفه، أو هي فرقة من الفدائيين الذين يقتحم أفرادها العدو من خلف صفوفه.. التصق لقبها به فعرف بـ (مصصفى الأرقه دان).

وهذه الرواية الشفوية المتناقلة تعودبجذورها الأسرة في لبنان إلى عهد إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر، حليف الأمير بشير الشهابي، فيما يملك أحد أبناء أسرتنا مخطوطًا من (دلائل الخيرات) يعود إلى أبكر من ذلك بخمسين سنة من تأريخ دخول جيش إبراهيم باشا إلى صيدا.

وفي مكة المكرمة أسرة من الأشراف يحملون اسمًا قريبًا جدًا من اسم عائلتنا، حتى يكاد يتطابق، هم آل كركدان.. وفي دمشق الشام أسرة لفت اسمها نظري أيضًا، هم آل (قرقزان)، ومنهم الدكتور محمد قرقزان.. ومن المعروف أنّ انتقال الناس وهجرتهم بسبب الحرب أو الرزق أمر طبيعي.

ونريد ان نلفت النظر إلى أمر مهم، وهو أنّ حمل اسم أو لقب تركي لا يعني أنّ الشخص أو العائلة تركية، فالألقاب إن كانت توصيفية (كالطويل والقصير) أو الوظيفة (كالمفتي والقاضي) أو المهنية (كالنحاس والحداد والنجار) أو مناطقية (كالمصري والشامي) تطلق على الناس وتغلب على اسمهم الحقيقي – و(أرقدان) كما قدّمنا ليست بين أقارب وأهل من نفس العائلة والأرومة، وقد لا تكون.

وبالإضافة لمن ذكرهم صاحب المقال من أبناء العائلة، يجدر بي أن أذكر أنّ جدي المباشر مصطفى أفندي كان في العهد العثماني كاتب التحريرات في صيدا في العهد العثماني، وفي خضمّ البحث عن إداريين للدولة العربية التي حلم بها الشريف حسين، عرض رضا (بك) الصلح على جدي، وكانا صديقين حميمين، أن يتولّى بعد الحرب العالمية ولاية الجبل الأخضر بليبيا، فاعتذر جدي، والمشروع نفسه لم يتمّ بسبب تبييت الحلفاء وتنكّرهم لوعودهم للشريف حسين.

ولعائلتنا حضور في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وقد سقطت منا الشهيدة (شفيقة ديب أرقدان) في إحدى مظاهرات الاستقلال التي تصدّت لها القوات الفرنسية عقب اعتقال رئيس الجمهورية (يومها) الشيخ بشارة الخوري في 11/11/1943م، ومعه رئيس الوزراء رياض الصلح وعدد من الوزراء.. وسجنتهم في قلعة راشيا، فثار الشعب اللبناني، ومنهم أبناء صيدا، يطالبون برحيل قوات الاحتلال الفرنسي، يومها انطلقت أكبر تظاهرة عرفتها المدينة من بوابة الشاكرية تضمّ الآلاف من الأهالي والطلاب.. ولمّا وصل المتظاهرون إلى مقابل سراي الحكومة، حيث مقرّ القائد الفرنسي، هدّدهم بأنّه سيقمع أي تظاهرة ستمرّ من هناك، ولكن أبناء صيدا لم يلتفتوا إليه، وتابعوا تظاهرتهم فأطلق عليهم النار من مسدسّه، وأطلق بعده جنود الاحتلال الفرنسي (كانوا من السنغال) النار على المتظاهرين، وانهمر الرصاص بغزارة، وسقط 43 متظاهرًا بين شهيد وجريح، منهم ابنة عمّنا الشهيدة شفيقة.

كما يسر الله ولكثير من شباب العائلة، ككلّ أسرة من أسر صيدا، بل ولبنان، التصدّي للعدو الإسرائيلي، لا سيّما أثناء الاجتياح عام 1982 م، ثمّ حرب التحرير في عام 1985م. انتهى التوضيح علمًا أنّ بعض التفاصيل في التوضيح لم تنشر بهدف التركيز على الموضوع الرئيسي لهذا التوضيح، مع توجيه الشكر والتقدير للأخ الفاضل الشيخ الدكتور صلاح الدين قرقدان (أرقدان).