آل كشلي

تردّهم المصادر لأصول تركية وعربية و.. منغولية..

من الأسر الإسلامية البيروتية، بعض المصادر تردها إلى أصول عربية، وبعضها تردها إلى أصول تركية، في حين أن بعض المصادر تردها إلى أصول مغولية.

فالمصادر العربية وفي مقدمتها ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب»، جـ3، ص (100) يشير إلى قرية كَش وهي قرية جبلية بالقرب من مدينة جرجان، نسب إليها أبو زرعة محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجنيدي الجرجاني، كان عالماً بالحديث توفي في مكة المكرمة عام (390هـ). وأشار إلى مدينة معروفة أخرى تعرف باسم كَشي وهي قريبة من سمرقند. كما عرف العالم والفقيه أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل الكَشي، وقد نسب إلى جده كَشي.

ويشير المؤرخ الدكتور محمد ماهر حماده في كتابه «وثائق الحروب الصليبية والغزو المغولي للعالم الإسلامي» ص (340-341) إلى أحد ملوك التتار كِشلي خان الذي كانت له صولات وجولات عسكرية مع السلطان خوارزم شاه وسواه من الملوك. لهذا، يمكن أن نستنتج بأن أسرة كشلي البيروتية قد تكون نسبت إلى ملك التتار كِشلي خان، وأنها من نسله. علماً أن كشلي خان وتميورلنك هما من مدينة كَش جنوب شرق الاتحاد السوفياتي سابقاً، عرفت فيما بعد باسم «شهري سبز» أي المدينة الخضراء.

ومما يؤسف له أن مصادر لبنانية أخرى مثل مجلة أوراق لبنانية، م3، جـ1، ص (20-21) ونقلاً عن الفيكونت فيليب دى طرازي، فإنها لم تميّز بين أسرة كشلي بحرف الكاف وقشلة بحرف القاف، واعتبرت أن القشلة العثمانية أي السراي الكبير نسبة لأحد أجداد آل كشلي وهذا خطأ واضح في التفسير، ولا يتوافق مع الحقيقة، لأن القشلة تعني الثكنة العسكرية وليس لها علاقة بكشلي خان.

ومهما يكن من أمر، فإن أسرة كشلي من الأسر البيروتية الإسلامية التي سبق لأجدادها أن توطن في بلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة بعد مجيئه من مدينة كِش منذ مئات السنين. واستناداً إلى السجل (1259هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، فقد برز من الأسرة الحاج بكري محمد كشلي الذي أشارت الوثائق إلى شرائه أرض من الوكيل فرنسيس انطون قشوع في منطقة نهر بيروت في 21 من ذي القعدة عام 1259هـ. واستناداً إلى السجل نفسه، فإن الحاج بكري محمد كشلي كان من سكان باطن بيروت تجاه جامع السرايا (الأمير عساف). كما خصص للحاج بكري كشلي وقفاً عند منطقة زقاق البلاط خارج البلد كما أشار السجل 1259هـ (حسان حلاق: أوقاف المسلمين في بيروت في العهد العثماني، ص 44، 62). هذا وقد أورد السجل 1286-1287 ص (255) الاسم على هذا الشكل «كشله» وليس «كشلي» استناداً إلى لهجة البيارتة، كانت وما تزال.

برز من أسرة كشلي في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: محمد كشلي أحد كبار مؤسسي حركة القوميين العرب في لبنان، ثم تولى مسؤولية منظمة العمل الشيوعي وهو مفكر وكاتب سياسي بارز، تولى بين أعوام (1996-2005) منصب مستشار للرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما عرف شقيقه المهندس مصطفى كشلي وشقيقه أحمد كشلي. كما عرف من الأسرة شقيقتهم الأستاذة الجامعية الدكتورة حكمت كشلي عقيلة الأستاذ الجامعي الدكتور مصطفى فواز.

كما عرف من الأسرة الأستاذ عفيف كشلي رئيس جمعية آل كشلي، وأحد الوجوه الاجتماعية والاقتصادية في بيروت المحروسة. كما برز الأستاذ محيي الدين كشلي رئيس دائرة بيروت التربوية السابق، ومدير التعليم الثانوي الرسمي، وأحد الناشطين البارزين في الميادين التربوية والاجتماعية والخيرية والإنسانية، وشقيقه الأستاذ محمد أمين كشلي المسؤول في التعليم المهني والتقني. وعرف من الأسرة الدكتور عامر محمد كشلي والمهندس رامي محمد كشلي، والسيد صلاح كشلي والمحامي حسن عفيف كشلي أحد المحامين البيارتة البارزين، وهو عضو الهيئة الإدارية في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، وهو من المحامين الواعدين في بيروت.

وعرف من أسرة كشلي السادة: أحمد توفيق، أحمد محيي الدين، حسن مصباح، زهير، صلاح الدين محمد، عاطف حسن، عبد الرحمن مصطفى، عبد الكريم توفيق، عبد اللطيف إبراهيم، عزت محمد، فؤاد، محمد أحمد، محمد أمين، محمد راشد، محمد زين، محمد سعيد توفيق، محمد محمود، محمد مصطفى، محمود محمد، محمود منير، محيي الدين عزت، نهاد محمد علي كشلي وسواهم.

وكِشلي لغة كما سبق أن أشرنا في المقدمة، لها عدة معانٍ وعدة تفسيرات، مع أهمية التأكيد بأن صيغة «لي» هي صيغة النسبة مثل ياء النسبة عند العرب. فمن كان من ازمير لقب في العهد العثماني باسم «ازمرلي». ومن كان من استانبول، فهو استانبولي، ومن كان من اورفه التركية فهو اورفلي، ومن كان من كِش فهو كشلي.